السودان هل يمزق فاتورة استيراد القمح هذا العام

6 مايو 2020آخر تحديث :
السودان هل يمزق فاتورة استيراد القمح هذا العام

تنشر وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع اتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا”، تقريرا اقتصاديا حول استيراد القمح خلال العام الجاري، أعدته وكالة السودان للأنباء، هذا نصه:

سنابل القمح تمد تيجانها، وتتطلع لموسم حصاد غير مسبوق هذا العام، وقد غطت بلونها الذهبي أرجاء السودان في مساحة بلغت 750 ألف فدان اكتست حلة صفراء زاهية مبشرة بالخير ومحصول وفير، بدأت عمليات حصاده منذ الأسبوع الأخير من مارس المنصرم.

وقد يفوق انتاج هذا العام المليون طن وسط البلاد، بينما يتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني (2 مليون طن) سنويا، وغالبا ما كانت البلاد تنتج ما لا يتجاوز 15% إلى 17% من الاستهلاك، لكن انتاج هذا العام يتوقع ان يغطي 50% من الاستهلاك المحلي، بينما تغطي الدولة الفرق عن طريق الاستيراد.

وتقول الاحصاءات الرسمية، انه يتوقع انتاج 6 الى 8 ملايين جوال بولاية الجزيرة لوحدها- وسط السودان – حيث يقع مشروع الجزيرة، وقد شارفت عمليات حصاد المحصول الاصفر على الاكتمال في مساحة بلغت 423 ألف فدان، تشمل الجزيرة والمناقل، هنا حقق الفدان إنتاجية بلغت في بعض الاقسام 32 جوالاً لأول مرة في تاريخ المشروع ، بينما بلغ متوسط الإنتاجية في المشروع كله بين 18 – 20 جوالا للفدان.

وجولة في مناطق انتاج القمح هذا العام تشير الى انه في ولاية النيل الأبيض بلغت جملة المساحات المزروعة قمحا واحدا وثمانين ألفا وثمانمائة وثلاثة أفدنة (81803)، بمتوسط انتاجية بلغ 14,3جولا للفدان. فيما بلغت جملة المساحات المزروعة بالقمح بولاية سنار: وسط السودان، 1530 فدان، موزعة على الثلاثة مشاريع مروية بالولاية، وتشمل سنار 255 فدان، وشركة الوفاق 1200، وشركة الرماش 75 فدان، وبلغ متوسط انتاج الفدان 13 جوال، وتستهدف الولاية بحسب وزارة الانتاج والموارد الاقتصادية زراعة 12 الف فدان الموسم الشتوي المقبل.

اما في شمال الخرطوم، فقد تمت زراعة 133 الف فدان بالولاية الشمالية، بمتوسط 17جوالا للفدان، فيما انتجت بعض المشاريع بالولاية 30-32 جوالا، بينما تمت زراعة 66 الف و435 فدان بكسلا شرق السودان، بمتوسط انتاجية تسعة جوالات.

وبولاية نهر النيل بلغت مساحات زراعة القمح 43 الف فدان، وفاق متوسط انتاجية الفدان 25 جوالا، وتشتهر ولاية نهر النيل الى جانب زراعة القمح في الشتاء بزراعة الفول المصري، والحمص، التوم، والشمار والخضروات، والأعلاف، والبطاطس، بجانب محاصيل بستانية، ولكنها عزت نجاح الموسم الزراعي الشتوي لبرودة الطقس وخلو الموسم من الآفات الحشرية والنباتية.

 من حيث استلام المحصول الاستراتيجي من المزارعين، فقد حددت الدولة سعرا تركيزيا لشراء المحصول وهو 3500 جنيه للجوال (حوالي 35 دولار امريكيا)، وذلك تشجيعا للمنتج والاستفادة من المحصول كمخزون استراتيجي.

لذلك شكل الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء لجنة عليا لانجاح الموسم الزراعي، انبثقت منها لجان بالولايات المنتجة للقمح، لمتابعة موسم زراعة القمح، وتوفير الحل الادني للتحديات، والمعضلات التي تواجه سير عمليات الحصاد، وليتم تلافيها في وقتها.

وأثمر عمل اللجنة بتحقق النجاح لزراعة محصول القمح، اذ واجهت المزارعين تحديات بداية موسم الحصاد، تمثلت في نقص الوقود، والخيش الذي يعبأ فيه المحصول.

وفوق ذلك واظهارا لجدية الحكومة في هذا الموسم، دفع جهاز المخابرات العامة منذ بداية ابريل المنصرم أكثر من ثلاثمائة عنصر من عناصره المتخصصة في أنشطة الأمن الإقتصادي والزراعي، تحديدا لتأمين عمليات حصاد القمح، في كل من (الجزيرة، كسلا، النيل الأبيض، نهر النيل، سنار، الشمالية، ومشروع الرهد الزراعي).

وقالت المخابرات، إن القوات تهدف للحد من عمليات التهريب والمضاربة في عملية الشراء، فضلاً عن متابعة عمليات النقل، والترحيل، والتخزين في المواعين المخصصة، وتوفير الوقود، وعملت على حل المشكلات التي طرأت، خاصة شح الوقود، وقلة الحاصدات، ومواعين التخزين.

وفي ابريل، أعلنت الحكومة اكتمال عملية حصاد القمح بنسبة 98% في المساحة المزروعة بالقمح في الموسم الشتوي، في وقت بدأت الاستعدادات للموسم الصيفي لزراعة حوالي 23 مليون فدان، دون عقبات ذات بال.

وقال عضو المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء فايز السليك، إنه تم حصاد حوالي 4 ملايين ونصف طن ذرة، 700 ألف طن قمحا، وان الزراعة حققت نسبة 38% من الصادرات، بما يعادل مليار ونصف المليار دولار.

وأكد منتجون بمشروع الجزيرة والمناقل، أن إنتاجية القمح للموسم الشتوي غير مسبوقة، رغم التحديات التي واجهت الموسم في بدايته، متمثلة في شح الجازولين، وتذبذب الري، ما أخرج مساحات كبيرة من دائرة الإنتاج بجانب الخيش، وشح الجازولين للحصاد، لافتين إلى أن هذه الإنتاجية تحققت بفضل عزيمة المنتجين، وحرصهم على تحقيق إنتاجية تساهم في المخزون الاستراتيجي .

حيث أكد رئيس اللجنة العليا للحصاد بمشروع الجزيرة والمناقل وممثل المزارعين إبراهيم عثمان علي “أن إنتاجية القمح للموسم الشتوي غير مسبوقة، حيث حقق الفدان إنتاجية 32 جوالاً لأول مرة في بعض الأقسام، بينما بلغ متوسط الإنتاجية 18 – 20 جوالاً للفدان”.

وقال ابراهيم، إن إنتاجية مشروع الجزيرة فقط تساهم بنسبة 30 % من حاجة البلاد للقمح، ودعا لوضع سياسات محفزة للمنتجين لزيادة المساحات في الموسم المقبل، ووضع أسعار تتناسب مع تكلفة الإنتاج بجانب توفير مياه الري، والتي تمثل أهمية كبيرة في نجاح الموسم الزراعي.

ويقول نقابيون بمشروع الجزيرة ان نجاح موسم حصاد القمح يوفر للمخزون الاستراتيجي للبلاد نحو 3 الى 4 شهور من الخبز.

وأشارت احصاءات البنك الزراعى إلى أن جملة تمويل العروة الشتوية بلغ 5 مليارات جنيه، لمساحة 410 ألف فدان قمح بمشروع الجزيرة، منها 155 ألف فدان تمويل فردى، و255 ألف فدان تمويل عبر إدارة مشروع الجزيرة، لافتا إلى أن جملة تمويل الموسم الماضى لكل السودان بلغ 19 مليار جنيه.

وكل المؤشرات والبشريات عن زراعة محصول القمح لهذا الموسم 2020 تعطي الأمل والتفاؤل بأن السودان ستحقق الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة الاستراتيجية المهمة، وتمزيق فاتورة استيرادها في المواسم المقبلة.

الاخبار العاجلة