“كورونا” يجتاح أمريكا الجنوبية .. وترامب يتمسك بـ”تطبيع الوضع”

21 مايو 2020آخر تحديث :
“كورونا” يجتاح أمريكا الجنوبية .. وترامب يتمسك بـ”تطبيع الوضع”

يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العودة إلى الحياة الطبيعية خصوصا عبر دعوة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى اجتماع بحضور القادة، بينما تشهد القارة الأمريكية ارتفاعا في حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد، خصوصا في البيرو والبرازيل.

وأمس الأربعاء اقترح الملياردير الجمهوري الذي يواجه انتقادات حادة لإدارته للأزمة الصحية في الولايات المتحدة ويريد إعادة إطلاق حركة الاقتصاد بأي ثمن قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية، عقد قمة في كامب ديفيد بشمال واشنطن في حزيران/يونيو المقبل، بدلا من الاجتماع المقرر بالفيديو.

وكتب في تغريدة أن ذلك سيكون ”رمزا رائعا للجميع. تطبيع الوضع!“. وأثار هذا التصريح ردود فعل حذرة من العديد من قادة مجموعة السبع الذين ربطوا مواقفهم المقبلة بالوضع الصحي وتوصيات الخبراء.

ويتناقض تفاؤل الرئيس الأمريكي مع الوضع في بلده الذي سجل أكبر عدد من الإصابات (1,55 مليون) والوفيات في العالم، وأعلنت جامعة جونز هوبكينز مساء الأربعاء عن أكثر من 1500 وفاة إضافية خلال 24 ساعة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 93 ألفا و400 حوالي ثلثهم في ولاية نيويورك وحدها. وبعدما تجاوزت عتبة الألفي وفاة يوميا بين بداية نيسان/أبريل وبداية أيار/مايو، لم تسجل الولايات المتحدة هذا العدد منذ أكثر من عشرة أيام حتى أن الحصيلة انخفضت إلى أقل من ألف في اليوم في بعض الأحيان في الأسبوعين الأخيرين.

وسجلت في الولايات المتحدة واحدة من كل أربع وفيات في العالم بفيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 326 ألف شخص في العالم، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية. أما عدد المصابين فيقترب من خمسة ملايين.

لكن في الواقع، كل هذه الأرقام أقل على الأرجح من الأعداد الفعلية.

عدد إصابات قياسي 

وذكرت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء أن احتواء الوباء ما زال بعيدا بعد تسجيل 106 آلاف إصابة في العالم خلال 24 ساعة، في رقم قياسي.

وأصبحت البرازيل في الصف الأول إذ تشهد تسارعا في انتشار الوباء بحصيلة يومية ارتفعت إلى 1179 وفاة. لكن الرئيس اليميني جاير بولسونارو يواصل التقليل من خطورة فيروس كورونا المستجد وانتقاد إجراءات العزل.

ويخشى المصور الفوتوغرافي الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو (76 عاما) الذي أمضى حياته في تصوير ظروف معيشة الأكثر فقرا وذوي البيئة الضعيفة، أن تتعرض شعوب السكان الأصليين في الأمازون ”لإبادة“ بسبب نقص العناية بهم في البرازيل في عهد بولسونارو.

وقد أطلق حملة من أجل شعوب الأمازون جمعت 261 ألف توقيع. وقال لفرانس برس ”نواجه خطر كارثة هائلة فعليا“ مع ”القضاء على إثنية وثقافتها“.

وتحت ضغط رئيس الدولة البرازيلي، أوصت وزارة الصحة أمس الأربعاء باستخدام الكلوروكين والهيدروكسيكلوروكين للمرضى المصابين بشكل خفيف بالفيروس.

وبانتظار لقاح ودواء، يثير استخدام هذا العقار جدلا لأن تأثيره على الفيروس لم يثبت حتى اليوم. وأعلن ترامب الاثنين أنه يتناول الهيدروكلوركسين يوميا كإجراء وقائي.

وما يثير بعض الأمل هو أن علماء برهنوا على أن قرودا تم تلقيحها أو مصابين بفيروس كورونا المستجد كونوا أشكالا من الأجسام المضادة تسمح لهم بحماية أنفسهم من الإصابة بالوباء مجددا.

والوضع صعب أيضا في البيرو، ثاني بلد متضرر بالفيروس بعد البرازيل في أمريكا اللاتينية. وقد تجاوز عدد الإصابات فيها أمس الأربعاء مئة ألف، والوفيات ثلاثة آلاف.

أما في تشيلي، فقد ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من خمسين ألفا، بينما جرت تظاهرة جديدة في أحد الأحياء الشعبية للمطالبة بمساعدات غذائية للتشيليين الأكثر فقرا الذين يعانون من توقف النشاط الاقتصادي.

وتواجه الإكوادور التي تعد أيضا من الدول الأكثر تضررا بالوباء في أمريكا اللاتينية، وخصوصا في مدينة غواياكيل الساحلية التي بدأت امس الأربعاء تخفيف إجراءات العزل، مشكلة ثانية هي أن ثلثي السجناء في أحد سجون وسط البلاد مصابون بكورونا.

وقال مسؤول في إدارة السجن لفرانس برس الأربعاء إن الفحوص أثبتت إصابة ”420 شخصا“ بالفيروس في سجن أمباتو، المدينة الواقعة في الأنديس، وتوفي اثنان منهم.

في بوليفيا، اعتقل وزير الصحة مارسيلو نافاخاس الذي يشتبه بتورطه في قضية فساد تتعلق بشراء أجهزة تنفس لمرضى كورونا ثم أقالته الرئيسة جانين أنييز.

وقد سجلت في هذا البلد الذي فرض إجراءات عزل منذ 17 آذار/مارس، حوالي 4500 إصابة و190 وفاة، بحسب الأرقام الرسمية الأخيرة.

 ”انتصار“ للصين 

وخلافا للوضع في القارة الأمريكية، تستعد الصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، لإعلان ”انتصارها“ على الوباء الجمعة بمناسبة انعقاد دورة الجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان).

ومن دون أن تعلن ”انتصارها“، تواصل أوروبا من جهتها استئناف الحياة الطبيعية تدريجيا بحذر كبير وإجراءات تهدف إلى تجنب حدوث موجة ثانية من الاصابات.

وفي إسبانيا، حيث سجلت وفاة حوالي 28 ألف شخص، أعادت برشلونة فتح شواطئها وحدائقها. وقالت الإسبانية هيلينا براديس (43 عاما) على أحد شواطئ كاتالونيا ”كنا نتمنى بشدة سماع صوت الأمواج والمشي على الشاطئ“.

لكن الحكومة مددت حالة الإنذار حتى السادس من حزيران/يونيو وفرضت ارتداء الأقنعة الواقية بدءا من سن ست سنوات في كل الأماكن العامة التي يصعب فيها الإبقاء على مسافات، بما في ذلك في الشوارع.

ومن الإجراءات التخفيفية المتوقعة اليوم لخميس في أوروبا فتح كل شواطئ كورسيكا تقريبا بينما تعيد قبرص فتح المدارس والمقاهي والمطاعم وصالونات الحلاقة.

الاخبار العاجلة