منظمة حقوقية: إسرائيل مسؤولة عن ارتكاب جرائم “أبارتهايد” في الضفّة الغربيّة

9 يوليو 2020آخر تحديث :
منظمة حقوقية: إسرائيل مسؤولة عن ارتكاب جرائم “أبارتهايد” في الضفّة الغربيّة

صدى الاعلام _ رام الله: قالت منظمة حقوق الإنسان “ييش دين”، إن “إسرائيل مسؤولة عن ارتكاب جرائم الأبارتهايد في الضفّة الغربيّة.

جاء ذلك، في وجهة النظر القانونيّة التي نشرتها المنظمة الاسرائيلية اليوم الخميس، حول “الأبارتهايد جريمة ضدّ الإنسانيّة”.

وأشارت “ييش دين” الى أن المستشار القانوني للمنظّمة، المحامي ميخائيل سفراد، هو من قام بصياغة وجهة النظر القانونيّة على ضوء مخطّط الضمّ أحادي الجانب، وبعد 15 عامًا من النشاط القانوني المكثّف من الأبحاث والتوثيق الدقيق لانتهاك حقوق الإنسان من قِبل دولة إسرائيل بموجب القانون الدولي والمواثيق ذات الصلة.

في وجهة النظر القانونيّة الأولى من نوعها، يتوصّل كاتب وجهة النظر المحامي سفراد، بحسب بيان المنظمة، إلى “استنتاج واضح ومؤلم بأن العمليّات الممنهجة التي تنفّذها إسرائيل في المناطق التي تمّ اختبارها، والتي تهدف إلى الحفاظ على فوقيّة فئة معيّنة على حساب الأخرى هي جريمة ضدّ الإنسانيّة، وتسمّى في القانون الجنائي “أبارتهايد”.

“يصعب قول ذلك”، يكتب سفراد، “لكن الاستنتاج الذي تفضي إليه وجهة النظر القانونية أنّ هناك ارتكاباً لجرائم ضدّ الإنسانيّة من نوع أبارتهايد في الضفّة الغربيّة.  مرتكبو الجريمة هم إسرائيليون وضحاياها فلسطينيون”.

تقول منظمة “ييش دين”: إنه “وفقاً للمواثيق والقانون الدولي، جريمة الأبارتهايد معرّفة بأنّها أفعال لا إنسانيّة تُرتكب في سياق سيطرة مجموعة عرقيّة معيّنة على مجموعة عرقيّة أخرى وقمعها بشكل ممنهج، وبهدف الحفاظ على حكم السيطرة والقمع.  التعريف المتعارف عليه اليوم لـ (مجموعة عرقيّة) هو تعريف اجتماعي لا يرتكز على التصنيف الإنساني البيولوجي-الجينيّ، إنّما على الهويّة والتصنيفات السياسيّة لمجموعة من البشر.”

وتضيف المنظمة “وجهة النظر القانونيّة تعتمد على وثيقة روما من المحكمة الجنائيّة الدوليّة، وعلى الوثيقة الدوليّة لقمع جريمة الأبارتهايد والمعاقبة عليها، اللتين تعرّفان الأبارتهايد، وتنصّان على أنّه إضافة إلى وجود الاحتلال في الضفة الغربيّة، انتهجت إسرائيل على مرّ السنوات نظام حكم مزدوج يسري على الفئتين: الإسرائيليّين أصحاب الحقوق، والفلسطينيّين عديمي الحقوق.  وعليه، في حين أنّ مواطني إسرائيل الذين يعيشون في المنطقة المحتلّة نفسها، يتمتّعون بحقوق المواطنين، وخاضعون بالأساس لقانون المواطن الإسرائيلي، بينما الفلسطينيّون من المنطقة نفسها بالضبط، عديمو الحقوق المدنيّة، وخاضعون لحكم عسكري يترأسه القانون العسكري القامع والتشريع العسكري الصارم.

وتختبر وجهة النظر طبيعة السيطرة الإسرائيليّة في الضفّة، والآليّات التي تميّز نظام الحكم هناك، وتسلّط الضوء على سبع آليّات مركزيّة تُنتهَج تجاه الفلسطينيّين: سلب حقوق المواطن، سريان المنظومة القانونيّة المزدوجة، منع التطوير، سياسة الفصل، سياسة مصادرة الأراضي، ملاحقة معارضي نظام الحكم، النقل القسري للسكان. وستنتج ممّا ورد أعلاه أنّ هذه الأفعال تميّز كثيراً طبيعة نظام الحكم، وتعكس جوهره الأصيل، وأن الآليّات التي تنفذها السلطات الإسرائيليّة على أرض الواقع، هي أفعال لا إنسانيّة، كما ورد تعريفها في القانون الدولي.

وقالت المنظمة: إنه “على مدار عقود، عكست إسرائيل للعالم صورة مغلوطة، بأنّ الاحتلال والسيطرة على الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة، وأعمال القمع التي تنفَّذ بحقّهم، هي مسألة مؤقّتة فقط.. لكن اليوم، وبعد 53 عاماً من الاحتلال، يستنتج سفراد أنّ الحكومات الإسرائيليّة نفّذت أعمالاً قلبت الضفّة الغربيّة رأساً على عقب في مجال الأراضي، والبنى التحتيّة، والتشريع، والديموغرافيا، إلى حدّ يشير إلى نيّتها الحفاظ على السيطرة على المنطقة وعلى المحتلّين، وتثبيتها”.

وأضافت “من الواضح أنّ إسرائيل لا تتعامل مع الاحتلال في الضفّة على أنّه مسألة “مؤقّتة”، والادّعاء بأنّ مكانة المنطقة ستُحدَّد بموجب الاتفاقيات والمفاوضات هو مجرد حبر على ورق.”

ويحذّر كاتبو وجهة النظر ويشيرون إلى أنّ مفهوم الضمّ الأحادي الجانب ما هو إلا تعميق الأبارتهايد، وتعزيز الادّعاء بأنّ إسرائيل كلّها هي دولة أبارتهايد.

وفي ملخّص وجهة النظر، كتب سفراد: “استكمال مسار الضم القانوني التدريجي، وبخاصة ضم منطقة معينة في الضفة الغربية في قانون يفرض القانون والإدارة الإسرائيليين فيها، يدلّ على توحيد الأنظمة.  هذا المفهوم قد يعزّز الادّعاءات السائدة بأنّ جرائم الأبارتهايد لا تُرتكب في الضفّة فقط، وأنّ النظام الإسرائيلي بأكمله هو نظام أبارتهايد، وإنّ إسرائيل هي دولة أبارتهايد”.

وناشدت منظّمة “ييش دين” مواطني إسرائيل وكلّ مواطني العالم أخذ المسؤوليّة والعمل بشكل فوري على وقف هذه الجرائم، وأنه يتوجّب على دول ومواطني العالم بأسره أن يهبّوا لوقف ارتكاب جرائم الأبارتهايد في الضفّة الغربيّة.

يقول المحامي ميخائيل سفراد: ” كناشط في حقوق الإنسان، كمحام وكمواطن في دولة إسرائيل، من واجبي أن أقول الحقيقة كما أفهمها أنا، حتى وإن كانت مؤلمة لي شخصياً كإسرائيلي وكيهودي, لا مفرّ أمام مواطني إسرائيل والعالم سوى الاعتراف بالواقع: يرتكب الإسرائيليّون جريمة بشعة مصنّفة على أنّها جريمة ضدّ الإنسانيّة.  جريمة الأبارتهايد تُرتكب في الضفّة الغربيّة حتى قبل الضمّ الأحادي الجانب المخطّط، الذي إن تمّ سيفاقم هذه الجريمة!”.

ليؤور عميخاي، المدير العام لمنظّمة “ييش دين” يضيف: المعنى لارتكاب جريمة أبرتهايد ضد الإنسانية في الضفة الغربية وفقًا للقانون الدولي تُملي علينا واجب عدم التعاطي مع مرتكبي الجريمة والاستمرار بالعمل من منطلق الايمان بأننا نستطيع تغيير الواقع، علينا جميعًا كمواطني دولة إسرائيل وجميع مواطني العالم مناشدة صناع القرار من أجل إيقاف جريمة الاحتلال والأبرتهايد لبعث الأمل في الأجيال القادمة.

يشار الى أن “ييش دين” هي منظّمة مؤلّفة من حقوقيّين ومتطوّعين، وتعمل من أجل تحصيل حقوق الإنسان للفلسطينيّين الذين يعيشون في منطقة الضفّة الغربيّة تحت نظام حكم الاحتلال والأبرتهايد، وقد تأسّست قبل 15 عاما، وتعمل على جمع ونشر معلومات موثوقة ومحدّثة بشأن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة.

الاخبار العاجلة