الدراما الرمضانية في تونس .. عودة اضطرارية لمسلسلات قديمة

26 أبريل 2020آخر تحديث :
الدراما الرمضانية في تونس .. عودة اضطرارية لمسلسلات قديمة

عبر متابعون للأعمال الدرامية التي بدأ عرضها مع أول أيام شهر رمضان على القنوات التلفزيونية التونسية عن استيائهم وخيبة أملهم من ضعف الأعمال المحلية المقدمة والفقر الواضح في الإنتاجات الجديدة ما دفع عدة قنوات تلفزيونية إلى إعادة أعمال سبق بثّها قبل سنوات طويلة.

واكتفت القنوات التلفزيونية التونسية مع دخول شهر رمضان ببثّ 5 أعمال درامية جديدة وهي “قلب الذئب” و”27″ ونوبة 2″ “أولاد مفيدة 5″ و”دنيا أخرى” وهو عدد ضئيل قياسا بعدد القنوات التلفزيونية في تونس، بينما اكتفت جلّ القنوات بـ “اجترار” المسلسلات الدرامية والكوميدية القديمة ومنها ما مضى على إنتاجها أكثر من 20 سنة.

ومن الأعمال القديمة التي يتم عرضها على القناة الرسمية الثانية مسلسل “الخطاب على الباب” ويعود إنتاجه إلى سنة 1997 و السلسلة الكوميدية “شوفلي حل” التي تمتد على 5 أجزاء وبدأ إنتاجها منذ سنة 2007، بينما لجأت قناة “حنبعل” الخاصة إلى تكرار السلسلة الكوميدية “الاتجاه المشاكس” ويتولى الفنان الكوميدي لطفي بندقة بطولتها، وقد سبق بثّ هذه السلسلة سنة 2008.

وعادت “الفوازير” الرمضانية هذا العام عبر إعادة بث حلقات سبق أن قدمتها الفنانة الاستعراضية عائدة بوبكر منذ ما يزيد عن عشرين سنة، كما سجلت “الكاميرا الخفية” عودة حلقات سبق أن بُثت على القناة الرسمية الثانية او على بعض القنوات التلفزيونية الخاصة منذ سنوات.

وأرجع متابعون للمشهد الدرامي التلفزيوني في تونس هذه “العودة الاضطرارية” إلى الفقر في الإنتاج والبرمجة بسبب ضعف الإمكانيات وتقييد الحركة الذي فرضه تفشي فيروس “كورونا” وإجراءات الحجر الصحي العام، ما دفع إلى إيقاف تصوير عدة اعمال درامية، قبل أن تقرر وزارة الشؤون الثقافية استئناف التصوير قبل أسبوعين، وهو قرار أثار جدلا واسعا.

وعلّق الناقد الفني محمد علي خليفة لـ “إرم نيوز”بالقول، إنّ إجراءات الحجر الصحي العام والظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد لا يبرّران لجوء بعض القنوات التلفزيونية إلى “اجترار” أعمال الماضي وإن كانت تحظى بمتابعة وشهدت نجاحا جماهيريا من قبل.

وأضاف أنّ من حق جمهور التلفزيون متابعة أعمال درامية وكوميدية جديدة مواكبة للتطورات التي يعيشها التونسي ومعبّرة عن واقعه اليوم بطريقة فنية جذّابة، معتبرا أنّ هناك فقرا في الأفكار لا في الإمكانيات المادية لأنّه إذا توفرت الأفكار والتخطيط الجيّد لتمكّن المنتجون من إحداث نقلة في المشهد الدرامي الرمضاني، ولأعدّوا أعمالا جديدة في متّسع من الوقت حتى تكون جاهزة للبث في رمضان، وفق تعبيره.

بدوره، كتب الإعلامي رضوان شبيل على صفحته على فيسبوك “مهازل إذاعية وتلفزيونية بالجملة شهدتها بداية شهر رمضان”، مضيفا “يبدو أنّ “كورونا” قد ضربت الإبداع أيضا”.

في المقابل، اعتبر الناقد محمد سليمان أنّ هناك ما يبرر العودة إلى الأعمال الدرامية القديمة، وعلّق في تدوينة له بالقول إنّ “الإبداع الفني زمن الدكتاتورية يفوق بكثير ما نشاهده اليوم من تفاهات ومن مستوى متدنّ”، حسب تعبيره.

وأضاف سليمان “أتحدّى جميع المخرجين والمنتجين إنتاج أعمال في مستوى “شوفلي حلّ أو “الخطّاب على الباب”.

الاخبار العاجلة