ولفتت المنظمة – في تقرير اليوم /الخميس/ في جنيف – إلى تزايد سريع في عدد الإصابات بالفيروس في إفريقيا، مضيفة أن عدد حالات الإصابة في القارة بلغ 750 ألف حالة إلى الآن، في حين بلغت الوفيات أكثر من 15 ألف حالة، محذرة من أن عدداً من البلدان تقترب من معدل حرج من الإصابات مما يمكن أن يشكل ضغطاً على الأنظمة الصحية، وبالأخص جنوب افريقيا التي تعد حالياً من بين الدول الأكثر تضرراً في العالم.

من جانبها، قالت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة في إفريقيا الدكتورة ماتشيديسو مويتي “التزايد الذي نشهده يضع عبئاً أكبر على الخدمات الصحية في أنحاء القارة”.

وأوضحت أن نحو 10 % من جميع الإصابات على مستوى العالم هي من بين العاملين الصحيين، منوهة بأن المعلومات حول إصابات هؤلاء العاملين في إفريقيا محدودة إلا أن البيانات الأولية تُظهِر أن العاملين في المجال الصحي يشكلون أكثر من 5% من الحالات في 14 دولة في إفريقيا جنوب الصحراء وحدها، وأكثر من 10% من عدد الإصابات الإجمالي في 4 من هذه البلدان.

وأوضحت المنظمة – في تقريرها – أن العجز في معدات الحماية الشخصية أو ضعف تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها يزيد من خطر إصابة العاملين الصحيين، مشيرة إلى أن الطلب العالمي المتزايد على هذه المعدات وكذلك القيود العالمية على السفر أدى إلى نقص الإمدادات.

وفي هذا الإطار، ذكر التقرير أن تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها لا تزال لم تُنفَذ بالكامل في العديد من البلدان الإفريقية، فعندما أجرت منظمة الصحة العالمية تقييماً للعيادات والمستشفيات في جميع أنحاء القارة لهذه التدابير تبين أنَّ 16% فقط من نحو 30 ألف منشأة سجلت درجات تقييم فوق 75%، بينما وجدت العديد من المراكز الصحية التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتنفيذ التدابير الرئيسية للوقاية من العدوى أو لمنع الاكتظاظ.

كما نوهت المنظمة إلى أن 7.8% فقط من هذه المرافق هي التي لديها قدرات عزل، بينما الثلث فقط لديها القدرة على فرز المرضى.
وأفادت المنظمة الدولية بأنها تساعد على سد الثغرات في توريد معدات الحماية الشخصية إلى إفريقيا، وهناك 41 مليون قطعة من معدات الحماية الشخصية جاهزة للشحن من الصين لتغطية احتياجات 47 دولة إفريقية، ومن المقرر أن يبدأ إرسال الدفعة الأولى من الشحنات إلى 23 دولة إفريقية خلال نهاية هذا الأسبوع.

وكشف التقرير أنه نتيجة للجهود المتضافرة التي تبذلها المنظمة الدولية والشركاء، فإن بعض البلدان الإفريقية تمكنت من الحد من إصابات العاملين الصحيين بدرجة كبير، مشيرة إلى أن عدد الإصابات بين العاملين الصحيين في سيراليون على سبيل المثال كان قبل شهرين أكثر من 16% لكنه انخفض الآن إلى 9% فقط، وكذلك في ساحل العاج انخفضت نسبة الإصابات بين العاملين الصحيين من 6.1% إلى 1.4% فقط.