توماس فريدمان: ترامب يسعى إلى إعادة تنشيط الاقتصاد على حساب حياة الأمريكيين رغم تفشي كورونا

19 أبريل 2020آخر تحديث :
توماس فريدمان: ترامب يسعى إلى إعادة تنشيط الاقتصاد على حساب حياة الأمريكيين رغم تفشي كورونا

اعتبر الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان أن الرئيس دونالد ترامب يطلب فعليا من الأمريكيين ممارسة لعبة “الروليت” الروسية القاتلة بقرار إعادة فتح الأسواق والمؤسسات والسماح لهم بالعودة للشارع وإلى أعمالهم رغم تفشي وباء كورونا.

وأضاف في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الأحد، أن “ترامب يسعى إلى إعادة تنشيط الاقتصاد على حساب حياة الأمريكيين من أجل تعزيز فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام الجاري”.

وقال: “يسعى ترامب الآن إلى إعادة إطلاق مرحلة ما بعد الإغلاق خلال أزمة كورونا، وأعتقد أن علينا أن نسمي تلك الحملة: لعبة الروليت الروسية- النسخة الأمريكية… كوفيد-19”.

وتابع “هذا يعني أن كل أمريكي سيكون عليه ممارسة تلك اللعبة الخطيرة”، في إشارة إلى اللعبة المميتة التي نشأت في روسيا والتي يقوم خلالها شخص بوضع رصاصة واحدة في المسدس، ثم يقوم بتدوير الاسطوانة التي يمكن أن تحمل ست رصاصات عدة مرات بحيث لا يعرف ما إذا كانت الرصاصة ستطلق أم لا، ومن ثم يوجه المسدس نحو رأسه ويطلق.

واتهم الكاتب ترامب باستغلال شعور مؤيديه بشن حملة على حكام الولايات من الحزب الديمقراطي واتهامهم بأنهم يسعون إلى استمرار عزل الناس بشكل غير عادل وحرمانهم من معيشتهم، مشيرا إلى أن تلك الاتهامات تمثل “عملا غير مسؤول من قبل ترامب لأنه بنفسه دعا الأمريكيين قبل أسابيع قليلة إلى التضحية والبقاء في منازلهم”.

وقال: “الحقيقة أن ما أراد ترامب قوله أخيرا هو أن على الناس الخروج قبل أن يتم الانتهاء من إعداد مراكز الفحص الطبي، ما يعني أنه يريد أن يطبق مناعة القطيع للتضحية بمزيد من الأمريكيين بانتظار التوصل إلى إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا”.

ولفت فريدمان إلى أن “تحقيق مناعة القطيع يستدعي تحصين أكثر من ثلثي المجتمع في المنطقة المستهدفة، وهي عملية تتطلب مزيدا من الضحايا”، مضيفا أن مثل هذه العملية يمكن أن تنجح في بعض المناطق وتفشل في مناطق أخرى.

وأكد أن “كل الخيارات للتعامل مع هذا الوباء الخبيث محفوفة بالمخاطر وتتطلب الاختيار بين إنقاذ حياة الناس وإنقاذ الاقتصاد اللازم لاستمرار حياة الناس.. أنا شخصيا أشعر بأن ترامب يطلب من الشعب القيام بمغامرة في الوقت الذي ينبغي عليه فيه الطلب من الحرس الوطني الانتشار لحماية الشعب وحشد كل الإمكانيات اللازمة لتأمين الفحوصات للجميع”.

وشدد الكاتب الأمريكي على أنه “إذا كان هذا هو المستقبل الذي يريده ترامب فإن كل مطعم ومحل وشركة وفندق ومؤسسة ستتساءل كيف سيكون العمل عندما يأتي الناس إليهم وهم يرتدون الأقنعة الواقية والقفازات ويخضعون يوميا لقياس درجة حرارتهم قبل دخولهم؟”.

وأضاف “ستتساءل أيضا ماذا ستفعل عندما يرفض الأشخاص الذين يفتقرون للمسوؤلية أن يخضعوا لتلك الإجراءات وكيف ستتصرف وكيف تجعلهم يتباعدون ستة أقدام؟ هذا ما قد يحدث لأن الاقتصاد سيكون على هذا الشكل قبل التوصل إلى إنتاج لقاح أو نجاح تطبيق مناعة القطيع”.

وخلص توماس فريدمان إلى مخاطبة الأمريكيين قائلا: “أيها الأمريكيون، رئيسكم يطلب منكم اتخاذ قراراتكم بأنفسكم، لأنه في حال نجاح هذه الاستراتيجية فإنه سينسبها لنفسه، وفي حال فشلها فإنه من المؤكد أنه سينشر تغريدة يلوم فيها عضو فريق مكافحة كورونا في البيت الأبيض الدكتور أنتوني فوسي”.

الاخبار العاجلة