دراسة: وباء كورونا ستتبعه عاصفة عالمية من الضيق العاطفي والقلق والانتحار

18 أبريل 2020آخر تحديث :
دراسة: وباء كورونا ستتبعه عاصفة عالمية من الضيق العاطفي والقلق والانتحار

حذّرت دراسة بحثية لعشرين من علماء الصحة النفسية، من أزمة عالمية في الصحة العقلية تبدو محتملة بعد جائحة فيروس كورونا.

وتحدثت الدراسة، التي شارك بها علماء أعصاب وأطباء نفسيون وخبراء في الصحة العامة، وعرضتها، اليوم، صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، من التأثير طويل الأمد للفيروس على الصحة العقلية للناس، وطالبت الحكومات بإعطاء الأولوية للبحث للتوصل إلى علاجات قائمة على الأدلة.

ودعت الدراسة إلى مراقبة الصحة العقلية كما تتمثل على أرض الواقع في جميع أنحاء العالم، من أجل قياس شدة الزيادة المتوقعة في تفاقم سوء الحالة العقلية.

آثار التباعد الاجتماعي والعزل الذاتي

ويأتي تحذير هذا الفريق من الاختصاصيين، كما نشر أساسًا بدورية “لانسيت سيكولوجي”، في الوقت الذي كشف فيه استطلاع جديد أجرته شركة “ابسوس موري” بنهاية شهر مارس، أن الصحة العقلية للناس تتأثر بالفعل بسبب سياسة التباعد الاجتماعي، والعزل الذاتي.

وقد أظهر الاستطلاع، الذي أجري على 1099 فردًا من عامة الناس، مستويات متزايدة من القلق، والخوف من المعاناة النفسية نتيجة للفيروس التاجي، حيث أشارت البيانات إلى أن أكثر من نصف سكان العالم وصل بهم القلق حدّ المرض العقلي.

وكان تفشي الأمراض المعدية السابقة ارتبط بالزيادات في سوء الصحة العقلية. فبعد وباء السارس في العام 2003، حصلت زيادة بنسبة 30 % في حالات الانتحار  مقارنة بـ65 عامًا سابقة، كما أضحى 29 % من العاملين في مجال الرعاية الصحية يعانون من ضائقة عاطفية.

وتنقل “الإندبندنت” عن  البروفيسور روري أوكونور، من جامعة جلاسكو ، وأحد معدّي الدراسة:”إن زيادة العزلة الاجتماعية، والوحدة، والقلق الصحي، والتوتر، والانكماش الاقتصادي هي عاصفة مثالية لإلحاق الضرر بالصحة العقلية للأشخاص ورفاهيتهم”.

ويضيف أوكونور:”إذا لم نفعل شيئًا، فإننا نجازف برؤية تفاقم في حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، وزيادة السلوكيات المسببة للمشاكل، مثل: إدمان الكحول والمخدرات، والقمار، والعنف عبر الإنترنت أو العواقب الاجتماعية، مثل: التشرد وانهيار العلاقات”.  واصفًا حجم هذه المشكلة بأنه “خطير للغاية بحيث لا يمكن تجاهله، سواء  على مستوى الأفراد أو المجتمعات”.

العلاج عن بُعد بالهواتف النقالة

وتقول الدراسة إن رصد القلق، والاكتئاب، وإيذاء النفس، والانتحار، بالإضافة إلى مشكلات الصحة العقلية الأخرى سيكون ضروريًا من وقت إلى آخر  بوجود الهواتف المحمولة وذلك لإجراء العلاج عن بعد.

وقال البروفيسور إد بولمور من جامعة كامبريدج، إنه”لإحداث فرق حقيقي ، سنحتاج إلى تسخير أدوات عصرنا الرقمي، بإيجاد طرق جديدة ذكية لقياس الصحة العقلية للأفراد عن بُعد، وإيجاد طرق مبتكرة لتعزيز المرونة، وإيجاد طرق لعلاج الناس في منازلهم، وإنه ينبغي اعتبار هذا الجهد محوريًا في استجابتنا العالمية للوباء”.

الاخبار العاجلة