شادي و”قميصا” ولديه خارج السجن بعد 14 عاما

15 مايو 2020آخر تحديث :
الأسرى
توجه شادي شلالدة نحو منزله في مدينة رام الله خلسةً لرؤية ولديه التوأم اللذين رزق بهما مؤخرًا، وما أن وصل حتى احتضنهما وقبلهما، ومكث لفترة قصيرة، وأثناء خروجه اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد مطاردة دامت 5 سنوات.

حُكم على شادي بالسجن لمدة 14 عاما بتهمة نشاطه في انتفاضة الأقصى، وبقي ينتظر بشوق وبصبر رؤية ولديه، ويحسب الدقائق، خاصة أنه منع من الزيارات في بداية اعتقاله لمدة عام ونصف تقريبًا. وبعد ذلك زارته عائلته، وسمح لبراء وقسام (كانا في الثانية من عمرهما حينها) بالدخول عند والدهما.

ركض شادي نحوهما وأخذ يحتضنهما ويردد “اشتقت لكما كثيرًا”، وعلى الفور خلع قميصهما الذين كانا يلبسانه خلسة دون أن يراه أحد، وأخذ “بلوزتهما” الداخلية وخبأهما جيدًا، لتبقى رفيقته طوال هذه المدة، ولتخفف عنه عذاب السجن وألم الفراق.

أمس الخميس، أفرج عن شادي من سجن “جلبوع”، وكان قسام وبراء بانتظاره، إضافة لحشود من المواطنين أمام حاجز الجلمة جنوب جنين، وما أن وصل حتى توجه مسرعا نحوهما واحتضنهما بقوة، وأخرج قميصهما، وهو يقول “لم تعد من مقاسكما”.

يقول شادي “أكثر من 12 عاما وأنا احتفظ بهذه الملابس، رائحة أولادي فيها، ولطالما خففت عني عذاب السجن وفراق الأحبة، وكنت عندما أشتاق لهما اشتم رائحتها واحتضنها، واستشعرهما أمامي، شعور جميل أن تعيش معهم للحظات”.

ويضيف “عندما سمح لقسام وبراء بالدخول، قررت لحظتها أن آخذ شيئا منهما يذكرني بهما داخل السجن، وكانت الفكرة وليدة اللحظة، خاصة أنهما أول طفلين رزقت بهما، وفي كل لحظة اشتاق لهما، ولذلك قمت بذلك خلسة، كونه يمنع إدخال أي شيء وقت الزيارات”.

وتابع “عندما عدت للقسم، شعرت أنني حققت شيئًا مهمًا وأنني انتصرت، وكنت فرحًا جدًا وقتها، ومنذ ذلك الوقت وأنا احتفظ بهما، وأحرص كل الحرص على أن أخبأهما جيدًا خشية مصادرتها من الاحتلال”.

ويقول شادي “هذه الملابس خففت عني عذاب السجن وفراق الأحبة، على الرغم من أنني كنت أراهم كل فترة من خلال الزيارات، لكن من الصعب وصف شعور الأبوة، فأنا أتمنى رؤيتهم في كل ثانية، ولو بقيت عندهم طوال العمر لن أمل، لذلك كان لهذه الملابس أهمية كونها تشعرك بوجود شيء بجانبك أنت تحبه”.

ويضيف: “هي كانت معي لحظة بلحظة، لحظة الشوق والحنين، ولحظة الفرح والحزن، كما أن هذه الملابس تنقلت معي في كل السجون، وشاركتني عذابات السجن وألم الفراق، ومضايقات الاحتلال وجبروته، ولم أغسلهما قط حتى تبقى الرائحة حاضرة”.

ويشير “لطالما حدثت الأسرى عنهما، وكم أن لها قيمة معنوية كبيرة في حياتي داخل السجن، وفي آخر مرة حدثت كريم يونس، وأخبرته أنني تركت أولادي بحجم هذه الملابس الصغيرة”.

ويتابع “لحظة الإفراج استقبلني براء وقسام بالدموع، واستخرجت الملابس وقلت لهما بفرح بأنها لم تعد من مقاسكم”.

الاخبار العاجلة