“الإيكونوميست”: “كورونا” يعزز دعوات الابتعاد عن الصين في قطاع الخدمات الحيوية

19 أبريل 2020آخر تحديث :
“الإيكونوميست”: “كورونا” يعزز دعوات الابتعاد عن الصين في قطاع الخدمات الحيوية

رأت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، أن انتشار وباء كورونا عزز دعوات دولية إلى عدم الاعتماد الكلي عن الصين في قطاع الخدمات الحيوية.

وتحت عنوان “هل تنتصر الصين؟”، قالت مجلة “الإيكونوميست” إن “بداية هذا العام كانت مروعة على الصين، عندما انتشر فيروس الجهاز التنفسي كورونا في ووهان وفي الوقت الذي اندفع فيه الحزب الشيوعي الصيني لتجاهل الأمر، توقع البعض أن يكون هذا الفيروس بمثابة (تشيرنوبل الصيني)”، في إشارة إلى كذب الكرملين فيما يتعلق بالحادث النووي، الذي أسرع بانهيار الاتحاد السوفييتي.

واعتبرت أن تلك الرؤية كانت خطأ، وقالت “بعد التخبط في البداية، فرض الحزب الحاكم في الصين عزلاً كاملاً وصارماً، ويبدو أن تلك الإجراءات نجحت بالفعل، فقد تباطأت أعداد الإصابات الجديدة المعلن عنها بصورة واضحة، وبدأت المصانع في العودة إلى العمل مرة أخرى. يسارع الباحثون هناك في إجراء التجارب من أجل الوصول إلى لقاح للفيروس. وفي نفس الوقت فإن الأعداد الرسمية للوفيات في الصين أصبحت أقل من نظيرتها في بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، والولايات المتحدة”.

وذكرت المجلة أن بعض مراقبي السياسة الخارجية في الغرب يشعرون بقلق شديد، حيث خلصوا إلى أن الصين ستخرج منتصرة من كارثة “كوفيد 19″، وحذّروا من أن الوباء سيترك ذكرى ليس فقط بوصفه كارثة إنسانية، ولكن كونه نقطة تحول جيوسياسية بعيداً عن أمريكا.

وأضافت “ومع ذلك، فإن الصين ربما لا تنجح في هذا المسعى، فلا توجد وسيلة يمكن من خلالها التأكيد على أن الطريقة التي تعاملت بها الصين مع (كوفيد 19) مثيرة للإعجاب كما تزعم، ناهيك عن كونها جيدة مثل أنظمة ديمقراطية أخرى مثل كوريا الجنوبية وتايوان، لا يمكن للخبراء في الخارج أن يحسموا ما إذا كان قادة الصين قد التزموا الشفافية فيما يتعلق بعدد حالات الإصابة والوفيات نتيجة الفيروس. النظام الاستبدادي يستطيع أن يأمر المصانع بالعمل، ولكنه لا يستطيع إجبار المستهلكين على شراء المنتجات”.

ورأت “الإيكونوميست” أنه “في الوقت الذي لا يزال فيه الوباء يجتاح العالم، فإنه من المبكر جداً تحديد ما إذا كانت الإشادات ستنهال على الصين لقدرتها في وقف الفيروس، أم أنها ستكون عرضة للوم الشديد على خلفية إسكات أصوات الأطباء الذين حذروا من خطورة الفيروس في مراحله الأولى في ووهان”.

ولفتت المجلة البريطانية إلى أنه وعلى نطاق أوسع، فإن وباء “كورونا” عزز الآراء المطالبة بعدم اعتماد الدول بصورة كلية على الصين فيما يتعلق بالبضائع والخدمات الحيوية، من أجهزة التنفس الصناعي إلى شبكات 5G، مستشهدة بما توقعته منظمة التجارة العالمية من تراجع تجارة البضائع العالمية من 13 إلى 32% على المدى القصير.

ووبينت المجلة أنه “في حالة تحول ذلك إلى تراجع على المدى البعيد بالنسبة للعولمة، حيث كان هناك تخوف بالفعل من ذلك قبل كورونا، فإن الضرر سيقع على الصين أكثر من أي مكان آخر”.

كما أشارت “الإيوكونوميست” إلى أن “الاختبار الحقيقي لطموحات الصين سيتمثل في قدرتها على الوصول سريعاً إلى لقاح للمرض، فإذا نجحت في الوصول إليه أولاً، فإن هذا سيكون بمثابة انتصار قومي، ومنصة للتعاون العالمي، هناك اختبار آخر يتعلق بتخفيف عبء الديون”.

وخلصت المجلة إلى أن “قادة الصين يحملون طموحات واسعة، ولكن بقدر كبير من الحذر، لأن لديهم مهمة ثقيلة تقوم على قيادة أمة يصل تعداد سكانها إلى 1.4 مليار نسمة، ولا يحتاج قادة الصين إلى تأسيس قواعد لنظام دولي جديد من العدم، ربما يفضلون الاستمرار في الضغط بشدة على الركائز المترنحة للنظام العالمي الذي أسسته الولايات المتحدة، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك حتى لا يتم تقييد الصين الصاعدة بقوة”.

الاخبار العاجلة