وينطوي العلاج على استخراج البلازما من دم الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بكوفيد 19، وإعطائها للمرضى ممن هم في حالة حرجة. وتقوم الفكرة على تعزيز أجهزة المناعة لدى المرضى الذين يحاولون التغلب على فيروس كورونا عن طريق الأجسام المضادة التي ينتجها المرضى الذين تغلبوا على الفيروس.

يذكر أن تجارب العلاج بالبلازما تجرى في دول أخرى بما في ذلك الصين وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد في المملكة المتحدة بهذا الشأن.

ويقول الدكتور كولين هاميلتون-ديفيز، الذي يرأس وحدة العناية بالقلب في مستشفى بارت في لندن، وأمضى 30 عامًا في دراسة هذا النوع من الأبحاث، إن هذه التجارب يمكنها إنقاذ الأرواح إن تم اتخاذ إجراء على الفور بالموافقة عليها.

وأضاف “لدينا خدمة صحية وطنية نحسد عليها في العالم، ولدينا قسم كبير للدم، ويمكن للموظفين في وحدة الدم العمل بوتيرة أكبر خلال أسبوع لاستخلاص البلازما من المتعافين من المرض، بحيث يخدم ليس مريضا واحدا أو اثنين فقط ولكن مئات المرضى.”

وحتى الآن لا توجد علاجات فعالة ضد مرض كوفيد 19، إذ تجرى بعض التجارب باستخدام مضادات الفيروسات والستيرويدات، ولكن يقول الكثيرون إن استخدام العلاج بالبلازما لم يتم استكشافه بشكل كاف حتى الآن.

وبعث الدكتور هاميلتون ديفيز إلى وزير الصحة مات هانكوك ووزير الخارجية القائم بأعمال الحكومة دومينيك راب برسالة يعرض فيها تقديم خدمته في هذا المجال، لكن لم يصدر أي قرار بهذا الشأن، وطلب دويمينك راب المشورة من وزارة الصحة الأسبوع الماضي لبحث جدوى تلك الأبحاث.

وأعرب هاميلتون-ديفيز عن قلقه جراء التأخر في الرد، مشيرا إلى أن التأخير من شأنه أن يكلف الوقت الثمين في إجراء الأبحاث على بلازما الدم والتأكد من نجاعة هذا العلاج لمرضى كوفيد 19.

وقال: “إنه أمر محبط للغاية، ليس لي فقط، ولكن العديد من الزملاء يقولون لماذا لا ننظر إلى هذا الأمر بنطاق أكبر وفي إطار زمني أسرع؟”.

واستطرد الدكتور هاميلتون- ديفيز بالقول “هناك إطار عمل بحثي قيد العمل يمكن الاستفادة منه في هذه التجارب المخبرية المتعلقة ببلازما الدم. وهذا شيء يمكننا أن نبدأ به وإنجازه بسرعة كبيرة”.

يذكر أنه العلاج ببلازما الدم أظهر بعض المؤشرات الإيجابية ضد فيروس إيبولا وسارس، ويؤكد العديد من الخبراء على ضرورة تجربته على مرضى فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة.

ويقول عالم الفيروسات الجزيئية بجامعة لانكستر البريطانية، الدكتور محمد منير، لشبكة سكاي نيوز: “إن العلاج بالبلازما هو حل مؤقت ويجب إجراؤه بأي ثمن لأن ما نتطلع إليه هو الوصول إلى لقاح للفيروس خلال العام المقبل. البلازما هي شيء يمكننا تقديمه للمرضى لتجربته وهو في أيدينا”

وأضاف “سيكون من المخيب للآمال للغاية إذا لم يتم تجربة إعطاء البلازما لمرضى كوفيد 19 – وخاصة في الوقت الذي يتعافى فيه الكثير من الأشخاص والذين يمكن أن يكونوا مصدرًا قيمًا لجمع البلازما لتقديمها للمرض”.

وأكد متحدث باسم قسم الدم في هيئة الصحة البريطانية أن لديهم خططا راسخة للتعاطي مع الأمراض المستجدة، بما في ذلك العلاج بالبلازما والعمل عن كثب مع الإدارات الحكومية والهيئات الصحية الأخرى للنظر في أفضل السبل التي يمكن من خلالها دعم الأبحاث الجارية المتعلقة بالتوصل لعلاج مرضى كوفيد 19.