أعلنت منظمة أطباء بلا حدود إنها سترفض من الآن فصاعدًا تمويل الاتحاد الاوروبي وأي من الدول الأعضاء فيه، احتجاجًا على سياسات الردع التي ينتهجها وتكثيفه الجهود لابعاد المهاجرين عن الشواطئ الاوروبية.
وقال السكرتير العام جيروم أوبريت إن المنظمة ترغب بهذا القرار أن تبتعد عن مصادر تمويل تدعم السياسات الراهنة إزاء اللاجئين، والتي تفضي إلى نتائج كارثية على من هم في حاجة للمساعدة.
وأضاف أن ما تطالب به المنظمة هو أن تحدث أوروبا تحولاً كبيرًا من سياسة إعادة اللاجئين لبلدانهم إلى سياسة حماية ومساعدة من هم في أمس الحاجة بسبب الأوضاع السيئة التي نراها اليوم في العالم، موضحًا أن منظمته ستبحث عن مصادر تمويل أخرى.
وقالت المنظمة في مؤتمر صحفي عقد أمس الجمعة إن هذا القرار فوري ويطبق على كل مشاريع أطباء بلا حدود في العالم.
أطباء بلا حدود تنتقد اتفاق تركيا والاتحاد الاوروبي
وانتقدت “أطباء بلا حدود” اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيافي آذار \ مارس الماضي، حيث تتصدى تركيا بموجبه للهجرة غير المشروعة عبر أراضيها مقابل مكافآت مالية وسياسية، وذلك بإعادة المهاجرين الذين يصلون اليونان عبر بحر ايجة إلى تركيا.
ونتج عن هذا الاتفاق إغلاق طريق الهجرة في البلقان وتراجع عدد المهاجرين الوافدين إلى السواحل اليونانية، ووصف أوبريت الاتفاقية المذكورة بأنها تناقض المبادئ الاساسية التي تدعو لمد يد المساعدة لمحتاجيها. وقال “من المهم للغاية أن نرى الناس الحقيقيين بدلا من كرة القدم السياسية التي تحولوا لها”.
ونددت المنظمة بعزم الاتحاد الأوروبي “خفض المساعدة التجارية والتنموية” للدول الأفريقية، الأمر الذي “لن يساهم في وقف الهجرة إلى أوروبا ولن يسهل العودة القسرية”.
وقالت المنظمة إن المرضى الذين تعتني بهم لن يتأثروا بهذا القرار، مضيفةً “سنستخدم تمويل الطوارئ المتوفر لدينا من اجل الاستمرار في مشاريعنا.”
وتمول أنشطة أطباء بلا حدود من هبات خاصة بنسبة 92%، لكنها تؤكد أن رفض الأموال الأوروبية لا يعني التخلي عن بعض برامجها. وقد تكفلت المنظمة في أوروبا وحوض المتوسط بمئتي ألف شخص من مختلف الأعمار منذ بداية العام 2015، وأسهمت في إنقاذ المهاجرين على متن قوارب الموت.
المفوضية الأوروبية ترد
وفي رد المفوضية الأوروبية قال المتحدث باسمها مارجاريتيس شيناس إن أطباء بلا حدود ليست شريكًا منفذًا لمساعدات الاتحاد الأوروبي وإن قرارها لن يؤثر على مساعدات الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا أو حتى على عمليات المنظمة التي تحصل في الوقت الراهن على مساعدات الاتحاد الأوروبي.
يجدر بالذكر أن المنظمة التي تنشط في مناطق الكوارث في جميع أنحاء العالم ستخسر 37 مليون يورو من تمويل دول الاتحاد الأوروبي و 19 مليون يورو من مؤسسات الاتحاد الأوروبي.