في ذكرى إحراق الأقصى.. مطالبات بحمايته من المؤامرات التي تحاك له في ظل التطبيع المجاني

20 أغسطس 2020آخر تحديث :
في ذكرى إحراق الأقصى.. مطالبات بحمايته من المؤامرات التي تحاك له في ظل التطبيع المجاني

صدى الاعلام – القدس

يصادف غدا الجمعة ذكرى أليمة للأمتين العربية والإسلامية تتمثل بإحراق المسجد الأقصى المبارك، ففي مثل هذا اليوم من عام 1969، أقدم اليهودي الأسترالي الجنسية مايكل دينيس على إشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك القبلة الأولى للمسلمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وتحل الذكرى الحادية والخمسين لهذه الجريمة بالتزامن مع تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في إطار اتفاق ثلاثي مع أميركا يمثل طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني، وسط دعوات للعرب للصلاة فيه تحت محراب الاحتلال.

تضاهي الخسائر المادية التي تسبب بها مايكل دينيس مشعل حريق الأقصى في حينه، الخسائر المعنوية التي تتعرض لها القدس جراء اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وسط تجاهل الحقوق الوطنية الفلسطينية في القدس واعتراف ضمني بسيادة إسرائيل عليها.

الرويضي: لا نقبل زيارة الاقصى من خلال تل أبيب

وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب، وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية.

وقال ممثل التعاون الإسلامي في فلسطين السفير أحمد الرويضي، إن الأطماع الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك بدأت بعد الاحتلال مباشرة عام 1967، وتم رفع العلم الإسرائيلي عليه بعد الاحتلال ثم تراجعت عن ذلك، وبقيت الأوقاف من يتولى ذلك وهذا يؤكد حقنا في القدس.

وقال إن منظمة المؤتمر الإسلامي على سلم أولوياتها المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، وبقيت القضية الفلسطينية مركزية للمؤتمر حتى اليوم، وموقفها يتلخص بدعم مبادرة السلام العربية وحل الدولتين والتأكيد أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وأن القانون الدولي كأساس لأي حل.

وأضاف اننا نرفض أن تتم زيارة المسجد الأقصى إلا من خلال البوابة الفلسطينية، وليس من خلال بوابة الاحتلال وأي أمر مرتبط بالأقصى والقدس يجب أن يتم التعامل معها على أنها محتلة وأن أي اتفاق يخرج عن اعتبارها محتلة يتعارض مع قرارات القمم الإسلامية، وأي اتفاق تطبيع هو تجاوز للقمة الإسلامية التي أكدت مبادرة السلام العربية.

وقال إن المسلمين مرحب بهم دائما ضمن البوابة الفلسطينية وليس من خلال بوابة تل أبيب، مؤكدا في الذكرى الـ51 لحريق الأقصى يجب توفير احتياجات المقدسيين والاقصى ودعم صمودهم في أرضهم للتصدي لمحاولات الاحتلال تهويد المدينة.

القوى الوطنية والإسلامية: شعبنا سيواصل التصدي لكل مؤامرات الاحتلال بالأقصى

واستطاع أبناء شعبنا أثناء اندلاع الحريق إنقاذ ما تبقى من المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل، وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصى، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، كما تعمَّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق.

منسق القوى الوطنية في القدس راسم عبيدات قال لـ”وفا”: إن الاحتلال يواصل استهداف الأقصى والقوى الوطنية والإسلامية في محافظة القدس وفي كل المحافظات وشعبنا سيواصل القيام بدوره كرأس حربة في الدفاع عن المسجد الأقصى.

وأضاف انه من واجب كل المسلمين العمل من أجل إفشال مخططات ومشاريع تقسيم الأقصى ومحاولة الاحتلال وضع قدم له في باب الرحمة؛ وهذا المخطط يجب وضع حد له رغم كل الحالة العربية المتردية التي لا تدعم شعبنا، ونحن في مرحلة خطيرة جدا، وتشهد القدس والأقصى عدوانا شاملا باستهداف الاحتلال ومستوطنيه.

وأضاف ان “اتفاق التطبيع مع الإمارات الذي تضمن زيارة المسجد الأقصى عبر الاحتلال هو تكريس للقدس كعاصمة للاحتلال، وهذا مرفوض فالمسجد الأقصى تحت الوصاية الأردنية والأردن هي المسؤولة عن كل ما يجري في المسجد الأقصى، وما أقدمت عليه الإمارات هي عملية سقوط سياسي وأخلاقي واستراتيجي وتعدٍ على كل قرارات القمم العربية والشرعية الدولية”.

المفتي: الأقصى وقف إسلامي خالص

استذكرت دار الإفتاء الإسلامية في القدس الحريق المشؤوم، وقالت على لسان مفتي القدس والديار الإسلامية الشيخ محمد حسين، إن هذه الذكرى الأليمة تأتي على شعبنا ومدينة القدس والمسجد الأقصى في اللحظات الأكثر صعوبة في تاريخهم.

وأضاف حسين أن حريق الأقصى انتشر منذ ذلك الحين بأشكال متعددة منها الحفريات والاعتداءات والاقتحامات، ومحاولات تغيير الوضع القائم في الأقصى، وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا وغيرها من المؤامرات، وآخرها صفقة القرن التي صادرت القدس بأكملها من أيدي أهلها الشرعيين من خلال اعتبارها عاصمة للاحتلال.

وأوضح حسين أنه في ظل هذه المناسبة الأليمة تأتي معاهدة التطبيع بين الإمارات والاحتلال وهذا مرفوض فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، ويتعارض مع الحرص على المحافظة على المسجد الأقصى، فالقفز على حقوق المسلمين لا يجوز من أي عربي أو مسلم، ولا يحق لهم أن يقفزوا فوق ذلك ويسوّقون هذه الاتفاقية على أنها لصالح شعبنا.

وأشار حسين إلى أن الاتفاقية ليست خدمة للمسجد الأقصى ولا للقدس، وقد صدرت فتوى أنه لا يجوز لأي زائر للقدس أو الأرض الفلسطينية أن يأتي من خلال التطبيع، وأن يكون الزائر بعيدا كل البعد عن التطبيع والاحتلال، وإذا انتقصت مثل هذه الشروط بالقادمين من غير البوابات الشرعية لزيارة القدس مرفوض ومحرم شرعا، لهذا المعلم الإسلامي، ولن نقبل أي زيارة إلا من خلال دائرة الأوقاف الإسلامية وأي زيارة من غير بوابة فلسطين مرفوضة.

الاخبار العاجلة