أيمن عودة نتانياهو يفضل إدارة الصراع ولا يريد دولة واحدة او دولتين

14 نوفمبر 2016آخر تحديث :
أيمن عودة نتانياهو يفضل إدارة الصراع ولا يريد دولة واحدة او دولتين

رام اللهصدى الاعلام 14-11-2016

قال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في البرلمان الاسرائيلي ان حصول القائمة المشتركة على ١٣ مقعدا في الكنيست، عززها عالميا وازداد الاهتمام بها في المحافل الدولية، مؤكداً ان الرد على تنامي اليمين المتطرف في إسرائيل بالمزيد من الوحدة والتلاحم، وكذلك بناء جسور مع قوى ديمقراطية يهودية، علينا أن نردّ بالمزيد من الانخراط في العمل السياسي.

واضاف  عودة، في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية  ان كلمة الديمقراطية الإسرائيلية، كلمة غير صحيحة جذرياً، لأنها بدأت على انقاض شعبنا ، وهي ديمقراطية اجرائية بالنسبة للجماهير العربية الفلسطينية في وطنها.

وقال: “نحن موجودون قبل انشاء هذه الدولة وليس بقرار من نتنياهو وليبرمان بل رغماً عنهما، ولا يوجد قوة في العالم تحرمنا حقنا في البقاء في وطننا فقد جئنا إليه بالطريقة الشرعية من أرحام امهاتنا وليس بسفينة اسمها “رغما عنكم “.

وأضاف عودة:” كما يوجد بحر جميل في حيفا وجبل الكرمل الثابت هناك جماهير عربية فلسطينية ليست اقل ثباتاً وجمالاً وتماسكاً في المدينة وتصر على العيش الكريم والتأثير والحفاظ على وجودها وحقوقها مؤكدا ان المعركة على الرواية وعلى الحق التاريخي، لذلك اسرائيل تسعى الى طمس معالمنا التاريخية لتخفي روايتنا المثبتة بالشواهد على الأرض”.

وحول سياسة نتنياهو تجاه العرب قال عودة  : لنتنياهو رؤية استراتيجية بالتعامل معنا، وهي مدعومة بتجربته السياسية، إذ انه كان زعيماً للمعارضة عندما كان اسحق رابين رئيساً للحكومة، وقد اعتمد رابين على اصوات العرب لانه كان يملك ٥٦ عضو برلمان من اصل ١٢٠ في الكنيست، وكان نتنياهو دائماً يتساءل علناً بأي حق النواب العرب يقررون للدولة اليهودية، مع انهم غير شرعيين حسب وصفه، وفي الانتخابات الإسرائيلية عام ١٩٩٦ كان الفرق بين بيريس ونتنياهو نحو ٣٠ الف صوت، أي يستطيع العربي الفلسطيني مواطن دولة إسرائيل ان يقرر من يكون رئيس الحكومة. نتنياهو فهم هذه المعادلة جيداً وعميقاً، لهذا يعمل بمنهجية على التحريض علينا بهدف نزع الشرعية عنا، ولكيلا نكون قادرين على العمل السياسي الشرعي ونساهم بمنعه ومنع اليمين من تشكيل الحكومة لهذا رفع نسبة الحسم، وحرض علينا يوم الانتخابات الاخيرة بأننا نذهب بالحافلات الى صناديق الاقتراع، ولذلك قال ان النواب العرب يرفعون اعلام داعش، وخطب في اكبر شوارع تل ابيب (الديزنكوف) محرضاً على كل الجماهير العربية، ولهذا مرر قانون الإقصاء في الكنيست، وقبل اسبوع بقرار من نتنياهو قام الائتلاف الحكومي بمقاطعتتا في كل جلسات الكنيست، والهدف هو نزع الشرعية.

واضاف عودة ان الوطن ليس المفهوم الكلاسيكي الذي يتحدث فقط عن التراب، الوطن هو السياق والذكريات بالاضافة الى الذاكرة الجماعية وهو الحب الاول في جامعة حيفا وهو اخي المتزوج في الشمال والعلاقة الاجتماعية الاقتصادية، فحتى لو أبقيت إنسانًا في بلدته ولكنّك غيّرت سياقه ومواطنته، فهذا ليس طردًا من المواطنة وحسب وإنما من سياقه كله، من مكان عمله من علاقاته وبيئته المتنوعة.

فليبرمان وامثاله يريدون الطرد من الوطن والمواطنة، واساس الفكرة ان ليبرمان يقول لا اريد عربا فلسطينيين في إسرائيل، وردنا باننا موجودون قبل انشاء هذه الدولة وليس بارادتها بل رغماً عنها، فهذه الدولة اقيمت من اجل اليهود وليس من اجل كل سكانها .

وقال عودة ان الهدف هو التاريخ والجغرافيا، الهدف الرواية، من هو صاحب هذا البلد، وقد بدأت الفكرة الصهيونية الاساسية بالمقولة التاريخية المضللة والكاذبة، (اليهود شعب بلا ارض يأتون الى ارض بلا شعب) ولكن وجود مسجد الاستقلال والامام عز الدين القسام، ووجود صروح بناها ظاهر العمر زيداني كلها تكذب تلك المقولة تدلل على وجود شعب عريق في البلاد منذ آلاف السنين …هي معركة على الرواية وعلى الحق التاريخي.

 واستطرد عودة ان اسرائيل تسعى الى طمس معالمنا التاريخية خاصة في المدن التاريخية في المقابل نحن نصون مساجدنا ومقابرنا ومقدساتنا ونحافظ على اراضينا ووجودنا وحقوقنا، وللعلم ان مقبرة القسام في بلد الشيخ وتعرف بتل حنان، بلد الشيخ نقوم بصيانة هذه المقبرة دورياً، ويأتي المتطرفون ليعتدوا على ضريح الشيخ القسام ونحن بعد كل اعتداء نقوم بالترميم والصيانة واعادة اعماره، هذه ثقافتهم وحضارتهم وهذا ردنا.

وفي توضيح لمعنى الديمقراطية الاسرائيلية قال عودة : كلمة الديمقراطية الإسرائيلية ،كلمة غير صحيحة جذرياً، بمفهوم واضح إذ انها بدأت على انقاض شعبنا، اي انهم هجروا وطردوا ابناء الشعب الفلسطيني واصبحوا اكثرية ثم قالوا الان نبدأ الديمقراطية! وهي اليوم ديمقراطية اجرائية بالنسبة للجماهير العربية الفلسطينية في وطنها، وانظر الى الميل اليميني الواضح في لدي الجماهير اليهودية، وحركة “ميرتس” تعتبر يسارية وتؤيد الدولة اليهودية، اي يسار هذا الذي يؤيد دولة دينية رغم وجود شعب اصيل في وطنه، هذا يعتبر حسب المقاييس الدولية يمينا ولكن في إسرائيل مصنف انه يسار.

وحول اولويات القائمة العربية في الساحة السياسية قال عودة :ان  اهم اولوياتنا هو البقاء في الوطن، الحفاظ على الهوية الوطنية والتأثير على السياسة العامة في البلاد بما يخدم مصالح وقضايا وثوابت شعبنا، هذه هي استراتيجياتنا في العمل السياسي، في هذه المرحلة نريد زيادة قوتنا لزيادة التأثير على القرار السياسي في إسرائيل هذا التحدي ليس سهلا، نحن نشكل ٢٠٪ من عدد السكان هذا وزن كبير، يجب ان يأخذ دوره ولا تنزع الشرعية عنه، ويجب وضع كل هذا الوزن في المعترك السياسي العام .

لذلك عندما نناضل ضد الاحتلال فهذا أساسا من أجل شعبنا الفلسطيني، فنحن نعمل أيضًا من اجل المواطنين العرب الفلسطيين داخل إسرائيل وهذه قضية جدلية مرتبطة ببعضها البعض وهذه قضية اساسية، والامر الثاني نريد ان نطور قضايا شعبنا تراكمياً، ولا نؤمن بمعادلة اما كل الحقوق او لا شيء ولا بمعادلة جزء من الحقوق على حساب كل شيء …وإنما انجازات وخطوات نحن نعمل وفق رؤية التقدم خطوة بعد خطوة باتجاه كل الحقوق، لاننا مواطنون ولأننا بالأساس أهل الوطن، ونستحق كل الحقوق.

وحول موقف نتنياهو من العملية السلمية قال عودة : استراتيجية نتنياهو واضحة، هو يريد ادارة الصراع وليس حله، والحفاظ على الوضع القائم، هو غير مستعد لدولة واحدة يكون نصف السكان فيها من الفلسطينيين، وفي ذات الوقت لا يريد ان يقيم دولة فلسطينية على حدود ٦٧،ومع ادارة الصراع يعمل وبكل قوة على تعميق الاحتلال والاستيطان .هو لا يريد دولة ولا دولتين، يريد دولة إسرائيلية مع تعميق الاحتلال في الضفة الغربية، وخلق كنتونات فلسطينية هنا وهناك مبعثرة تحت إدارة الاحتلال والجيش.

المصدر – ج القدس

 

الاخبار العاجلة