لعبة “فورتنايت” تمكن الأطفال من الإبلاغ عن تعرضهم للعنف خلال فترة العزل 

15 يونيو 2020آخر تحديث :
لعبة “فورتنايت” تمكن الأطفال من الإبلاغ عن تعرضهم للعنف خلال فترة العزل 

صدى الاعلام_ رام الله: مكّنت لعبة “فورتنايت” الإلكترونية الشهيرة، أكثر من 350 طفلًا ومراهقًا يتعرضون لسوء المعاملة خلال فترة العزل في فرنسا، من البوح بأسرارهم إلى بالغين “فعليين” متجسدين في شخصية افتراضية مجنحة باللون الأزرق.

وأشرفت جمعية “الطفل الأزرق” الفرنسية لحماية الأطفال على هذه التجربة غير المسبوقة، آملةً أن تمهد لآلية دائمة حتى تصبح فيها الألعاب الإلكترونية وسيلة إبلاغ للأطفال المعرضين للخطر.

ورأت مديرة الجمعية، لورا موران، أن “هذه العملية التي لا مثيل لها في الخارج، هدفت إلى تجاوز التحدي الأكبر الذي يواجهه مساعدو القُصّر ضحايا سوء المعاملة، وهو السماح للطفل بالكلام، وللبالغ برصد وجود مشكلة، لكن الشباب لا يستخدمون الوسائط، لذا علينا أن نجد طرقا جديدة للتواصل معهم”.

وأشارت موران إلى أن “متطوعي الجمعية دخلوا عالم فورتنايت الافتراضي بشخصية ‘الطفل الأزرق‘، وتناوبوا لكي يجعلوها تستمر يوميًا مدة شهر حتى الساعة 22.30، بغية نجدة أكبر عدد ممكن من الأطفال المعرضين للخطر”.

وأوضحت أن “مهمة هذه الشخصية الافتراضية هي الرد على اللاعبين الصغار الذين يمارسون اللعبة بالتزامن معها، ويريدون الحديث عن مشاكلهم الخاصة”، مضيفةً أنه “في غضون شهر تواصل 1200 لاعب تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسابعة عشرة مع الشخصية المجنحة، وهو عدد لافت للغاية”.

وأوضحت الجمعية أن الشباب ضغطوا على زر الإبلاغ بداعي الفضول في معظم الأحيان، إلا أن 30% منهم أفصحوا عن مشاكل متفاوتة الخطورة، وأشار البعض إلى أنهم في وضع خطر جدًا، فوجّهتهم الجمعية بدورها إلى جهات متخصصة في محاربة العنف الأسري، والتحرش المدرسي، والتنمر.

وحرص القائمون على المشروع على إبلاغ اللاعبين الشباب بالإمكانية المتاحة أمامهم دون لفت انتباه الأهل، وذلك بتجنب الترويج لمشروعهم عبر وسائل الإعلام العادية، وبالاستعانة بمؤثرين معروفين في أوساط رواد هذه الألعاب.

وقال الناطق بلسان وكالة “أفاس سبورتس أند إنترتنماينت” التي أشرفت على العملية، فابريس بلازول، إنهم “بثوا عبر شراكة مع فرق محترفة في الرياضة الإلكترونية، ومؤثرين لديهم ملايين المشتركين، رسائل تفسر كيفية الاتصال بالشخصية الافتراضية عبر موقع “سنابتشات” و”إنستغرام”، فضلًا عن منصة “تويتش” التي تبث مباشرة مقاطع من ألعاب فيديو”.

وأشار بلازول إلى أنه “ورد في الرسائل التي تبثها الشخصية الافتراضية المسؤولة عن رصد مخالفات إساءة معاملة الأطفال، نص يطلب من الطفل أن يرفق حساب ‘إبيك أنفان بلو‘ عبر ‘فورتانيت‘ إذا كان ضحية أي شكل من أشكال العنف”.

وأضاف بلازول أن “الجيد هو أن هذه وسائل لا يرجح أن يطلع عليها الأهل، إذ نظرًا إلى أن الأطفال كانوا محجورين من دون أي وسيلة أخرى للإبلاغ، كان فعلا من المأساوي أن يتنبه أحد الأهل المسيئين للآلية ويوقف منصة اللعب”.

وأكدت موران أن “هذه العملية أكدت أنها تُشكل نهجًا مشجعًا لتسهيل كلام الأطفال ضحايا سوء المعاملة عبر الألعاب الإلكترونية، لكن ينبغي الآن الذهاب أبعد من ذلك والتفكير بطريقة اعتماد هذا النهج على المدى الطويل”.

يُذكر أن الجمعية نجحت في تشكيل مجموعة عمل ستجمع اعتبارًا من أيلول/ سبتمبر، إلى جانب مصممي ألعاب إلكترونية، قضاة وعناصر من وحدات الشرطة المتخصصة، فضلًا عن أمانة الدولة لحماية الطفال.

الاخبار العاجلة