الى متى سيتواصل هذا الإنحياز الاميركي لإسرائيل؟!

6 نوفمبر 2016آخر تحديث :
الى متى سيتواصل هذا الإنحياز الاميركي لإسرائيل؟!

بقلم: حديث القدس – القدس

مرة اخرى انتقدت الولايات المتحدة الاميركية امس الأول الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة واعتبرت على لسان الناطق باسم الخارجية جون كيربي أن الاستيطان يشكل عقبة امام تحقيق حل الدولتين. وقد جاء هذا الانتقاد ردا على اسئلة وجهها مراسل «القدس» في واشنطن حول الدعوات في اسرائيل لضم مستوطنة معالية ادوميم والمصادقة على مخطط لاقامة ١٨١ وحدة استيطانية في مستوطنة «غيلو» في اطار مخطط اوسع لاقامة ٧٠٠ وحدة جديدة، وهو ما يثير التساؤل حول جدوى تكرار الادارة الاميركية مثل هذه الانتقادات في الوقت الذي لا تقوم فيه بأي تحرك جدي ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس انتهاكات فظة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية بما في ذلك الاستيطان، وفي الوقت الذي يستخف فيه الاحتلال الاسرائيلي يمثل هذه المواقف ولا يعبأ بها.

إن ما يجب أن يقال هنا اولا أنه لولا الدعم السخي بالمال والسلاح الذي تقدمه اميركا لاسرائيل والحماية السياسية في المحافل الدولية لما تجرأت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على ارتكاب مثل هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي ولما استمر تواصل المأساة الفلسطينية بفعل استمرار الاحتلال الاسرائيلي.

وثانيا، وهو الاغرب سكوت الادارة الاميركية على هذا الاستخفاف الاسرائيلي بالمجتمع الدولي وبمواقف الولايات المتحدة الاميركية المعلنة وبجهود اداراتها المتعاقبة لاحراز تقدم على عملية السلام.

هذا الدعم الاميركي اللا محدود لاسرائيل وهذا السكوت عما ترتكبه من ممارسات يشكل جوهر الموقف الاميركي المناهض للشعب الفلسطيني وحقوقه ولا يمكن لأي انتقاد او تنديد ان يذر الرماد في العيون او يثير التفاؤل بحقيقة الموقف الاميركي.

إن من يتجاهل مبادىء العدل والحرية ومبادىء اعلانات حقوق الانسان ويتنافس مرشحاه للانتخابات الرئاسية في اطلاق التصريحات المؤيدة للاحتلال الاسرائيلي والاصرار على التصرف بحقوق الآخرين لا يمكن ان يسهم في تقدم عملية سلام حقيقية او جادة.

كما ان ما يجب ان يقال أن الموقف العربي – الاسلامي الذي يفترض انه الى جانب الحق والعدل والى جانب حرية الشعب الفلسطيني واستقلال لم يرتق بعد الى موقف جاد وضاغط في مواجهة هذا الانحياز الاميركي السافر لاسرائيل رغم ان مصالح الولايات المتحدة الاميركية لا تقتصر على اسرائيل كما يراها قادتها بل انها ثمن يشكل اوسع واكبر في الاخطار العربية والاسلامية التي لو اتخذت موقفا موحدا ازاء قضيتها المركزية – قضية فلسطين – لاستطاعت ان تضع الولايات المتحدة أمام مسؤولياتها ولغيرت الموقف الاميركي منذ أمد بعيد.

واذا كان المثل العربي «ما حك جلدك مثل ظفرك» صحيحا فان على العالم العربي والاسلامي ان يدرك ان استمرار هذا الاستحقاق الاميركي – الاسرائيلي بقضاياه المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لا يمكن ان يتوقف اذا لم يبادر الى الدفاع عن حقوقه وقضاياه بمواقف جادة حقيقية مستخدما كل اوراق الضغط المشروعة في الدفاع عن هذه الحقوق والقضايا، واذا لم يقف العالم العربي – الاسلامي بقوة الى جانب الشعب الفلسطيني الصابر المناضل والى جانب قيادته التي تسعـى جاهدة الى الانتقال بالشعب الفلسطيني نحو بر الأمان .. نحو الحرية والاستقلال.

الاخبار العاجلة