“الرواية والمكان” و”أدب الأسرى”.. ندوتان في ملتقى فلسطين للرواية العربية الثالث

8 يوليو 2020آخر تحديث :
“الرواية والمكان” و”أدب الأسرى”.. ندوتان في ملتقى فلسطين للرواية العربية الثالث

شهدت فعاليات اليوم الأول من “ملتقى فلسطين للرواية العربية الثالث، الذي أطلقته وزارة الثقافة عبر الانترنت، اليوم الأربعاء، ندوتين أدبيتين بمشاركة عدد من الكتّاب والنقّاد.

وأكد الروائي صافي صافي خلال الندوة الأولى بعنوان “دلالات المكان في الرواية العربية والفلسطينية”، أهمية الدور الذي يقوم به الروائيون في رسم المكان كجزء من الوعي الثقافي، وتشجيع الروائيين للكتابة عن المكان بما يليق بهذا الوطن.

من جهته، قال الروائي والكاتب رشاد أبو شاور إن الأرض هي جوهر الصراع، وشعبنا على امتداد مئة عام جبل ترابها بدمه، حيث يعمل عدونا على احتلال وطننا، واقتلاعنا من جذورنا من عمق هذه الأرض، لتخلو له، ولكن فشلت مخططاته، رغم كل ما اقترف، وكل أنواع التآمر، فأجيالنا لا تنسى، ولن تتخلى عن فلسطين.

من جانبه، أشار الروائي والناقد إبراهيم السعافين، إلى أن الرّواية الفلسطينيّة التي صاحبت نشأة الرواية العربية، شهدت تحوّلات كثيرة ومفصليّة، وعاينت قضايا كثيرة برؤية مبصرة، لم تقف عند صدمة وقوع الكارثة وحسب، بل تعدّتها إلى الغوص إلى جوهر المعنى الحقيقي للمأساة، مؤكداً أنّ الرواية الفلسطينية مفتوحة على الأماكن، وعلى حقولها الدلالية محليا وعربيا وعالميا.

بدوره، أكد والناقد والكاتب محمد بكر البوجي أنه لا توجد في الآداب العالمية الأخرى مشكلة المكان كما هي في الرواية الفلسطينية، بسبب حالة تشتت الكتاب في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن “نكبة عام 1948 فريدة في نوعها على مر التاريخ.

أما الروائي والناقد أحمد رفيق عوض فقال “إن المكان يحضر في الرواية، باعتباره ثاني اثنين من أركانها، فلا سرد بلا مكان ولا سرد بلا زمان”، مشيراً إلى أن “حضور المكان في الرواية هو ايدلوجيا، المكان رؤيا وليس رؤية فقط”.

وتحدث في الندوة الثانية بعنوان “أدب الأسرى: تجربة الكتابة والنقد”، الكاتب عصمت منصور، والكاتب أسامة المغربي، حيث أدار وشارك في النقاش حسن عبد الله.

وقال عبد الله “ينبغي أن نؤسس لنوع آخر من النقد في التعامل مع نتاجات الأسرى الأدبية، بحيث يكون ضمن مناهج النقد الأدبي والاشتراطات الفنية، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق الزمني لها وانها كتبت في ظروف مجافية، لافتا إلى أن الجامعات خاصة الدراسات العليا في اللغة العربية والآداب، يمكن أن تضطلع بدور مهم على هذا الصعيد.

بدوره، تحدث منصور عن الكتابة الإبداعية التي تعد نوعا من أنواع المقاومة والصمود، متطرقا لتجربته الخاصة في الكتابة الإبداعية داخل سجون الاحتلال، والظروف التي أنتج فيها مؤلفاته وتركيزه على إعادة صياغة دور ومواصفات البطل في حالة الأسرى من خلال التركيز على صفاته الإنسانية والتحديات التي تواجهه وإصراره على التشبث بالحياة وحبه لها.

وأوضح أن الانتصار الحقيقي الذي يسجله يكمن في قدرته على صون إنسانيته وتفوقه الأخلاقي على السجان وتشبثه بالحياة والحب والأمل وتغلبه على ظروف السجن القاهرة، من خلال انفتاحه الوجداني على الإنسانية وقيمها السامية.

من جهته، تحدث المغربي عن تجربته الاعتقالية واعتقاله وهو في سن (16 عاما) وتعرضه للضرب المبرح بالهراوات ورفاقه في المعتقل، وتطرق لروايته الأولى التي كتبها “العناب المر” في سجن الجنيد المركزي.

ويشارك في الملتقى هذا العام 38 روائيا وكاتبا منهم عشرة مشاركين من ثماني دول عربية هي: الأردن، ومصر، ولبنان، وسوريا، والعراق، والمغرب، والسودان، وتونس.

الاخبار العاجلة