مسؤول إيراني يلمح لتزوير أعداد وفيات كورونا واتهامات للإعلام الحكومي بالتعتيم على الأزمة

19 أبريل 2020آخر تحديث :
مسؤول إيراني يلمح لتزوير أعداد وفيات كورونا واتهامات للإعلام الحكومي بالتعتيم على الأزمة

قال رئيس مجلس العاصمة الإيرانية طهران، محسن هاشمي رفسنجاني، يوم الأحد إن أعداد المصابين بفيروس كورونا في بلاده لهو أكبر بكثير مما تُعلنه البيانات الرسمية لوزارة الصحة، محذرًا من مخاطر رفع القيود الاجتماعية والاقتصادية على وتيرة تفشي الوباء في إيران.

وأضاف هاشمي، في جلسة لمجلس طهران “إننا نتابع ببالغ القلق ما يرد في البيانات الرسمية لوزارة الصحة حول عادية الظروف الراهنة والتي من الممكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات برفع القيود في أزمة كورونا رغم خطورة الوضع الحالي”.

ولفت هاشمي وهو نجل الرئيس الأسبق الراحل هاشمي رفسنجاني إلى بيانات لمركز أبحاث حكومي يتبع البرلمان الإيراني مؤكدًا أن “أعداد المصابين بفيروس كورونا في البلاد لهو أكبر بكثير مما هو مُعلن عنه في بيانات وزارة الصحة، إذ إن هذا الاختلاف في الأعداد ناجم بالأساس من التأخر في إعلان الإحصاءات وعدم حساب المتوفين بالفيروس وتسجيل أسماء أمراض أخرى للوفاة كضيق التنفس عوضًا عن كورونا”.

وأوضح المسؤول الإيراني أن التضارب في أرقام حالات كورونا يأتي بتأييد كلي من وزارة الصحة، مطالبًا وزارة الصحة بالإعلان عن أرقام الإصابة والوفيات بكورونا بشكل منفصل لكل مدينة وذلك في ظل الحديث عن عدم تطابق الأعداد التي تٌعلنها السلطات الحكومية عن حالات كورونا مع ما يشهده الواقع.

وكان تقرير إخباري لصحيفة “كيهان.لندن”، أفاد في وقت سابق، بأن النظام الإيراني أقال بشكل تعسفي، عددا من المسؤولين؛ بعدما اتهموا السلطات بإعلان أرقام غير صحيحة عن الإصابات والوفاة بفيروس كورونا، كما انتقدوا أداء الحكومة في التعامل مع أزمة تفشي الفيروس.

يُذكر أن رئيس هيئة النظام الطبي في إيران، مصطفى معين، وجه رسالة، إلى الرئيس حسن روحاني، طالبه فيها بالإعلان عن أرقام الإصابات والوفيات بفيروس كورونا بشفافية وصدق، وتوفير الحماية اللازمة للكوادر والأطقم الطبية.

نزيف متواصل

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، اليوم، إن البلاد سجلت خلال الـ 24 ساعة الماضية، 87 حالة وفاة جديدة وإصابة 1343 شخصا، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.

وذكر جهانبور في مؤتمره الصحافي اليومي لعرض إحصائيات فيروس كورونا، أن “عدد الوفيات ارتفع إلى 5118 بعد تسجيل 87 حالة وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما إرتفع عدد الإصابات إلى 83 ألف 211  بعد تسجيل 1343 حالة إصابة جديدة”.

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية إلى وجود 3456 حالة إصابة في المستشفيات بوضع صحي حرج للغاية.

بدوره، جدد رئيس منظمة الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية بوزارة الصحة الإيرانية، سيامك سعيدي، رفضه لأي شائعات تتحدث عن وجود علاج لفيروس كورونا المستجد.

اتهام الإعلام الحكومي

ومع تصاعد أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد في إيران، وسط عجز سلطات النظام عن كبح جماح الأزمة في ظل تسجيل إصابات ووفيات متزايدة بالفيروس، تواجه وسائل الإعلام الحكومية التابعة للنظام اتهامات بالتعتيم على أزمة كورونا، وعدم تغطيتها بشكل مهني.

وقال رئيس كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة آزاد الإسلامية في إيران، أكبر نصر اللهي، يوم الأحد، إن “وسائل الإعلام الحكومية لم تتعلم الدروس من الأخطاء التي ارتكبتها في التغطية غير المهنية للأزمات الماضية، حيث تكرر هذه الأخطاء في تغطية أزمة كورونا في الوقت الراهن”.

وأضاف نصر اللهي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “ايلنا” المحلية “إن وسائل الإعلام الحكومية لدينا للأسف لا تُعير اهتمامًا للعديد من المخاوف التي يشهدها المجتمع، وحتى إن وسائل الإعلام التي تُسمى ظاهريًا بالإعلام الخاص، فهي إما تتبع جماعة سياسية معينة، وتعمل على نشر الأخبار موضع إعجابهم فقط”.

ورأى الأكاديمي الإيراني، أن “وسائل الإعلام الحكومية في إيران تكرر في أزمة كورونا الحالية أخطاءها غير المهنية في تغطية الأزمات، مثلما تعاملت مع أزمات سابقة، وأبرزها أحداث الزلازل والسيول، إذْ إننا نرى اختلافًا ملحوظًا في تغطية وبيانات وسائل الإعلام الرسمية الخاضعة لسياسات الدولة عن أزمة كورونا، بل وإن هذه الوسائل تتأخر عمدًا في التغطية”.

يأتي هذا، في ظل تقارير لوسائل إعلام تابعة للمعارضة، تؤكد أن البيانات التي تُقدمها وسائل الإعلام الحكومية التابعة للنظام الإيراني، لا تتفق مع واقع أزمة كورونا في البلاد، وذلك في ظل تزايد أعداد المصابين والمتوفين بالفيروس.

الاخبار العاجلة