ومع تراجع الطلب امتلأت مستودعات النفط حول العالم بشكل شبه كامل ودفع ذلك الأسعار للتراجع إلى أدنى المستويات في عقود، لدرجة أن العقود الآجلة للخام الأمريكي تم تداولها دون الصفر، في السالب.

وفي ظل هذا الوضع ماذا سيحدث؟ يتوقع بعض الخبراء أن يشهد العالم في المستقبل القريب خفضا كبيرا في إنتاج النفط بحكم الأمر الواقع، حيث لم يعد هناك متسع لتخزين الكميات المنتجة.

ويقول أحد الخبراء: “لا حل إلا ببقائه (النفط) تحت الأرض حتى تنفرج الأزمة، منتجو النفط الأحفوري (الصخري) قد يعانون بسبب الكلفة العالية لاقفال الآبار”.

ويتوقع خبراء أن تشهد شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة إفلاسات بسبب الأسعار المتدنية للذهب الأسود.

وعن مستقبل أسعار النفط، يقول يانغ لي، مدير مركز دراسات روسيا وآسيا الوسطى في جامعة “نانكاي”، إن “انهيار أسعار النفط ظاهرة قصيرة المدى ولا يجدر التركيز عليها على المدى الطويل ، فالوضع الحالي مرتبط بانخفاض الطلب على النفط بسبب جائحة كورونا”.

وأضاف، أن اتفاق خفض إنتاج النفط يمكن بصعوبة أن يتحمل الضربة التي سببتها الجائحة للاقتصاد العالمي، وقال يانغ لي: “أعتقد أنه في الأشهر القليلة المقبلة، سيستمر الطلب العالمي على النفط في الانخفاض، وبالتالي ستنخفض أسعار النفط لفترة زمنية معينة”.

وأشار الخبير إلى أن “انخفاض أسعار النفط يعد نبأ جيدا للاقتصاد الصيني، وفرصة جيدة لتجديد احتياطياته الاستراتيجية، لكن السعر المنخفض جدا في المستقبل سيحد من إنتاج النفط”.

وأوضح الخبير أن “السعر الحالي للنفط يشكل كارثة بالنسبة للمنتجين، حيث أنهم سيخفضون حتما إنتاج النفط، الأمر الذي سيؤدي لاحقا إلى ارتفاع الأسعار ببطء”.

وأضاف أن “ديناميكية نمو الأسعار ستكون بطيئة على الأرجح، لأنها ستعتمد على وتيرة انتعاش الاقتصادي العالمي”.

يذكر أن اتفاق مجموعة “أوبك+” يقضي بخفض إنتاج الدول المشاركة بنحو 10 ملايين برميل يوميا، وسيدخل حيز التنفيذ في مطلع مايو المقبل