استمرار الاحتجاجات الأميركية وإحياء ذكرى إنهاء العبوديّة

20 يونيو 2020آخر تحديث :
استمرار الاحتجاجات الأميركية وإحياء ذكرى إنهاء العبوديّة

صدى الاعلام _ رام الله: تتصادف الاحتجاجات الأميركيّة المستمرة على مقتل جورج فلويد منذ أواخر أيار/ مايو على يد شرطي أبيض، اليوم السبت، مع الذكرى الـ155 لإنهاء العبودية، وأحيا الآلاف من الأميركيين الذكرى عبر تظاهرات احتفالية، وأُسقط خلالها التمثال الوحيد في واشنطن لجنرال كونفدرالي صباح اليوم السبت.

وقالت الناشطة، تابيثا برنارد خلال مشاركتها في تظاهرة الجمعة في نيويورك “أنا امرأة سوداء، أعيش في هذا البلد منذ 20 عامًا، وأنا هنا لأقول إن حياة السود مهمة، حياة أولادي وأشقائي، لنتمكن من العيش في بلد آمن”.

وعمّت احتفالات الذكرى التي تعرف بـ”جونتينث”، وهو “يوم التحرير” الذي أدرك خلالها “العبيد” في غالفستون في تكساس أنّهم صاروا أحرارًا، كافة مناطق البلاد.

في واشنطن، أسقط متظاهرون، أمس الجمعة، تمثال الجنرال الكونفدرالي ألبرت بايك، وهو التمثال الوحيد لشخصية كونفدرالية في العاصمة.

تمثال الجنرال الكونفدرالي ألبرت بايك (أ ب)

وندّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على “تويتر” بالحادث الذي وصفه “بالعار على بلادنا”، بعدما نشر بيانًا مشتركًا مع زوجته ميلانيا بمناسبة ذكرى إنهاء العبودية أشاد فيه “بالتحرير”. واتهم شرطة واشنطن بأنها “لم تقم بعملها ووقفت متفرجة على التمثال وهو يسقط ويحرق”.

وتركزت التظاهرات المنددة بـ”العنصرية والقمع وعنف الشرطة” التي تم تنظيمها بدعوة من النوادي المحلية لكرة السلة في محيط النصب التذكاري لمارتن لوثر كينغ في العاصمة، أمس الجمعة.

وغلبَ على التظاهرة التي خرجت قرب البيت الأبيض، الطابع الاحتفالي حيث رقص المئات على وقع موسيقى “غو غو” الشعبية التي نشأت في واشنطن في الستينات والسبعينات، قبل أن يسيروا في شوارع وسط المدينة.

وأوضح الناشط جوشوا هاغر أنه “لا يمكن لنا أن نزيل كافة عناصر الشرطة العنصريين”، لكن “نريد أن يطرد غالبيتهم ويحاسبوا”.

وأعربت صديقته، يمينا بن قريرة عن أملها في أن يتعلم الأميركيون الأفارقة التاريخ بشكل أفضل حتى يدرك الجيل الجديد حقيقة التمييز العنصري.

في الأسابيع الأخيرة، تكثفت الدعوات إلى إزالة النصب التذكارية لشخصيات لعبت دورًا في معسكر الفدراليين خلال الحرب الأهلية (1861-1865)، والمنتشرة بكثرة في جنوبيّ البلاد.

وشكّلت وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد (46 عامًا) اختناقا في نهاية أيار/ مايو في مدينة مينيابوليس، بعدما جثا الشرطي الأبيض ديرك شوفين على عنقه لأكثر من ثماني دقائق وسط مناشداته المتكررة بعبارة “أعجز عن التنفس”، الدافع الرئيسي خلف الحركة الاحتجاجية المناهضة للعنصرية.

متظاهر أميركي، يحمل العلم مقلوبًا (أ ب)

وبعد ستين عامًا على حركة الحقوق المدنية، تبقى الأقلية السوداء (13% من السكان)، مهملةً إلى حد كبير. وفضلًا عن كونها تعاني أكثر من الفقر والإهمال الصحي، فهي أيضًا غير ممثلة بما يكفي سياسيًا، بينما يشكل السود الغالبية في السجون.

وأججت الغضب أيضًا حادثة شهدتها مدينة أتلانتا في 12 حزيران/ يونيو، حينما أطلق شرطي ابيض رصاصتين على ظهر الأميركي الأسود ريتشارد بروكس الذي كان يحمل آلة صعق كهربائي بيده ويحاول الفرار من الشرطة. وكما في مينيابوليس، أقيل الشرطي واتّهم بالقتل.

وأعلنت بلدية لويسفيل في قضيّة أخرى، تسريح شرطي متورط في وفاة الممرضة السوداء بريونا تايلور، التي قتلت في شقتها في آذار/ مارس.

وعلى الرغم من أنّ دونالد ترامب ندد بمقتل فلويد وبروكس، لكنّه أضاع فرصة الظهور كرئيس جامع. فبدلًا من ذلك، انتقد المتظاهرين مستخدمًا عبارات نُظر إليها على أنّها تحمل إيحاءات عنصرية.

وعشية هذا التجمع الذي أراد ترامب من خلاله إعطاء زخم جديد لحملته الانتخابية، شهدت المدينة احتفالات بمناسبة ذكرى إنهاء العبودية.

وسخر كريس وهو رجل أسود يبلغ من العمر 30 عامًا من الرئيس الذي قال إنه السبب بجعل هذه المناسبة “شهيرة جدًا”. وأكد كريس أنه “لا يمكن لأحد من مؤيديه التظاهر بتجاهل الماضي العنصري لأميركا العظيمة التي يريدها” ترامب.

واعتبر المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن تصريحات خصمه بأنها “مشينة”. وأعرب النائب السابق للرئيس باراك أوباما عن “ثقته” بتحقيق عدالة عرقية في الولايات المتحدة.

الاخبار العاجلة