سلطت صحف عالمية صادرة، اليوم السبت، الضوء على تبعات جائحة كورونا، التي تركت منظمة الصحة العالمية تعاني فجوة تمويلية خلفتها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى اتهام الصين باستغلال الوباء لإعادة فتح جبهة جديدة مع هونغ كونغ، بالإضافة إلى دخول البرازيل منعطفًا خطيرًا مع اتهامات للرئيس، الذي أقال وزير ورئيس الشرطة، وتسبب في استقالة وزير آخر، بتقويض الديمقراطية.
الصين تعيد فتح جبهة هونغ كونغ
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن الصين تستغل ضجة وباء كورونا، لتمزيق وعدها لهونغ كونغ، المتمثل في سياسية دولة واحدة ونظامين.
واعتقلت سلطات هونغ كونغ المدعومة من بكين، الناشط “مارتن لي” (81 عامًا) الذي صارع الحزب الشيوعي الصيني مرات لا تحصى في معركته التي استمرت لعقود لتأمين انتخابات حرة في هونغ كونغ وحشد الدعم الغربي لطموحات المدينة الديمقراطية.
واتُهم مارتن بالمشاركة في احتجاج غير مصرح به العام الماضي، والذي حضره 1.7 مليون شخص، وتم اعتقال أكثر من 10 نشطاء ديمقراطيين آخرين في نفس اليوم كجزء من سلسلة إجراءات منسقة اتخذتها بكين خلال الأسبوع الماضي.
ويقول الخبراء إن هذه الإجراءات أعادت تحديد وضع هونغ كونغ، وهدمت إطار “دولة واحدة ونظامان” الذي يحظر مشاركة بكين في الشؤون المحلية لهونغ كونغ، ويضمن للمدينة مستوى عاليًا من الاستقلالية.
فجوة تمويل منظمة الصحة العالمية
أما صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فتناولت التحدي الجديد الذي يواجهه العالم، والمتمثل في سد الفجوة التمويلية التي خلفتها الولايات المتحدة، عندما قررت التوقف عن تمويل المنظمة بعد اتهامها بسوء إدارة الوباء.
ويبدو أن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية والصين يواجهون صعوبة في سد فجوة التمويل، وفي الأسبوع الذي تلا فقدان منظمة الصحة العالمية أكبر مموليها، ناقش قادة فرنسا، وأستراليا، وألمانيا، كيفية دعم المنظمة، خوفًا من أن يؤدي فقدان التمويل الأمريكي إلى إعاقة مكافحة الفيروس التاجي المستجد.
وتعهدت الصين بتقديم 30 مليون دولار إضافية لتمويل المنظمة، يوم الخميس، بالإضافة إلى مساهمتها السنوية البالغة 43 مليون دولار، على الرغم من أنها لا تزال أقل بكثير من الـ 300 مليون دولار سنويًا التي اعتادت الولايات المتحدة تقديمها.
ويضع تجميد التمويل الأمريكي منظمة الصحة العالمية في خضم نزاع حول مدى إمكانية منع انتشار جائحة الفيروس التاجي، لو كانت بكين أكثر شفافية في الأسابيع الأولى من التفشي الأولي في ووهان.
وقال قادة الاتحاد الأوروبي واليابان إنهم يشاركون واشنطن مخاوفها من أن الأخطاء الفادحة التي قامت بها السلطات الصينية سمحت بانتشار الفيروس بسرعة،مع استيائهم من أن منظمة الصحة العالمية كانت تشيد باستجابة بكين في ذلك الوقت.
اضطراب في البرازيل
صحيفة “نيويورك تايمز”، سلطت الضوء هي الأخرى على معاناة البرازيل من اضطرابات تهدد بانهيار نظامها القضائي، على خلفية استقالة “سيرجيو مورو”، وزير العدل، والذي أصبح وجه حملة قمع قوية ضد الفساد في البلاد، احتجاجًا على إقالة الرئيس “جاير بولسونارو” رئيس الشرطة الوطنية.
واستقال وزير العدل البرازيلي، يوم الجمعة، بعدما اتهم الرئيس بالسعي إلى فرض سيطرة غير لائقة على الشرطة الفيدرالية لتحقيق مكاسب سياسية.
وأثارت استقالة مورو، والذي يعتبر أحد السياسيين الأكثر شعبية في البرازيل، ضجة كبيرة، واتهم على إثرها منتقدون من جميع أنحاء الطيف السياسي الرئيس بأنه قوض ركيزة أساسية للديمقراطية.
وطلب المدعي العام البرازيلي “أوجوستو أراس”، يوم الجمعة، من المحكمة العليا فتح تحقيق في رواية الوزير المستقيل، والذي أنذرت استقالته باضطرابات كبرى في البلد الذي أقال وزير الصحة، الأسبوع الماضي، لاختلافه مع الرئيس بشأن بطء إجراءات الحجر الصحي.
