تفنيد أكاذيب حماس

6 يونيو 2020آخر تحديث :
عمر حلمي الغول

صدى الإعلام – رام الله: في الوقت الذي تعمل فيه القيادة وفصائل منظمة التحرير على ترميم الجسور مع حركة حماس، وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل إعتبار، والسعي لإيجاد قواسم مشتركة على الحد الأدنى لمواجهة صفقة القرن والضم لأجزاء كبيرة من الضفة الفلسطينية، والتحلل من كل الإتفاقات المبرمة بينها وبين دولة الإستعمار الإسرائيلية ومن خلفها إدارة الرئيس ترامب الأفنجليكانية، مع ذلك نجد ان كلا الحركتين تعملان بخط متواز على التهرب من إستحقاقات المواجهة. ولكوني اعلم أن خلفية الجهاد الإسلامي تختلف نسبيا عن خلفية حركة الإنقلاب الحمساوية، رغم التقاطعات الكبيرة بينهما إرتباطا بالأجندة الأقليمية الناظمة لكليهما، ساقصر حديثي ونقاشي مع مواقف بعض رموز حماس، وعلى ارضية الرد على الإفتراءات والأكاذيب، ومن جهة أخرى محاولة إظهار خلفية برنامجها ومخططها، الذي اكدته هنا عشرات، لا بل مئات المرات، ومن جهة اخرى مخاطبة التيار الإيجابي فيها، لعل هذا الفريق يراجع ذاته، ويتمكن من الخروج عن صمته، ويقوم بالدفع بالجهود الإيجابية للأمام.

بعد إعلان الرئيس ابو مازن في إجتماع القيادة يوم الثلاثاء الموافق 19/5/2020 عن تحلل القيادة ومنظمة التحرير من كل الإتفاقات المبرمة مع إسرائيل وإدارة ترامب بما في ذلك التنسيق الأمني. جاء الرد في البداية من قبل العديد من قيادات الحركة مقبولا وحذرا في آن، رغم انهم وحركة الجهاد رفضوا المشاركة في الإجتماع القيادي بذرائع واهية، مع العلم انهم ومنذ الإعلان عن إتفاقات أوسلو في 1993 وبعد إقامة السلطة الوطنية، وهم يصرخوا ويجأرون بأعلى صوتهم ب”رفض الإتفاقات”، ويدعون، انهم مع “تحرير كامل التراب الوطني من النهر إلى البحر.” ونفذوا سلسلة من العمليات ل”تأكيد” موقفهم “الرافض” للإتفاقات (مع العلم أن تلك العمليات، ورغم سقوط الشهداء الأبرياء، كانت تتم بالتنسيق والتكامل مع الأعداء الإسرائيليين). وبعد الإنقلاب على الشرعية الوطنية اواسط عام 2007 تغير خطاب قيادة حركة حماس، وامسى اي إطلاق للصواريخ من محافظات الجنوب، أمراً مرفوضا، وباتت المقاومة من القطاع عملا “إجراميا”، لا يمت للوطنية بصلة.

المهم هنا ان قيادة حماس بعد تحلل القيادة من الإتفاقات لم تجد ما تقوله، سوى التذرع بحجج لا تمت للمنطق بصلة، وكما جاء في مقابلة الدكتور الزهار مع جريدة “الإستقلال” امس في 5/6/2020،التي إدعى فيها، ان “المصالحة مازالت بعيدة لإن منظمة التحرير لا تستطيع الخروج من إطار العباءة الإسرائيلية الضاغطة، إلى جانب الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية.” وهذا الإفتراء الأكبر، واضاف المعبر الحقيقي عن شر توجهات الإنقلاب قائلا، “إذا ارادوا (السلطة وفتح) المصالحة، فهم يريدون ان يأخذوا تحت غطائها الطرف المعارض، كحماس والجهاد والجبهة وغيرها إلى حضن منظمة التحرير ليكونوا سواسية في الإعتراف بالكيان الإسرائيلي، وإتفاقيات أوسلو.” عن اي معارضة يتحدث الزهار؟ وهل حقيقة حركته تمثل دور المعارضة، أم حركة نفي للهوية الوطنية؟ وعمق فكرته القديمة الجديدة عن منظمة التحرير، باعتبارها “سيئة صيت وسمعة، بعد أن إعترفت بالكيان الإسرائيلي، وتنازلت عن الأرض المحتلة سنة 1948، وجعلت من التعاون الأمني تجسسا مقدسا.” يا رجل إخجل قليلا من نفسك، ودورك التاريخي كمخبر للإدارة الإسرائيلية المدنية؟ والأنكى انه حاول اللعب على دلالات المفاهيم اللغوية، حين طالب السلطة إلى “الغاء الإتفاقيات مع الإحتلال الإسرائيلي، وليس الإكتفاء بإعلان التحلل منها.” وكان قبل ذلك غرد إسماعيل هنية في ذات السياق، وغيرهم من المتحدثين باسم حركتهم الإنقلابية تناغموا مع ذلك

الخلاصة ومن دون إطالة وإسترسال في الشرح وتكثيف الرد، أولا حركة حماس ترفع شعارات غوغائية كاذبة للتحريض على القيادة الفلسطينية، وفي ذات الوقت تقوم على الأرض بفتح وتوسيع الخيوط المفتوحة مع دولة الإستعمار الإسرائيلية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تشكيل هيئة شؤون مدنية بقيادة المنسق غازي حمد، في الوقت الذي أوقفت القيادة كل اشكال التنسيق مع إسرائيل؛ ثانيا تعمل بشكل وثيق مع دولة إسرائيل وإدارة ترامب وبعض العرب والمسلمين وقيادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على وراثة منظمة التحرير، ونفي الهوية والشخصية الوطنية من خلال عملية التضليل والكذب؛ ثالثا التحلل من كل الإتفاقات يعني يا “دكتور” زهار إلغاء الإتفاقات، والقائها في المزبلة، وليس شيئا آخر نهائيا، ولا يوجد بين منظمة التحرير الآن، أو أي من مؤسساتها بما في ذلك السلطة الوطنية أي صلة مع اي جهة إسرائيلية أو أميركية؛ رابعا تعلم ان الجميع يعلم موقفك الشخصي وموقف قيادتك ومرجعيتك الإخوانية من منظمة التحرير الفلسطينية، ام تريد ان اذكرك بما ابلغته شخصيا انت لقيادة الجبهة الشعبية عشية تشكيل حكومتكم العاشرة عام 2006 عن كيفية تعاملكم مع منظمة التحرير كحالة إعلامية تضليلية للضحك على الجماهير، وبالتالي لم تضف جديدا لهدفك وهدف قيادة بالتخلص من الممثل الشرعي والوحيد، منظمة التحرير، وكل من يتساوق معكم في هذا الأمر اي كان موقعه وخلفيته الفكرية والسياسية، فهو خارج عن الهوية والشخصية الوطنية، ويعتبر رديفا لسياساتكم الخطيرة؛ خامسا رغم كل ذلك، اتمنى على كل شخص أو مجموعة يهمها الشأن الوطني، ومستقبل الكفاح التحرري في حركة حماس، برفع الصوت عاليا ضد السياسات الخطيرة، التي تنفذها قيادة الإنقلاب، والخروج من دائرة أوهام بناء الإمارة على حساب مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194، لإنه لا مستقبل ابدا للإنقلاب مهما طال الزمن أو قصر؛ سادسا العودة لحديث التحرير الكاذب من البحر للنهر، لا يعدو اكثر من ثرثرة ديماغوجية مفضوحة، فأنتم بعتم الوطن كله، ودمرتم المشروع الوطني، ومزقتم وحدة الشعب والأرض والقضية بإنتهاجكم السياسة الذرائعية، وتعملون من اجل التمترس والتحندق في نطاق الإمارة في غزة على مساحة 362 كم2 وليس على مساحة 22% من فلسطين التاريخية، التي تعادل ما يزيد على 6000 كم2؛ سابعا وبعيدا عن موضوع المصالحة، هل لديكم الرغبة والإستعداد والإرادة للتعاون مع قيادة منظمة التحرير على مواجهة صفقة القرن وعملية الضم؟ وهل انتم مستعدون على اقل تقدير للشراكة الميدانية في مواجهة عملية الضم وصفقة الشر تحت قيادة موحدة، وعلى ارضية برنامج عمل مشترك؟ أليست هذة مطالباتكم سابقا؟ وهل تعتقدون ان إسرائيل ستقبل بكم لقيادة اي جزء من فلسطين؟ أن كنتم تعتقدون ذلك، فأنتم واهمون وسطحيون، لإن مصير كل العملاء مهما علا شأنهم مزبلة التاريخ والخيانة.

إذا كنتم جاهزون ( وانا لا اعتقد بذلك، لإن المكتوب يقرأ من عنوانه) فتفضلوا ابواب التعاون والتكامل مفتوحة لكم مع الكل الوطني. ولا يوجد حسبما ارى واعتقد فصيلا او شخصا ضد التعاون على ارضية وطنية واضحة لمواجهة التحدي الأخطر الآن على مستقبل الشعب العربي الفلسطيني. وبالنتيجة جاءت حماس برغبتها أو رغما عنها، يفترض العمل بكل الوسائل الممكنة والمتاحة على طي صفحة الإنقلاب، لإن المواجهة والتحدي الماثل على الأرض يحتاج إلى رص الصفوف وترتيب شؤون البيت الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

بقلم: عمر حلمي الغول

الاخبار العاجلة