نتائج محيرة.. هل يساعد التدخين على الوقاية من كورونا؟

16 أبريل 2020آخر تحديث :
نتائج محيرة.. هل يساعد التدخين على الوقاية من كورونا؟

شكّل تصريح الرسام الإنجليزي المشهور، ديفيد هوكني، صدمة حول إمكانية أن يحمي التدخين من الإصابة بفيروس كورونا، فيما كان ذلك بمثابة بداية للعديد من الدراسات والتصريحات الطبية، التي سلّطت الضور على الأمر.

وكتب هوكني رسالة إلى صحيفة “ديلي ميل” البريطانية يقول فيها: ” أليس من الممكن أن يكون المدخنون قد طوروا مناعة ضد هذا الفيروس؟ مع ظهور كل هذه الأرقام، الأمر يبدو لي هكذا”.

وأوضح الفنان البريطاني، الذي يبلغ من العمر الآن 82 عامًا، ويعيش في فرنسا، أنه مدخن لأكثر من 60 عامًا ولا يزال يعتبر نفسه بصحة جيدة.

وجرى تجاهل هذا الادعاء، ووصفه الكثيرون بأنه مثير للضحك و”هراء”، ولكن حاول بعض الخبراء إثبات صحته من عدمه.

من جانبه، قال خبير الأمراض المعدية في كلية لندن، البروفيسور فرانسوا بالوكس، إن هناك أدلة قوية تُشير إلى إمكانية صحة هذا الادعاء.

وأظهرت بيانات من دراسات صينية متعددة، أنه كان هناك نسبة قليلة جدًا من مرضى فيروس COVID-19 من المدخنين عن باقي المرضى، بواقع 6.5% ما يشير إلى أنهم أقل احتمالًا لأنْ يدخلوا المستشفى جراء الإصابة بالمرض.

ووجدت دراسة أخرى أجرتها مراكز مكافحة الأمراض في أمريكا، على أكثر من 7000 شخص مصابين بفيروس كورونا، أن 1.3% فقط منهم مدخنون.

وتوصلت الدراسة أيضًا، إلى أن المدخنين ليس لديهم فرصة كبيرة لدخول المستشفى، أو وحدة العناية المركزة عند إصابتهم بـ”كورونا”، وبالرغم من ذلك، فإن الأسباب وراء ذلك غير واضحة.

وعلى النقيض من ذلك، تتعارض هذه الأدلة مع الدراسات العلمية، التي ترصد النتائج السلبية للتدخين.

رجح بعض الباحثين أن التدخين يمكن أن يلغي تأثير فيروس COVID-19 في إتلاف الرئتين، بينما يرى آخرون أن تلف الرئة الناجم عن التدخين يجعل أعضاء الإنسان أكثر عرضة للفشل.

كما أن هناك فرضية طرحها طبيبان من جامعة ويست أتيكا في أثينا، وريمون نياورا من جامعة نيويورك، تشير إلى أن النيكوتين قد يكون له آثار مفيدة على COVID-19، وبالرغم من مراجعة هذه الفرضية بدقة، إلا أنها تكشف أن النيكوتين وفيروس كورونا يتفاعلان مع نفس المستقبلات على الخلايا داخل الرئتين.

ويقول الأطباء، إنه رغم أن الفيروس يسبب تلفًا في الرئة، عن طريق خفض أعداد تلك المستقبلات المعروفة بـ”مستقبلات ACE-2″، إلا أن التدخين يمكن أن يزيد عددهم، مما يجعل التأثير مختلفًا.

ويتحدث الباحثون، عن أن مستقبلات ACE-2، الموجودة على الخلايا في الشعب الهوائية والرئتين، تعمل كمدخل للفيروس التاجي في الجسم وتسهيل العدوى، لذا، فإن وجود المزيد منهم أمر سيء. لكن العلماء يقولون، إن هذه المستقبلات ذو تأثير وقائي في الرئتين والمستويات المنخفضة ترتبط بتلف أسوأ من العدوى الفيروسية.

وشارك البروفيسور، فرانسوا بالوكس، مدير معهد علم الوراثة في كلية لندن الدراسة على تويتر، ووصفها بأنها “محيرة “.

وقال، إنه رغم أن الدراسة لم تكتمل، إلا أن الدليل على التأثير الوقائي للتدخين (أو النيكوتين) ضد فيروس COVID-19 قوي بشكل غريب. وفي الواقع، فهي أقوى بكثير من أي دواء تم اختباره في هذه المرحلة.

وبشكل عام، تحث الحكومات في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الناس على الإقلاع عن التدخين لحماية أنفسهم من الفيروس، لكن العلماء يعترفون بأنه لا يوجد دليل واضح على أن السجائر يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المرض.

الاخبار العاجلة