شكرا روسيا

12 نوفمبر 2016آخر تحديث :
epa05626659 Russian Prime Minister Dmitry Medvedev (L) and Palestinian President Mahmoud Abbas (R) shake hands during their meeting in the West Bank city of Jericho, 11 November 2016. Russian Prime Minister Medvedev visits the Palestinian territories following his visit to Israel. EPA/ALEXANDER ASTAFYEV / SPUTNIK / GOVERNMENT PRESS SERVICE POOL MANDATORY CREDIT
epa05626659 Russian Prime Minister Dmitry Medvedev (L) and Palestinian President Mahmoud Abbas (R) shake hands during their meeting in the West Bank city of Jericho, 11 November 2016. Russian Prime Minister Medvedev visits the Palestinian territories following his visit to Israel. EPA/ALEXANDER ASTAFYEV / SPUTNIK / GOVERNMENT PRESS SERVICE POOL MANDATORY CREDIT

بقلم: حديث القدس – القدس

الزيارة الهامة التي قام بها رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الى فلسطين وتأكيده إثر اجتماعه بالرئيس محمود عباس أن روسيا تقف موقفا داعما لتحقيق التطلعات الشرعية للشعب الفلسطيني وأنها ستواصل دعمها لفلسطين سواء عبر دعم سلسلة من المشاريع أو تأهيل كوادر وطنية او تعزيز التعاون الاقتصادي وإعفاء المنتوجات الفلسطينية من الجمارك … الخ واستعداد موسكو لاستمرار جهود الوساطة واستضافة مفاوضات فلسطينية – اسرائيلية، هذه الزيارة وما رافقها من تصريحات ومواقف تؤكد عمق العلاقات الوثيقة الروسية – الفلسطينية واستمرار روسيا في الوقوف الى جانب الحق الفلسطيني في الوقت الذي كشف فيه الموقف الأميركي انحيازا واضحا للاحتلال الاسرائيلي سواء في الدعم غير المحدود السياسي والعسكري والمالي أو عبر غض الطرف عن الانتهاكات الاسرائيلية الجسيمة وتوفير الحماية للاحتلال في المحافل الدولية.

ومما لا شك فيه ان علاقات الصداقة والتعاون الروسية الفلسطينية الممتدة على مدى عقود تشكل رافدا رئيسيا في منظومة العلاقات الفلسطينية الدولية وداعما رئيسيا في الساحة الدولية للحق الفلسطيني ومن أجل تحقيق تطلعات شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال، وهو ما عبر عنه الرئيس محمود عباس في كلمته أمام ميدفيديف حين أعرب عن ثقته بأن روسيا سيكون لها دور فاعل وداعم في أي عملية سياسية في منطقتنا، وحين أشار الى عمق العلاقات التاريخية بين روسيا وفلسطين والى اتفاقيات التعاون التي وقعت سابقا والتي وقعت أمس او إشارته الى اللجنة الوزارية المشتركة والتعاون البناء مع الكنسية الروسية.

واذا كان الاستقبال الحافل لضيف فلسطين وصديقها ميدفيديف في رام الله وأريحا بعمقها التاريخي وافتتاح شارع باسم رئيس الوزراء الروسي في أريحا يعبر فيما يعبر عن العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين وعن تقدير شعبنا وقيادته للدعم الروسي السياسي وكذا دعم التنمية والتطوير في فلسطين، فإننا نتطلع بالتأكيد الى مزيد من تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بما يخدم قضية شعبنا ومبادىء العدل والحرية وإرساء السلام الدائم والعادل في المنطقة.

الاستيطان وشهية اليمين الاسرائيلي !

مع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، كشف اليمين الاسرائيلي آخر أقنعته ببدئه حملة لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة وفرض واقع جديد في الحرم القدسي الشريف وتكثيف هدم المنازل الفلسطينية وصولا الى إعلان الوزير المتطرف نفتالي بينيت، أحد أقطاب هذا اليمين، ان فوز ترامب شكل فرصة لاسرائيل للقضاء على فكرة حل الدولتين ومنع إقامة دولة فلسطين، وهو ما يؤكد حقيقة ان هذا اليمين الذي تمثله هذه الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو لا يؤمن بالسلام وينتظر أية فرصة لتنفيذ مخططات تكريس الاستيطان والاحتلال وإلحاق المزيد من الإجحاف بالشعب الفلسطيني.

لكن ما يتجاهله هذا اليمين الاسرائيلي الذي لا ينتمي الى المؤمنين بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان هو ان الشعب الفلسطيني لم يكن ولن يكون لقمة سائغة أمام شهيته وأطماعه التي تجرأ على إظهارها بوضوح مع فوز ترامب، بل ان شعبنا الذي ظل صامدا مرابطا مناضلا في وطنه من أجل حريته واستقلاله، سيبقى متمسكا بأهدافه الوطنية المشروعة ولن يستطيع هذا اليمين بكل إرهابه وأكاذيبه واعتداءاته أن يكسر إرادة شعبنا أو أن ينال من صموده.

وكان الأجدر بهذا اليمين الاسرائيلي بدلا من المس بأطماع الاحتلال والاستيطان ومحاولة السيطرة على مصير شعب بأكمله ودوس حقوقه، وبدلا من الانتماء الى أعتى الاحتلالات ورفع الشعارات العنصرية وكل ما لا يمت للإنسانية بصلة، كان من الأجدر به أن يدرس التاريخ جيدا وأن يدرك أن شعبنا لم تكسر إرادته كل أساليب القمع وتكسير العظام وكل العقوبات الجماعية، وأن هذا الشعب قادر على الدفاع عن وجوده وحقوقه أمام العدوان السافر الذي يشنه اليمين الاسرائيلي.

كما كان من الأجدر بهذا اليمين ان ينظر الى نفسه بالمرآة ويدرك عزلة الاحتلال على الساحة الدولية ومدى الدعم والتأييد الذي تحظى به فلسطين وشعبها على الساحة الدولية، وأنه لا يحق لا لترامب ولا لغيره التصرف بالحقوق المشروعة لشعبنا.

الاخبار العاجلة