رأت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن وباء كورونا كشف أوجه القصور العالمي في التعامل مع الكوارث على الرغم من رؤية الخبراء لها وهي تلوح في الأفق.
وفي تقرير تحت عنوان “لماذا يتجاهل الساسة توقعات الكارثة”، اعتبرت المجلة أن لا أحد يريد التحرك قبل حدوث الكارثة على الرغم من توقعها.
وأضافت “توصف الكوارث عادة بأنها الأحداث التي تأتي من العدم، ولكن معظم تلك الكوارث تكون متوقعة من البعض، وعلى الأقل يعلم باحثون ما هي أكبر المخاطر، ويستطيعون تصور كيف ستسير الأمور وما ستؤول إليه”.
وقالت المجلة “في الكثير من الأحيان يكون هناك تصور دقيق للكارثة قبل وقوعها بفترة طويلة، وعلى سبيل المثال، حدثت محاكاة عملية في نيو أورليانز قبل عام تقريباً على وقوع إعصار كاترينا، تضمنت معظم الأمور التي ستتسبب بها العاصفة، والأمر ينطبق على الأوبئة أيضا، فقد أدرك العلماء قبل قرن على الأقل، وبالتحديد منذ الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918، مخاطر المرض في عالم العولمة، حيث يمكن أن يقفز الفيروس من قرية إلى مدينة في الجانب الآخر من العالم في غضون أيام قليلة”.
واعتبرت “فورين بوليسي” أن “مرض (سارس) وإنفلونزا الخنازير كانا سبباً في تذكير الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات، بتحديث الخطط الخاصة بإدارة واحتواء الأوبئة، وكان لدى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة، سلسلة من التجارب على سيناريو الوباء منذ عام 2019”.
وتساءلت المجلة “لماذا يكون رد فعل الدول ضعيفاً للغاية من حيث الاستعداد للكوارث، رغم أن هناك معلومات مسبقة عنها؟”.
ونوهت المجلة إلى أنه في العديد من الكوارث، فإن الاستعداد بصورة فعالة يعني اتخاذ قرارات غير مقبولة لدى كثيرين، حيث كشفت دراسة أن إنفاق دولار واحد على الاستعدادات يخفف أضراراً بقيمة 15 دولارا في وقت لاحق.
وأوضحت “هذا ما حدث بالفعل في الموجة التي أعقبت وباء فيروس كورونا، ففي الوقت الذي كانت فيه متابعة لما يحدث في أماكن أخرى، وفي ظل المنطق القائم بأن الدول يجب أن تتحرك قبل أن تتعرض للعواقب، كان هناك تأخير وتردد في اتخاذ الإجراءات الاستباقية”.
وختمت المجلة تقريرها بالقول “نعلم أن الكوارث ستحدث، ونعلم أيضاً كيف وأين. وعلينا أن نطالب القادة السياسيين الآن بالبدء في الاستعانة بتلك المعرفة والاستخدام الأمثل لها”.
