هل يُشكّل صيام الأطفال دُون سن البلوغ خطراً على صحتهم؟

22 أبريل 2020آخر تحديث :
هل يُشكّل صيام الأطفال دُون سن البلوغ خطراً على صحتهم؟

صدى الإعلام – رام الله: فرضت الشريعة الإسلامية، الصيام على البالغ العاقل، وفق ما جاء على لسان النبي (صلى الله عليه وسلم): (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَن الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَن الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ)، لذلك صوم الطفل في رمضان ليس على وجه التكليف والوجوب، وإنما على وجه التحبيب والترغيب، ويبدأ استحباباً من سن السابعة، كي يتدرب على الالتزام لحين بلوغه والالتزام التام بالصوم.

بعيداً عن الشريعة، فعادة ما يرغب الصغار بتقليد الكبار في كل شيء، وبالأخص في شهر رمضان عبر تقليدهم في الصوم والصلاة، الفطور السحور، تبقى هذه رغبة الأطفال، ولكن تلك المسؤولية، تقع على عاتق الاهل.. فهل يمكن للأطفال أن يصوموا؟ ومتى يجب أن أدفع طفلي للإفطار؟

كل تلك التساؤلات وأكثر، يجيب عنها الدكتور طاهر النونو، أخصائي وطبيب الأطفال، بمستشفى النصر، خلال حديثه مع “دنيا الوطن”:

هل من الممكن أن يصوم طفلي؟

الصوم يفرض على المسلم البالغ العاقل المقيم السليم، وكل مفرد من هذه المفردات له معنى، وكل مريض ومسافر له عذر الإفطار والقضاء بعد رمضان، لكن بالنسبة للأطفال، فالصوم مفروض على البالغ، أي من بلغ رشده ما بين عمر (15 إلى 16) سنة، فعليه الالتزام بصوم شهر رمضان.

أما بالنسبة للطفل الصغير، الذي لم يبلغ سن الحُلم، إذا كان الهدف جعله يعتاد الصيام، فالأمر جيد، ولكن بشرط ألا يكون هناك إجبار له في ذلك، أي أن يكون الطفل لا يرغب بالصيام، ويتم إجباره على ذلك.

هل هناك حالات لا ينصح بها بصيام الطفل، ومتى أدفع طفلي لكسر صيامه وتناول الطعام؟

من شروط الصوم، أن يكون سليماً، وهذا بالنسبة للبالغ المكلف، أما الطفل غير المكلف فهو أولى بعدم الصيام، إن كان يعاني من بعض المشاكل الصحية، كفقر الدم أو سكري الأطفال أو فقدان الشهية، والنحافة الشديدة.

الطفل تماماً كالشتلة، إذا لم يأكل ولم يشرب فإنه يتأثر، ويصبح ذابلاً وبلا حياة، لذلك يمكن للأهل تدريب وتشجيع الأطفال على الصوم لصلاة الظهر أو لصلاة العصر، حسب قدرة تحمل الطفل، ولكن فور ما يجد ولي الأمر، أن طفلة غير قادر، فيجب أن يدفعه للإفطار فوراً، لأن الصوم غير مطلوب منه بل مطلوب منه التعود.

يجب أن نرغب الطفل بالصيام عبر الشرح له بأن الصوم صحة وقوة للجسم، وهو فرض من الله سبحانه وتعالى، وندفعه للاعتياد عليه بشرط ألا يكون له تأثير سلبي عليه، فنقص الماء بالنسبة للطفل يؤثر على (الكلى) والتأثير على الكلى من الأمور غير الراجعة، أي لا تعود لقوتها الأولى والصحيحة.

يمكن، أن ندفع الطفل للصيام، ولكن بمجرد ظهور أثر الجوع على الطفل، ندفعه للإفطار فوراً.

هناك أطفال بسن صغيرة جداً تصوم، ولا تظهر عليهم أي أعراض بل يجري ويلعب في البيت بكامل قوته، وهناك طفل في الصف السادس الابتدائي، وإذا صام يصبح هزيلاً، لذلك الأمر يعتمد على رؤية أولياء الأمور للطفل، لديه القدرة للصوم ندفعه للصوم، حتى الظهر أو العصر، ليس لديه القدرة فلا داعي للصوم.

لو صام الطفل حتى قبل أذان المغرب بنصف ساعة، ووجدنا الطفل هزيلاً فيجب على أولياء الأمور دفعه للإفطار، لأن الأمر من باب التعود، وليس الفرض، فالأولى صحته في هذه الحالة.

وبالمناسبة الصيام لا يؤثر على الناحية الذهنية أو المناعية للطفل، فهناك أطفال يصومون ويقدمون امتحاناتهم، ويحصلون على الدرجات الأولى.

كيف أجهز طفلي نفسياً للصيام؟

القاعدة العامة “لا تكون قاسي على ابنك”، ويجب الابتعاد عن مقارنته بغيره من الأطفال كأن نقول له (فلان بطل صام) حتى لا يضغط الطفل على نفسه كي يقلد الآخرين، يجب أن نقول لأطفالنا (لديك قدرة تصوم، ليس لديك قدرة لا حرج، عندما تكبر تصوم وتلتزم).

ويفضل أن يبدأ الطفل الصيام بشكل تدريجي كأن يصوم حتى أذان الظهر، ثم يفطر وبأيام ليست متتالية، وبعد ذلك عندما يكبر سنة ندفعه للصوم حتى أذان العصر، وهكذا.

فترة الطفولة فترة تطويرية، أجهزة الطفل تتطور مع التقدم بالعمر من حال لحال، وعند البلوغ يكون اكتمل كل شيء، وقبل ذلك يحتاج إلى الطعام لتقوية الأجهزة، حتى تصل لمرحلة البلوغ، لذلك الضغط على الطفل يؤثر عليه.

ومن هنا، يجب أن نعود الطفل على الصيام، نعوده على الإرادة القوية، وأن يقاوم نفسه وشهواتها، وهكذا يكون الطفل قوياً.

وأنصح أولياء الأمور بإيقاظ أطفالهم على السحور، لأنها وصية النبي، وفي السحور بركة، والطفل يشعر بالأنس والألفة خلال مشاركته بالسحور، وسط مجموعة من الأكبر منه بالسن، فالطفل دائماً مُقلد للكبير، ويشعر بالمتعة في التقليد، بالأخص في العبادات.

ما نصيحتك لأولياء الأمور فيما يخص صوم شهر رمضان؟

عادة ما يؤدي شهر رمضان، لمشاكل صحية نتيجة زيادة نسبة المأكولات والحلويات، لذلك يجب على الأهل إبعاد أطفالهم عن الملح والسكر، برغم أنه أمر شاق على الأطفال، أن يبتعدوا عن الحلويات، ويجب تنظيم أكلهم خلال الشهر الفضيل.

التعليم بالصغر كالنقش بالحجر، يجب أن يخبر الوالدان أطفالهم باستمرار أن زيادة السكر، تؤثر على الخلية وتؤثر على المناعة، تؤثر على وظائف الخلية، فيصبح لديه ثقافة، وهو صغير.

الاخبار العاجلة