تقرير: نظام طهران يخاطر بإهلاك ملايين الإيرانيين بـ”كورونا” لإنقاذ نفسه

18 أبريل 2020آخر تحديث :
تقرير: نظام طهران يخاطر بإهلاك ملايين الإيرانيين بـ”كورونا” لإنقاذ نفسه

قال مفكر أمريكي من أصل إيراني إن نظام طهران اختار فعلا العمل على تفادي كارثة اقتصادية متجاهلا التحذيرات من أن تفشي وباء كورونا قد يؤدي إلى وفاة ملايين الأشخاص في حال لم تتخذ السلطات تدابير أكثر حزما.

ولفت بروفيسور العلوم الاقتصادية في جامعة واشنطن، أمين محسني، إلى أن إيران أصبحت الآن من ضمن الدول العشرة الأكثر تأثرا بفيروس كورونا، وأن هناك تحذيرات من قبل المختصين بأنه في حال لم تبادر الحكومة إلى تنفيد إجراءات عزل أكثر حزما، فإن الوباء يمكن أن يقتل نحو 3.5 مليون شخص، أي ما يقارب 4.3% من عدد السكان، خاصة أنه من المتوقع أن يصل الفيروس المستجد إلى ذروته في إيران نهاية أيار/مايو المقبل.

ونسب إلى تقارير متفائلة أظهرت أن الاقتصاد الإيراني يمكن أن ينكمش بنسبة 15%، في حين تتوقع تقارير أقل تفاؤلا أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 30% العام الجاري، ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الوظائف الأمر الذي سيثير اضطرابات سياسية واجتماعية.

وأشار الكاتب في تقرير نشره معهد سياسات الشرق الأوسط أمس الجمعة إلى أن هذا الانكماش يعرض نحو 3-4 ملايين عامل إيراني لخطر فقدان وظائفهم، خاصة العاملين على أساس يومي، ما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة من 20% إلى أكثر من 35%.

وقال “لا شك أن الحكومة تدرك هذا الواقع وتعرف أن تطبيق إجراءات عزل حازمة سيؤدي إلى دفع أكثر من 20% من السكان تحت خط الفقر، ما قد يثير اضطرابات شعبية… لهذا السبب قررت عدم تطبيق تلك الإجراءات التي يراها الخبراء بأنها ضرورية لمنع تفشي فيروس كورونا والحفاظ على حياة الملايين من الإيرانيين”.

وأضاف “بكلمات أخرى فإن النظام الإيراني وجد نفسه عالقا بين خيارين، هما الاقتصاد والشعب… ويبدو أن هذا النظام اختار الاقتصاد”.

ووفقا للكاتب، فإن الإيرانيين اختاروا أن يتضامنوا مع حكومتهم في الوقت الحاضر نتيجة استمرار الإدارة الأمريكية في تشديد العقوبات على إيران رغم تفشي الوباء.

وأعرب عن اعتقاده بأن “التجارب السابقة أثبتت أن الشعب الإيراني عادة ما يلتف حول نظامه خلال الأزمات، خاصة في حال استغلال تلك الأزمات من قبل خصوم إيران”، مشيرا إلى أن هذا ما يفسر عدم اندلاع أي احتجاجات ضد النظام رغم سوء إدارته للاقتصاد ووباء كورونا وتصاعد مشكلات البطالة والغلاء في إيران.

وختم قائلا “على العكس يبدو أن هناك تزايدا في الشعور بالوحدة والتضامن مع النظام من قبل الشعب في الوقت الحاضر على الأقل… لكن من غير المؤكد إلى متى سيستمر الوضع على ما هو عليه، والأمر الوحيد الواضح هو أن طبيعة رد النظام على أكبر تحدٍ له منذ مجيئه إلى السلطة سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد وعلى المجتمع لسنوات قادمة”.

الاخبار العاجلة