صيدم في “مؤتمر الطالب”: نريد تعليما يضع فلسطين على خارطة المعرفة عالمياً

6 نوفمبر 2016آخر تحديث :
صيدم في “مؤتمر الطالب”: نريد تعليما يضع فلسطين على خارطة المعرفة عالمياً

أكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، أن الوزارة لديها مهام عظيمة ومسؤوليات كبيرة، وتبذل قصارى جهدها من أجل الوصول إلى جيل قادر على صناعة المعرفة.

وقال صيدم في كلمته بمؤتمر: “الطالب الفلسطيني في عالم معرفي ورقمي متغير”، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم الأحد، في قاعة الهلال الأحمر بمدينة البيرة، والربط عبر تقنية الفيديو كونفرنس مع المشاركين من جامعات قطاع غزة، “نريد تعليماً يضع فلسطين على خارطة المعرفة عالمياً”.

وشدد على ضرورة تعزيز روح الإصرار والإرادة والمضي قدماً في تطوير التعليم والاستفادة من قصص النجاح الملهمة ومنها المعلمة حنان الحروب ومدرسة طلائع الأمل، مؤكداً أن الوزارة ومن خلال طواقمها تعمل على رفد الطلبة بالمهارات والمعارف التي من شأنها خدمة الأهداف التربوية المراد تحقيقها.

واطلع صيدم المشاركين والحضور على المستجدات التربوية الراهنة والتحديات التي تواجهها العملية التعليمية التعلمية خاصة في القدس التي تعاني من سياسات الأسرلة والاعتداء على الأسرة التربوية، معرباً عن تقديره وشكره لكافة المشاركين والقائمين على هذا المؤتمر الذي يعكس روح الاهتمام بالطالب الفلسطيني.

ونيابة عن الوزير صيدم كمتحدث رسمي في الجلسة الرئيسة، أكد وكيل بصري صالح أن الطالب يعد بمثابة المحور الأبرز والأهم في محاور العملية التربوية التعليمية، الأمر الذي يتطلب تكامل هذه المحاور؛ حيث يحتاج الطالب المتفوق إلى معلم مبدع وإلى منهاج مميّز، لتنتج هذه التكاملية نجاحاً باهراً يؤدي إلى نتائج طيبة ومخرجات تشير إلى إحداث فرق في المسيرة التربوية.

وأشار إلى مهارات القرن الحادي والعشرين وارتباطها بالعملية التعليمية التعلمية، مشدداً على ضرورة أن يكون منطلق الوزارة واضحاً بهذا الخصوص من أجل ضمان التحرك في إطار عالم متغير، لافتاً إلى أن الوزارة تنظر إلى الطالب بشكل شمولي الأمر الذي يتطلب من الجميع الحديث عن الإنسان ككائن متكامل ويمتلك من الخصائص الكثير التي تمكنه من إدراك الغايات المنشودة.

وتطرق صالح إلى الجهود التي بذلتها الوزارة في هذا السياق حيث عملت على تدريب المعلمين وتأهيلهم وإلى تحسين واقعهم وتطوير المناهج الدراسية لتلائم ميولهم وتوجهاتهم، وتطوير آليات امتحان الثانوية العامة، والامتحانات بشكل عام، ضمن خطط علمية وتربوية مرسومة المبادئ والأهداف والنتائج بعيداً عن التجريب والعشوائية والارتجال.

بدورها، أوضحت القائم بأعمال مدير عام العلاقات الدولية والعامة نسرين عمرو، أن هذا المؤتمر جاء انسجاماً مع فلسفة التربية الحديثة الداعية إلى أن يكون الطالب هو محور العملية التعليمية، ومعتمداً على ذاته في الحصول على المعلومات وليس مجرد مستمع، الأمر الذي لن يتأتى إلا بتوفير الفرص وافساح المجال له للقيام بنشاطات مختلفة تعزز مهارات التفكير العليا، ما يتطلب من المعلم اعتماد أساليب مختلفة في التدريس، يتبعها أساليب مختلفة لقياس نسبة تحصيل الطلبة.

ودعت إلى توفير المناخ الصفي الذي يراعي خصائص الطالب وميوله واتجاهاته واحترام رغباته، بحيث تكون المدرسة مكاناً محبباً إليه، وصديقة له بالفعل، خاصة في المراحل الأولى إذ يكون الطفل مولعاً باللعب، الأمر الذي يتطلب من المعلم أن يعتمد استراتيجية التعلم باللعب خلال هذه المرحلة، واستخدام الدراما وغيرها.

وقالت: “علينا أيضاً احترام شخصية الطالب والسماح له بحرية التعبير وتنمية القدرة لديه على التفكير، وربط الجانب النظري بالعملي، وتعويده على القيام بأعمال جماعية مثل عمل مشروع أو إنتاج وسيلة وغيرها؛ من أجل الارتقاء بالعملية التعلمية التعليمية التعلمية”.

من جانبه، أشار مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر محمد الطيطي، إلى أن ما يشهده العصر الراهن من تغيرات سريعة في شتى المجالات التقنية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية تؤثر وتمس صميم الهياكل التربوية للفرد والمؤسسات التعليمية وغيرها، مؤكداً أنه يقع على عاتق المؤسسات التربوية العبء الأكبر في تقديم هذه المبادرات وفق الصيغ المقبولة اجتماعياً وثقافياً.

وقال: “لم يعد الهدف يقتصر على إكساب الطالب المعارف والحقائق فقط بل تعداه إلى تنمية مهاراته وقدراته وبناء شخصيته ليكون قادراً على التفاعل مع متغيرات العصر وقادراً على صناعة حياة جديدة قائمة على السيادة لا التبعية وفق تعليم دينه ومجتمعه”.

ولفت الطيطي إلى أن هذا الواقع يفرض على المؤسسات التربوية أن تقدم حلولاً للاستفادة منها وتوظيفها في النسيج التربوي بما يتماشى مع أهدافها، معتبراً أن دمج التقنية في عملية التعليم والتعلم لم يعد ترفاً بل أصبح مطلباً حيوياً لتطوير البنى والهياكل التربوية لما تقدمة التقنية من نقلة نوعية في إعادة صياغة المنهج بمفهومه الشامل والرفع من مستوى المخرج التربوي وذلك بجهد أقل ونوعية أفضل.

وحول الأوراق العلمية المشاركة في المؤتمر، بين مقرر اللجنة العلمية للمؤتمر محمود أبو سمرة، أن اللجنة العلمية للمؤتمر حرصت على تحقيق أهداف هذا المؤتمر، من خلال التواصل مع تربويين من الميدان التربوي، للمشاركة بأوراقهم العلمية، حيث استقبلت اللجنة 70 مقترحاً لأوراق علمية، انسجم منها مع محاور المؤتمر 54 مقترحاً.

وقال إنه تم مراسلة مرسليها لاستكمال اجراءات دراساتهم وفق المعايير المنهجية للبحث العلمي، وخلال الفترة المحددة استقبلت اللجنة 44 دراسة مكتملة، تم تحكيمها من قبل أعضاء اللجنة العلمية في المحافظات الشمالية والجنوبية من الوطن، تحكيماً يضمن سلامة المنهجية البحثية؛ إذ اجتازت مرحلة التحكيم 26 ورقة علمية، وهي مجموع الأوراق المشاركة في هذا المؤتمر.

وأوضح أبو سمرة أن الأوراق تم تصنيفها كالتالي: ورقة واحدة من العراق الشقيق، وهي الورقة الوحيدة من خارج فلسطين، و6 أوراق علمية من المحافظات الجنوبية، و20 من المحافظات الشمالية، وبلغ عدد الباحثين المشاركين في هذه الأوراق العلمية 38 باحثاً/ة (عدد الباحثات 19، وعدد الباحثين 19 مناصفة.

بدوره، لفت مدير عام مدارس دار المعرفة الداعمة للمؤتمر سميح أبو ارميلة إلى الانجازات التي حققتها مدارس دار المعرفة خاصة حصولها على المركز الأول في مسابقة الروبوت التعليمي على مستوى الوطن والعالم العربي، مشيداً بحرص القيادة التربوية واهتمامها بتوظيف التكنولوجيا في التعليم، سيما من خلال إطلاق برنامج الرقمنة.

وقال: “إن المنظومة التعليمية في القدس الشريف تمتاز بطابع خاص يختلف في مضمونه وجوهره عن باقي أجزاء هذه المنظومة، فهي تعاني من سياسات الاحتلال وضعف الإمكانات.

واشتمل المؤتمر، ثلاث جلسات، الأولى الرئيسة جاءت بعنوان: “معايير المنظومة التربوية السليمة المتعلقة بالطالب الفلسطيني”، وترأسها د. محمود أبو سمرة وأقرها د. كمال سلامة، ود. عطا درويش، وتحدث فيها د. بصري صالح “الطالب الذي نريد” وأ.د محمد السبوع “التعليم المدرسي مدخل للتعليم الجامعي” وأ.د يوسف عودة “الطالب الفلسطيني في ضوء منظومة الإرشاد الفلسطيني” وأ. ثروت زيد “معايير بناء المناهج المطورة”.

وتناولت الجلسة الثانية “الواقع التربوي والتعليمي للطالب الفلسطيني” ترأسها د. الطيطي وأقرها د. منال أبو منشار ود. حمدي أبو جراد، وشارك فيها أ.د زياد بركات “مستوى تأثير ازدحام الصفوف المدرسية في نتاجات العملية التعليمية في المرحلة الأساسية في محافظة طولكرم من وجهة نظر المعلمين” ود. بسام زهدي “معوقات التحصيل الدراسي في العلوم لدى طلبة المرحلة الثانوية في محافظة شمال غزة” وأ. عبلة مصطفى وأ.د خولة الشخشير “واقع غرف المصادر في المدارس الحكومية التابعة لمحافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها “دراسة حالة”، ود. معتصم مصلح ود. مفيد جاد الله “تقديرات معلمي المرحلة الأساسية الدنيا 1-4 لأسباب ضعف التحصيل العلمي في المدارس الحكومية في محافظة رام الله والبيرة” وأ. مها محمد عيسى ” أسباب تدني تحصيل طلبة الصف الحادي عشر في مبحث اللغة الانجليزية من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية ومديري المدارس الثانوية في محافظة بيت لحم” ود. سعاد العبد “الصعوبات التي تعيق استخدام التعليم الإلكتروني كأسلوب تدريس ومقترحات لعلاجها في المدارس الحكومية في محافظة بيت لحم من وجهة نظر المعلمين”.

وحملت الجلسة الأخيرة عنوان: “الواقع التربوي والتعليمي للطالب الفلسطيني” ترأسها د. معين جبر وأقرها أ.د سامي الباشا وتحدث فيها أ. نادية حنون “مدى توفر معايير الجودة الشاملة في البيئة المدرسية من وجهة نظر طلبة المرحلة الثانوية في مديرية نابلس” ود. حازم زكي وأ. محمد أبو جاسر “معوقات توظيف الأجهزة الذكية في تنمية القدرات الإبداعية الرياضية لدى التلاميذ المتفوقين بالمرحلة الأساسية وسبل الحد منها” وأ. هدى عزت دبلان “مستوى وعي المعلمين لأهمية استخدام تكنولوجيا التعليم في مدارس مديرية نابلس”، ود. فرج أبو شمالة “درجة ممارسة مجالات المنظمات المتعلمة كما يراها المعلمون/ات في مدارس التعليم العام في محافظات غزة” ود. داود كسابري ود. حسين حمايل “واقع استخدام معلمي المدارس الفلسطينية في القدس التعليم الإلكتروني في الغرف الصفية”.

يذكر أن المؤتمر التربوي، الذي يعد الأول من نوعه، سيتضمن في يومه الثاني عدة أوراق علمية مماثلة سيقدمها المشاركون خلال ثلاث جلسات، وسيتم الإعلان عن التوصيات.

الاخبار العاجلة