تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء ملفات عدة، أبرزها تصاعد هجمات داعش في العراق مع الانسحاب التدريجي لقوات التحالف، كما سلطت الضوء على توجه بريطاني لإزالة التماثيل المرتبطة بتجارة العبيد.
سلطت صحيفة ”فايننشال تايمز“ البريطانية الضوء على تكثيف إرهابيي داعش هجماتهم في العراق، ما أجبر القوات الحكومية على تصعيد عمليات مكافحة التمرد مع تقليل الأعضاء الغربيين في التحالف المناهض لتنظيم داعش من وجودهم في البلاد.
وشنت الجماعة الإرهابية 566 هجوما على الأقل في العراق في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، و1669 خلال عام 2019، بزيادة 13 % عن العام السابق، وفقا للمحللين الأمنيين مايكل نايتس وأليكس ألميدا، اللذين يتابعان أنشطة الجماعة.
وغادر الآلاف من الأفراد العسكريين الأجانب، بما في ذلك جنود من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا والعراق هذا العام، بعد أن أوقفت المخاوف من الفيروس التاجي برامج التدريب العسكرية.
وقال المتحدث باسم التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة، الكولونيل مايلز كاغينز، إنه لا توجد خطط مؤكدة لعودة تلك القوات.
ويبدو أن تخفيف التحالف لقواته في المنطقة قد ساهم في تشجيع الجماعة المتهاوية على شن المزيد من الهجمات، في محاولة يائسة لاستعادة نفوذها السابق الذي شمل السيطرة على منطقة بحجم بريطانيا عبر العراق وسوريا عام 2014.
ففي الشهر الماضي، شن مقاتلو داعش هجوما جديدا، ما أسفر عن مقتل 19 على الأقل من أفراد قوات الأمن العراقية، كما يتهم الإرهابيون بحرق المحاصيل واضطهاد المجتمعات في أجزاء من غرب وشرق وشمال العراق.
رفض رموز الاستعباد
وأشارت صحيفة ”التايمز“ البريطانية إلى تأييد قادة المجالس في جميع أنحاء بريطانيا دعوات إزالة تماثيل الشخصيات المرتبطة بتجارة الرق، وممارسات الاستعباد، حيث أعلن عمدة لندن و130 مجلسا عماليا مراجعات واسعة النطاق للمعالم المثيرة للجدل.
وأيد رئيس مجلس كارديف، هو توماس، إزالة تمثال السير توماس بيكتون، الحاكم السابق لترينيداد، صاحب العبيد والزعيم العسكري، من قاعة مدينة كارديف، واصفا إياه بأنه ”إهانة“ للسود في العاصمة الويلزية.
وقال رئيس مجلس مدينة إدنبرة، آدم ماكفي، إنه لن يشعر ”بأي إحساس بالخسارة على الإطلاق“ إذا تمت إزالة تمثال هنري دونداس البالغ طوله حوالي 50 مترا، حيث كان هنري مسؤولا عن تأخير إلغاء تجارة الرقيق لمدة 15 عاما.
وفي لندن، سوف يزال تمثال روبرت ميليغان في دوكلاندز بالعاصمة، الذي كان تاجرا ومالكا للعبيد قام ببناء أحواض غرب الهند.
في حين تعهد مشجعو كرة القدم واليمينيون المتطرفون بالسفر إلى لندن بجماعات لمواجهة احتجاجات ”حياة السود مهمة“ وحماية نصب الحرب والتماثيل.
اضطهاد النساء في نيجيريا
وركزت صحيفة ”سي إن إن أون لاين“ البريطانية على اندلاع التظاهرات في شوارع نيجيريا للمطالبة بإيقاف العنف الجنسي ضد النساء.
وسار ائتلاف من الجماعات الحقوقية إلى برلمان الولاية في لاغوس الاثنين الماضي، داعيا إلى إعلان حالة الطوارئ بشأن الاغتصاب والعنف الجنسي، وذلك في أعقاب حادث مروع أدى لوفاة الطالبة أويلا فيرا أوموزوا البالغة من العمر 22 عاما، واغتصاب وقتل طالبة أخرى تدعى بركات بيلو، بعد أقل من أسبوع.
وتوفيت الطالبة الجامعية أوموزوا بعد أن تعرضت للهجوم في كنيسة في مدينة بنين حيث ذهبت للدراسة في 27 أيار/مايو الماضي، بينما اغتُصبت بيلو وقُتلت خلال عملية سطو في منزلها في مدينة إيبادان الجنوبية الغربية مطلع حزيران/يونيو الجاري.
وأثارت عمليات قتل الطلاب، التي حدثت بينما كان المواطنون لا يزالون يتخطون سلسلة من جرائم العنف ضد الفتيات المراهقات في أيار/مايو الماضي، دعوات لاتخاذ إجراءات حكومية بشأن العنف الجنسي في البلاد.
وقالت مجموعة ”نساء ضد الاغتصاب في نيجيريا“ في عريضة قدمت إلى المشرعين الاثنين الماضي ”إن هذه الأحداث المؤسفة ليست قائمة بذاتها، بل هي أحدث حلقة في سلسلة ثقافة غير صحية“.
وتطالب الجمعية بتسجيل جميع الولايات في نيجيريا لمرتكبي الجرائم الجنسية على قائمة علنية، إضافة إلى تدابير أخرى لتسمية مرتكبي جرائم العنف الجنسي وإدانتهم.
