تقرير: وهم الاستقلال النفطي الأمريكي تبخر بانهيار الأسعار

25 أبريل 2020آخر تحديث :
تقرير: وهم الاستقلال النفطي الأمريكي تبخر بانهيار الأسعار

قال كاتب أمريكي معروف إن حلم الولايات المتحدة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في النفط، وإنهاء اعتمادها على الاستيراد من الشرق الأوسط ومناطق أخرى، تبخر تمامًا بانهيار الأسعار، وإن الضرر الذي أصاب الشركات الأمريكية المنتجة سيستمر لفترة طويلة.

وأشار سكوت ريتر، مؤلف عدة كتب عن الشرق الأوسط، ومشرف الأمم المتحدة السابق على نزع أسلحة العراق خلال فترة التسعينيات، إلى أن التدهور الأخير في أسعار خام غرب تكساس إلى مستويات تاريخية يمثل أكثر من كونه تأثيرًا قصير المدى لارتفاع الفائض في السوق على المنتجين الأمريكيين.

وقال في تقرير نشرته مجلة “أمريكان كونزيرفاتيف” الأمريكية، الجمعة:”الحقيقة أن هذا الانهيار يمثل بداية النهاية للوهم الأمريكي بتحقيق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي في قطاع النفط، ويعكس انفجار فقاعة اقتصادية نفطية لم تكن أساسًا واقعية أو مستدامة”.

سياسة قائمة على الطمع

واعتبر ريتر في تقريره أن السياسة النفطية للحكومة الأمريكية والشركات المنتجة للنفط الصخري كانت دومًا قائمة على “الطمع من حيث تحقيق أرباح سريعة من قبل الشركات، وتحقيق إيرادات ضريبية أكبر من قبل الحكومة”.

ورأى أن وباء كورونا سيسجل في التاريخ على أنه كان نقطة تحول في الصناعة النفطية الأمريكية، التي قال إنها لن تعود إلى سابق عهدها حتى بعد انتهاء الوباء.

ولفت إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال العقد الماضي طالبت دائمًا أوبك وشركاءها بخفض الإمدادات، وفرضت حظرًا نفطيًا على دول منتجة رئيسة بما فيها إيران وفنزويلا، ما أدى إلى إزالة أكثر من مليوني برميل يوميًا من السوق، وإتاحة الفرصة للمنتجين الأمريكيين لزيادة الإنتاج بشكل كبير لتصبح الولايات المتحدة مصدرًا صافيًا للنفط بوصول إنتاجها إلى أكثر من 12 مليون برميل يوميًا بنهاية 2018 متجاوزة السقف الذي حدده الرئيس دونالد ترامب لتحقيق الاستقلالية النفطية.

وقال:”لقد أصاب الصناعة النفطية الأمريكية ضرر كبير جدًا جراء انهيار الأسعار نتيجة ارتفاع الإنتاج العالمي، وتراجع الطلب بحدة بسبب تفشي وباء كورونا، ومن غير المتوقع أن يتعافى هذا القطاع بعد انتهاء الوباء لفترة طويلة.”

تراجع إنتاج النفط الأمريكي

وأشار  الكاتب إلى أن إنتاج النفط بالولايات المتحدة تراجع أخيرًا بنحو 2-3 مليون برميل يوميًا، ومن المتوقع أن يواصل انخفاضه خلال الفترة المقبلة، معتبرًا أن أسعار النفط لن تتعافى كثيرًا قبل أن يعود التوازن بين الطلب والعرض في السوق العالمي.

وأوضح الكاتب أن قرار خفض الإمدادات بنحو 10 ملايين برميل يوميًا من قبل أوبك وشركائها في أول الشهر المقبل لن يكون كافيًا لرفع الأسعار، نظرًا لأن مستوى الإنتاج العالمي يزيد بحوالي 27 مليون برميل يوميًا.

وأضاف:”الحقيقة التي يجب أن يدركها المنتجون الأمريكيون هي أن سعر 10 دولارات للبرميل قد يكون الأساس في المستقبل المنظور، وهو أقل بكثير من مستوى 50 دولارًا الذي يحتاجه هؤلاء المنتجون للاستمرار.. وحتى بعد أن يتعافى الاقتصاد الأمريكي، فإن جزءًا كبيرًا من القطاع النفطي سيكون قد تبخر.. ماذا يعنى هذا كله؟.. يعني أن وهم تحقيق الاستقلالية النفطية الذي سعى إليه الرؤساء الأمريكيون إلى أكثر من 7 عقود قد تبخر، وعلى الولايات المتحدة أن تتعلم أن تعيش في عالم حيث يتم تحديد سعر النفط على أساس حصص الإنتاج المتفق عليها”.

وختم قائلًا:”والآن نرى أن الولايات المتحدة عادت لتكون مستوردًا صافيًا للنفط، وسيندثر حلم تحقيق الاستقلالية النفطية في غياهب صفحات التاريخ”.

الاخبار العاجلة