وذكر البرنامج -في بيان اليوم الخميس- أنه يمكن للحكومات الوطنية، بوقوفها إلى جانب شعوبها وبنائها لجسور الثقة معهم، أن تخفف من التهديدات الخطرة للمعلومات المضللة لتحول دون المزيد من الخسائر في الأرواح وسبل العيش. وأكد أنه يتعاون بشكل وثيق مع العديد من المؤسسات الوطنية، بما في ذلك المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة للمساعدة على مكافحة انتشار المعلومات الكاذبة والمضللة، بما في ذلك دعم مبادرات لاستخدام وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية لنشر المعلومات الدقيقة عن جائحة فيروس كورونا.

ولفت البرنامج إلى أن النصائح والمشورة الصحية حول فيروس كورونا تتغير على وجه السرعة إذ يتطور فهم الأوساط الطبية للمرض، وهو ما يؤدي إلى تعطش الجمهور العام لمعلومات تساعدهم على التعايش مع هذه الجائحة التي شلت قدراتهم على عيش حياتهم الطبيعية وسعيهم لكسب معايشهم. وسرعان ما تقدمت وسائط التواصل الاجتماعي، والمصادر غير الرسمية للأنباء، والصحافة الهامشية لتملأ هذا الفضاء، ناثرة في الكثير من الأحيان بذور الخوف، والوصم، والتمييز، والبلبلة.

وقال آخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، “نعاني اليوم من فوضى عارمة في بيئة المعلومات جراء هذه الموجة التسونامية من العلاجات الزائفة، ومحاولات إلقاء المسؤولية على أكباش فداء متعددة، ونظريات المؤامرة، والأخبار والقصص الزائفة، التي قد أغرقت وسائل الإعلام عامة والمنصات الالكترونية على الإنترنت على وجه الخصوص. ولا تقوض هذه الفوضى فعالية تدابير الصحة العامة فحسب، ولكنها تؤدي إلى نتائج فعلية من العنف، والتمييز، والبلبلة، والخوف، وهو ما قد يُنتج أضراراً مجتمعية عميقة على المدى الطويل.”

وأضاف “علينا أن نستفيد من الدروس التي تعلمناها من أزمات صحية سابقة لانتشار أمراض خطيرة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والإيبولا، ونوحد جهودنا لرفض المعلومات المضللة ودعوات الوصم، ولبناء استجاباتنا فيروس كورونا على أسس العلم، والأدلة الموثوقة، وحقوق الإنسان والتضامن. وإن كانت مسؤولية مكافحة المعلومات الكاذبة تقع على عاتق العديد من الجهات الفاعلة، لن يمكن تحقيق تقدم حقيقي في هذا المجال دون تولي الحكومات زمام القيادة.”

وأشار بيان البرنامج إلى أن التحدي اليوم هو أن أدوات وأساليب نشر المعلومات الكاذبة والمضللة أصبحت في متناول أيا من كان يريد أن يوظف فيروس كورونا لخدمة أغراضه الخاصة، بما في ذلك بعض الهيئات الحكومية. فعلى سبيل المثال، حلل الباحثون في مؤسسة (برونو كيسلر) 112 مليون من المشاركات المتعلقة بهذه بالجائحة على وسائط التواصل الاجتماعي ووجدوا أن 40% منها كانت غير موثوقة المصدر، وأن ما يناهز 42% مما يزيد عن 178 مليون تغريدة ذات صلة بفيروس كورونا نشأت عن مواقع روبوتية سابقة البرمجة. 

كذلك وجد المعهد التابع لمؤسسة (رويترز) الإعلامية أن حوالي الثلث من مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي قد أبلغوا عن تلقيهم لمعلومات كاذبة أو مضللة حول بفيروس كورونا، بينما قدرت دراسة أجرتها مؤسسة بيو للأبحاث أن الأفراد الذين يستقون أخبارهم من خلال وسائط التواصل الاجتماعي في المقام الأول يكونون أكثر عرضة لتلقي محتويات معلوماتية كاذبة.

وأوضح البيان أنه منذ بداية الجائحة عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على ايجاد سبل لمعالجة انتشار المعلومات الكاذبة مع تعزيز حرية التعبير وحرية تداول المعلومات، وذلك من خلال تعاون وثيق مع قطاع الاتصالات والمعلومات باليونسكو لما له من خبرات واسعة في هذه المجالات تشهد عليها منشوراته من الأوراق البحثية وموجزات السياسات والأدلة المهنية للصحفيين والإعلاميين.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أطلقت مبادرة “التحقق”، وهي مبادرة لمكافحة تنامي آفة المعلومات الكاذبة والمضللة حول مرض فيروس كورونا عن طريق زيادة حجم ونطاق تزويد المواطنين بالمعلومات الموثوقة والدقيقة.

وسوف توفر المبادرة المعلومات في إطار ثلاث موضوعات رئيسية هي: المعلومات العلمية لإنقاذ الأرواح؛ ورسائل التضامن لتعزيز التماسك المحلي والتعاون العالمي؛ ومقترحات الحلول للدعوة إلى دعم المجتمعات وفئات السكان المتأثرين بسبب الوباء. كما ستروج المبادرة لسبل تعزيز الانتعاش التي ترتكز على معالجة الأزمة المناخية والأسباب الجذرية للفقر والجوع وغياب المساواة. 

وأكد بيان البرنامج أنه تم إبرام شراكة مع وكالات الامم المتحدة الأخرى وفرق عمل الأمم المتحدة في مختلف البلدان وأصحاب التأثير في الرأي العام، وفي المجتمع المدني وفي شركات الأعمال التجارية والمؤسسات الإعلامية، لإطلاق المبادرة تعمل على نشر المحتويات المعلوماتية الدقيقة وتنقية وسائط التواصل الاجتماعي من المشاركات التي تبث الكراهية والمعلومات الضارة حول مرض فيروس كورونا بالتعاون مع المنصات الرئيسية في هذا المضمار.