اليمن.. الذعر من كورونا يتسبب في 7 وفيات بعدن

16 أبريل 2020آخر تحديث :
اليمن.. الذعر من كورونا يتسبب في 7 وفيات بعدن

يواصل الموت خطف أرواح المرضى المصابين بالربو ومشاكل في الجهاز التنفسي، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها، في ظل حالة الذعر التي باتت تعتري القطاع الصحي في المحافظة، نتيجة الاشتباه في إصابة المرضى بفيروس كورونا المستجد.

وتوفي مساء أمس الأربعاء، مواطن يدعى منصور يوسف في العقد الرابع من عمره، بعد أن ظلت أسرته تتنقل به لساعات بين مستشفيات عدن الحكومية والخاصة، التي رفضت استقبال الحالة بسبب إصابته بمرض “شيكونغونيا”، أو ما يعرف محليا بـ”المكرفس”، الذي تتشابه أعراضه مع كورونا؛ ما تسبب في رفض مشافي عدن استقبال المريض.

منصور الذي قدم من منطقة “صبر” التابعة لمحافظة لحج، شمالي عدن، يعد سابع حالات الوفيات في عدن والمناطق المجاورة لها، نتيجة رفض المستشفيات استقبال مثل هذه الحالات المصابة بارتفاع درجات الحرارة المصاحبة لأمراض الجهاز التنفسي، بدعوى المخاوف من إصابة المرضى بفيروس كورونا المستجد.

يقول أحد أقرباء الضحية، لـ”إرم نيوز”، إن منصور، مصاب بالربو منذ الصغر، وبسبب إصابته بمرض المكرفس، تصاعدت حالة الربو لديه؛ ما تسبب في التهاب رئوي حاد، وحاولنا نقله إلى أكثر من مستشفى ورفضوا استقباله، ونقلناه إلى مركز الأمل – المحجر الخاص بحالات كورونا – وأجروا له فحص كورونا وكانت النتيجة سلبية، وزودونا بتقرير يؤكد سلامته من هذا الفيروس، إلا أن المستشفيات واصلت رفضه، حتى توفي في منزله.وسبقت هذه الحالة، 6 وفيات أخرى، غالبيتهم من الأطفال، قضوا بأعراض مشابهة، في غضون أقل من شهر، وسط رفض مشافي المدينة استقبالهم وعلاجهم، خوفا من إصابتهم بوباء كورونا المتفشي عالميا.

وأكد مدير مكتب وزارة الصحة العامة والسكان، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الدكتور جمال خدابخش، في حديثه لـ”إرم نيوز”، وجود 5 حالات وفاة في عدن خلال الفترة الأخيرة، نتيجة ما سمّاه “عدم التشخيص السليم، واعتبارها حالات مشتبه فيها للأسف”، في إشارة للاشتباه في إصابتها بفيروس كورونا.

وسجلت أولى هذه الحالات، في أواخر آذار/مارس الماضي، لطفلة قادمة من محافظة أبين، شرقي عدن، قبل أن يتبعها وفاة طفلين آخرين ثم أم حامل وجنينها، إضافة إلى وفاة شاب في عقده الثاني يوم أمس الأول الثلاثاء، طبقا لشكاوى ذوي الضحايا ووسائل الإعلام المحلية.

ووجه مدير مكتب الصحة بعدن، الأحد الماضي، جميع مستشفيات عدن والمجمعات والمراكز الطبية الحكومية والمنشآت الخاصة، “باستقبال جميع الحالات المرضية الواصلة إليهم، والتعامل معها دون استثناء، وبشكل إنساني وأخلاقي، وتقديم الرعاية الصحية لها، تجنبا لحالات الوفاة التي أصبحت غير مبررة أخيرا”.

وطالب “بإبلاغ إدارة الترصد الوبائي، في حال أي اشتباه بأي حالة مثل كوفيد 19 (كورونا)، ضنك، كوليرا، ملاريا، أو التهاب الجهاز التنفسي”.

وبحسب مذكرة التوجيه، فإن “أي تقصير أو إهمال تجاه أي حالة، سيضعكم أمام المساءلة القانونية، ولذا نجدد دعوتكم بالالتزام بذلك، ونحملكم كامل المسؤولية”.

ومع انتشار أعداد المصابين بالحميات كـ”المكرفس” و”حمى الضنك”، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وهشاشة الوضع الصحي في البلاد، تتصاعد مخاوف المواطنين من حالة الذعر التي أصابت القطاع الصحي بالمدينة، على الرغم من تسجيل اليمن لحالة إصابة واحدة فقط بفيروس كورونا، في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، على بعد مسافة تقدر بأكثر من 600 كيلو متر.

وكانت منسقة الأمم المتحدة، للشؤون الإنسانية في اليمن، ليزا غراندي، حذرت في بيان، الجمعة الماضية، أن فيروس كورونا “أحد أكبر التهديدات التي واجهت اليمن خلال الـ100 عام الأخيرة”.

وقالت إن سنوات الحرب الخمس في اليمن، خلقت أعلى مستويات الضعف الحاد في المقاومة على مستوى العالم، وإن من المرجح أن يصاب عدد أكبر من الأشخاص بالعدوى، أكثر من أي مكان آخر.

الاخبار العاجلة