ترجمة خاصة – صدى الاعلام – انتخابات حماس المقبلة :تنحي مشعل، والصراع على القيادة

24 أكتوبر 2016آخر تحديث :
ترجمة خاصة – صدى الاعلام – انتخابات حماس المقبلة :تنحي مشعل، والصراع على القيادة

ايلور ليفي – يديعوت بالإنجليزية

تصريحات مشعل الأخيرة ربما تمهد لترشحه لانتخابات رئاسيه قادمه، أو لمنصب في حركة الأخوان المسلمين، وموقفه من القيادة الجديدة غامض فقد  ظهر مع هنية أمام القرضاوي، ولكن في نفس الوقت يبدو أنه يفضل موسى أبو مرزوق  بسبب ايمانه بأن قائد حماس الفاعل يجب ان يكون في الخارج ولأنه يملك أفضلية على هنية هي علاقته مع الأمن المصري والمستوى السياسي هناك، وربما يقدم دعمه النهائي لمحمد الضيف لقيادة الحركة.  

بعد إعلان خالد مشعل رسميا أنه سيخطو بعيدا عن منصب القيادة، بدأ الصراع السياسي والمناورة بين المرشحين ليصبح أحدهم “الملك الجديد” على قطاع غزة. ومن المقرر أن تبدأ الانتخابات الداخلية لحماس في كانون الأول وتستمر لمدة ستة أشهر.

 ومع ذلك، يجب على المرء أن لا يعتقد – أن مشعل سيكون جالسا في المنزل يستريح على أمجاده. فهو في سن  الـ 60 من العمر، وبعد عقدين من كونه عضوا بارزا في حركة حماس، خالد مشعل يتطلع للعب دور أكبر. فقد يصبح شخصية رفيعة المستوى في جماعة الإخوان المسلمين. أو، قد يرشح نفسه ليكون الرئيس الفلسطيني القادم – عندما تجرى تلك الانتخابات. حماس اليوم تختلف عن حماس قبل عقد من الزمن. فبعد كل الاضطرابات في الشرق الأوسط، حماس اليوم لا يوجد لديها راعٍ محدد.

مشعل لا يرى أي شخص آخر قوي بما فيه الكفاية لتولي الرئاسة الفلسطينية في الضفة الغربية بعد رحيل محمود عباس. وهو يعلم أن لديه إمكانية حقيقية ليصبح رئيسا في الانتخابات الفلسطينية التي ستجري في أي وقت في المستقبل. لذا، يتوجب على حماس بناء موطئ قدم في الضفة الغربية. للقيام بذلك، كانت حماس تنظم البنية التحتية المدنية في مختلف المدن الفلسطينية هناك. وقامت  باستثمار عشرات الملايين من الدولارات لإنشاء هذه البنى التحتية ليس فقط في الضفة الغربية، ولكن في القدس الشرقية أيضا.  ويجري تحويل الأموال عبر رجال الأعمال الفلسطينيين الذين يحملون تصاريح العبور من غزة إلى الضفة الغربية، جنبا إلى جنب مع الأشخاص الذين يعبرون من الأردن إلى الضفة الغربية عبر معبر اللنبي.

هذا هو السبب الذي جعل مشعل أكثر اعتدالا وواقعية، وهو ما دفعه للقول في خطابه الأخير – إن حماس تحتاج إلى التعاون مع منافسيها السياسيين (فتح)، وليس مهاجمتهم. فقد كان  يحاول توريث وضع أقل توتراً لخليفته.

 وقدر زار نائب رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، المملكة العربية السعودية قبل ما يزيد على شهر. وكان السبب الرسمي للرحلة هو الحج إلى مكة، ولكن في الواقع، كان هناك للمساعدة في بناء قاعدة لترشحه للانتخابات الداخلية لحماس.

بعد المملكة العربية السعودية، توجه الى قطر حيث التقى يوسف القرضاوي،  وقد أظهرت الصور القرضاوي مصافحاً هنية بحرارة  بينما وقف مشعل إلى جانبه – صورة تؤكد بلا شك نية هنية في  حماس.  هنية  لديه الكاريزما والقدرة على جعل عدد كبير من الناس يؤمنون به، وقد  أصبح  أقوى شخص في قطاع غزة.

موسى أبو مرزوق هو واحد من الناس الذين  يعملون ضد هنية، وهو على علاقة “عمل” قوية مع قيادة الإخوان المسلمين ومختلف الدول عربية الأخرى خلال العقود القليلة الماضية. وهو أيضا الوحيد المتبقي في حماس على علاقات مع الأمن المصري والمؤسسة السياسية. ويرى أبو مرزوق أيضا أن القائد الفعال لحماس يجب أن يعيش خارج غزة، وقد هاجم هنية بشأن هذه المسألة.

 وعلى الرغم من أن مشعل ظهر مع هنية، يبدو أنه يفضل أن يرى أبو مرزوق مكانه كزعيم لحركة حماس، لأنه يرى أنه سيكون من الأسهل قيادة حماس  من خارج غزة.

 ومع ذلك، في النهاية يبدو أن مشعل قد يقدم الدعم النهائي لقائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف. وهو الرجل الذي يريد أن يكون أكثر انخراطا في الحياة السياسية، ويود أن يرى السلطة تنتقل إلى الشعب الذي هو على صلة وثيقة به. ضيف والأشخاص الذين يحيطون به في الخمسينيات من العمر، ويرغب في المشاركة في صنع القرار السياسي.

السنوار ومنصب وزير الدفاع

شهد الأسبوع الماضي ذكرى مرور خمس سنوات منذ أن تم إطلاق سراح جلعاد شاليط من الأسر في عملية تبادل للأسرى. من بين هؤلاء السجناء كان يحيى السنوار، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس.  وبعد أن أصبح جزءا من مكتب القيادة قبل أربع سنوات، كان يعتقد انه الأقرب احتمالا للنجاح خلفا لمشعل على رأس حماس.

 يمثل يحيى السنوار نقيض مشعل. فهو جزء من عائلة من “المسلحين” (فشقيقه كان أحد المخططين لاختطاف جلعاد شاليط)، وهو جزء لا يتجزأ من الجناح العسكري لحركة حماس، زاهد، وقوي، ولديه حس عالي من الانضباط الذاتي. ويبقى بعيدا عن الصحافة، وبالتالي فهو غير معروف نسبيا للجمهور الإسرائيلي. ومع ذلك، فهو شخصية رئيسية جدا في حركة حماس.

 تمكن السنوار من خلق وضع لنفسه في حماس لم يكن موجود مسبقا – (اتصال بين الأجنحة العسكرية والسياسية للحركة. لجميع النوايا والمقاصد، وأنشأ منصب “وزير الدفاع “).

 السنوار، مقارنة بغيره من  المسئولين  رفيعي المستوى في حماس اليوم، لا يوجد لديه مشكلة بعرض محمد ضيف على قدم المساواة معه، فقد بدأ الاثنان أنشطتهما المسلحة في نفس الوقت تقريبا. إنه ينتمي أيضا إلى مدرسة الفكر الذي يدعو لتجديد التحالف مع إيران.

 منذ إطلاق سراحه، كان سنوار على علاقة متوترة مع مشعل بسبب وجهات نظرهم المختلفة جذريا ولأن السنوار ليس خائفا من أن في صراع مفتوح مع مشعل.

 على سبيل المثال، قرر السنوار أنه يجب اغتيال مسؤول رفيع المستوى في  الجناح العسكري لحماس بسبب شكوك بأنه قام بنقل المعلومات إلى إسرائيل بشأن مكان وجود ضيف خلال عملية الجرف الصامد. وقد قرر هذا لأول مرة دون التشاور مع مشعل.

بعد تنحي مشعل من منصبه، وإذا فاز هنية في الانتخابات، السنوار سيكون له الكثير من التأثير على الكيفية التي يعمل فيها الجناح العسكري لحركة حماس، وسوف يكون قادرا على تغيير وجه المنظمة، وإثارة الكثير من الذعر للاعبين الإقليميين – بما فيهم إسرائيل.

الدعم الخارجي والمبادئ والمصالح:

لطالما عملت حماس في الميدان – لخلق صلات قوية مع إيران الشيعية و الإخوان المسلمين. ومع ذلك، اضطر مشعل إلى اختيار أحد الأطراف نتيجة للربيع العربي، واختار الوقوف إلى جانب أهل السنة.  وقد توقفت ايران عن دعم حماس منذ ذلك الحين سياسيا، وما زالت تنتظر مشعل للحضور إلى طهران للاعتذار شخصيا. ولم ترحب الدول السنية أيضاُ بحماس بأذرع مفتوحة. فلم تنسى المملكة العربية السعودية علاقات حماس الوثيقة مع إيران – العدو الأكبر لها – وبالتالي لم تنفتح على مساعدتها. ثم حاولت حماس مع القاهرة، ولكن لم تكن الحكومة المصرية متقبله للجماعة الارهابية في غزة،  فقد قام المصريين بإغراق منهجي لأنفاق التهريب على طول حدودها والحفاظ على معبر رفح مغلق معظم الوقت. ومع ذلك، جنبا إلى جنب مع محاولة تملق الحكومة المصرية لتخفيف الضرر، حماس بحاجة أيضا إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع تنظيم الدولة في سيناء، وذلك لأن حماس بحاجة للحفاظ على أنفاق سيناء التشغيلية. و يتعين على حماس أيضا أن تأخذ في الاعتبار العلاقات الأسرية الوثيقة بين الشعب في غزة والمتطرفين السنة في سيناء.  فعلى سبيل المثال،  يعيش جزء كبير من عائلة قائد لواء رفح في حماس، محمد شعابنه، في سيناء.

 يوجد حاليا اثنين فقط من البلدان في العالم تدعم حماس. تركيا – التي تدعم أكثر بالكلمات من الأفعال، وقطر – التي تحولت إلى أكبر ممول للحركة، سواء من حيث إعادة بناء قطاع غزة أو من حيث تمويل الحركة .

 

 

الاخبار العاجلة