ولد مارق

14 نوفمبر 2016آخر تحديث :
ولد مارق

بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة

كتبت، ومازلت أكتب هنا وفي كل مكان، أن حركة حماس، جاءت وعملت وتعمل على نشر الفتنة والتكفير في اوساط الشعب الفلسطيني. وهذا ليس تجنيا، ولا شكلا من أشكال التحريض، ولا يهدف إلى مراضاة شخص او حزب او مؤسسة، إنما هو قراءة موضوعية للواقع، وما أفرزته حركة الانقلاب في اوساط الشعب الفلسطيني يفوق ما تقدم من توصيف لأفعال وانتهاكات خطيرة في الشارع الفلسطيني. فماذا يمكن ان نسمي الانقلاب الأسود على الشرعية الوطنية اواسط حزيران 2007؟ وماذا نسمي كل السياسات، التي أعقبته من تطاول على النظام والقانون الأساسي؟ وكيف نصور ونصف الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والديني والاقتصادي في محافظات القطاع؟ وماذا نقول عن مستقبل مشروعنا الوطني برمته بعد الانقلاب الحمساوي؟

سأترك للمواطن الفلسطيني اينما كان الرد وحده على ما طرح من أسئلة وغيرها من الأسئلة ذات الصلة. خشية الادعاء بأن المرء، يحاول إسقاط مواقفه الفكرية والسياسية او الشخصية على حركة الاخوان المسلمين في فلسطين. وقد يقول قائل، وماذا عن الضفة وقيادات منظمة التحرير؟ وألخص الرد، هناك أخطاء ومثالب في الاداء والسياسات. وهناك تقصير هنا او هناك. ولكن كل القيادات في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من حركة فتح إلى أصغر فصيل وبما في ذلك السلطة الوطنية، جميعهم وطنيون، ولم يحيدوا قيد أنملة عن برنامج الاجماع الوطني. ومازالو متمسكين بالاهداف الوطنية حتى تحقيقها. ولم يقع أي منهم في خطيئة الدعوة او التحريض لصالح الانقسام وشق وحدة الصف الوطني. حتى مع حركة حماس ذاتها، ورغم معرفة الجميع من مختلف التيارات والمشارب، بأنها أداة فتنة وتخريب في الساحة الوطنية، غير انهم غلبوا المصلحة الوطنية، واعلنوا بشكل دائم استعدادهم لمد اليد الوطنية للمصالحة وتجسير الهوة معهم لبناء صرح الوحدة الوطنية.

ما تقدم ليس سوى المدخل لما تقوم به حركة حماس بشكل مسبق من خلال دفع بعض أقزامها المارقين كالولد المدعو “بهاء ياسين”، الذي ليس له من اسمه أي نصيب الا عند قيادة الانقلاب الاخوانية في غزة، لأنه يستجيب لغرائزهم العدوانية، المنتجة للكراهية والفتنة في اوساط الشعب. هذا المارق، الذي حباه الله بنعمة الفن الكاريكاتيري، لم يحاول استخدام هذا الفن الجميل والرائع في الدفاع عن الشعب ووحدته وتقدمه ومحاكاة قضاياه الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية بشكل إيجابي، ولجأ لارتكاب الموبقات بحق الإنسان الفلسطيني والعلم رمز الوطنية وعنوانها، وضد ابناء حركة فتح واتهامهم بما ليس فيهم، حيث “كفرهم”، وضد ابو الوطنية الفلسطينية المعاصرة الشهيد الرمز ابو عمار، ولعب على وتر تعميق الانقسام بين ابناء الشعب الواحد، وتطاول على الكل الفلسطيني في محافظات الوطن الشمالية، وشوه صورة منتسبي الأجهزة الامنية الفلسطينية .. إلخ.

هذا القزم الباحث عن الإثارة والظهور على حساب الوطن والمواطن والمشروع الوطني يعمل في مكتب إسماعيل هنية، نائب رئيس حركة حماس، وينشر رسومه الكاريكاتيرية في صحيفة الرسالة الناطقة باسم حركة الانقلاب الحمساوي. وهو ما يدلل على الرعاية والتوجيه من قبل حركة الانقلاب له. ويعكس توجها متناقضا مع ابسط معايير المصالحة والوحدة الوطنية، ويكشف عن الرغبة في مواصلة خيار التشظي وتمزيق الذات الوطنية.

وما حديث المدعو البزم، المتحدث باسم “الشرطة” في غزة الخاضعة للانقلاب، عن “ملاحقة” الولد المارق بعد أن تقدم عدد من الفنانين والوطنيين الفلسطينيين من ابناء محافظات الجنوب ضد عمليات التحريض، التي يبث سمومها بشكل متواصل ضد الشعب ورموزه وابنائه وعلمه الا نوعا من المراوغة والتضليل او الضحك على الذقون. لأن منطقه لا يستقيم مع واقع الحال السائد في القطاع. ثم عن اي ملاحقة يتحدث؟ وأين هو حتى تلاحقه؟ أليس في مكتب نائب رئيس حركتكم الانقلابية؟ وألا يعمل في صحيفتكم الاساسية؟ واذا كنت فعلا تريد ملاحقته، فعلى قيادتك العمل على: أولاً إعادة تأهيله وتأهيل خطابكم السياسي والأمني والثقافي والاجتماعي ككل؛ ثانيا الكف عن بث السموم الانقلابية، والابتعاد عن لغة وسياسة تمزيق وحدة الأرض والشعب والقضية والمشروع الوطني؛ ثالثا العمل على ترميم جسور المصالحة، وتوطين انفسكم في المشروع الوطني فعليا لا ديماغوجيا. لأن الشعب يريد جهود كل ابنائه دون استثناء؛ رابعا إن كنتم فعلا تريدون ملاحقته، اطردوه من العمل في مؤسساتكم الانقلابية والحركية كبادرة حسن نية، ليكون عبرة لمن اعتبر. فهل أنتم فاعلون؟

الاخبار العاجلة