تزايد الضغوطات الاميركية على القيادة الفلسطينية.. محاولة فاشلة للايقاع بين الشعب الفلسطيني وقيادته تهيئة لفرض حل غير مرغوب فيه

26 أغسطس 2020آخر تحديث :
تزايد الضغوطات الاميركية على القيادة الفلسطينية.. محاولة فاشلة للايقاع بين الشعب الفلسطيني وقيادته تهيئة لفرض حل غير مرغوب فيه

منذ أن تولى الرئيس الاميركي دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني 2017، بدأت الضغوطات الاميركية تمارس على القيادة الفلسطينية، وقد طلبت الادارة الاميركية عبر مدير المخابرات المركزية الاميركية مايك بومبيو عدة أمور ومن أهمها:-

  • وقف التحريض ضد اسرائيل.
  • عدم التوجه الى المؤسسات الدولية للحصول على قرارات لصالح القضية الفلسطينية.
  • عدم التطرق الى الاستيطان.
  • العودة الى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة.
  • وقف دعم “الارهاب”، وهذا يعني وقف صرف مخصصات الأسرى والشهداء.

الرئيس عباس رد على هذه المطالب قائلاً وبكل وضوح أن اسرائيل هي التي تحرض ضد القيادة الفلسطينية، وكذلك تمارس نشاطات استفزازية في القدس المحتلة من خلال اقتحامات يومية يقوم بها مستوطنون للحرم القدسي الشريف.

أما بخصوص الاستيطان، فقد رد الرئيس قائلا وبكل وضوح: اذا استمر الاستيطان، فعلى أي أرض نتفاوض بعد أن يكون الاستيطان قد التهمها كلها.

وفي لقاء الرئيس عباس مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في بيت لحم، عاود الرئيس ترامب اثارة قضية المخصصات الشهرية للأسرى والشهداء مما جعل اللقاء فاتراً وقصيراً جداً.

وعندما حضر المبعوثان الاميركيان جيسون غرينبلات وجيراد كوشنير الى المنطقة، أثارا موضوع صرف مخصصات الأسرى والشهداء، وأصرا على وقف هذه المخصصات بأسرع وقت ممكن! وكان اللقاء فاترا، رغم أنه تناول قضايا أخرى، وكان بعضها جيداً وبأجواء مقبولة.

التضييق على ميزانية السلطة

من أجل اجبار السلطة الوطنية الفلسطينية على وقف صرف مخصصات الأسرى والشهداء، بدأت اميركا، وبتحريض اسرائيلي، على التلويح بوقف المساعدات المالية للسلطة الوطنية، كما وضعت شرطاً حازماً بضرورة صرف المساعدات الاميركية لاغراض غير سياسية، لصالح التنمية والامور الحياتية والثقافية المختلفة فقط.

كما ان اسرائيل لوحت بخصم المبلغ المرصود شهريا لمخصصات الأسرى والشهداء من مبلغ الضرائب التي تجنيه اسرائيل من أبناء الشعب الفلسطيني، وتحوّله للسلطة الفلسطينية.

وعدة دول، وبتأثير اميركي، بدأت أيضاً بتقليص قيمة معوناتها للسلطة الوطنية الفلسطينية بسبب الأوضاع الاقتصادية في العالم، والعجز في ميزانية السلطة يتطلب حلولاً لمواجهته، ومن هذه الاجراءات التي اتخذت:-

  • اضطرار السلطة الوطنية الى إلغاء الامتيازات والعلاوات الممنوحة للعاملين مع السلطة من أبناء غزة لأنهم لا يعملون فعليا، وهذا يعني تخفيض الراتب بنسبة تصل الى 30 بالمائة!
  • عدم استطاعة السلطة الوطنية رفع مساهمتها المالية في تغطية نفقات الكهرباء في القطاع وخاصة التيار الكهربائي الآتي من “اسرائيل”، وتقليص الكهرباء هو خطوة اسرائيلية، ولكن السلطات المحتلة ادعت أن هذا القرار بتخفيض التيار الكهربائي المرسل الى القطاع بنسبة 13 بالمائة جاء بأمر ورغبة من الرئيس عباس الذي نفى ذلك. وهذه هي محاولة للايقاع بين الرئيس عباس وأبناء شعبه.
  • نتيجة الأزمة المالية اضطرت السلطة الوطنية الى وقف صرف رواتب أسرى حركة حماس “الذين تلطخت أياديهم بالدماء”، ورفضت القيادة الفلسطينية وقف صرف مخصصات جميع الأسرى.

لماذا هذه الضغوطات

تمارس الادارة الاميركية أبشع أنواع الضغوطات على الرئيس عباس لعدة أسباب ومن أهمها:-

  1. اجبار الرئيس عباس على القبول بالعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل من دون شروط مسبقة.
  2. اجبار الرئيس عباس على القبول مسبقاً على حل اقليمي “عربي” مع اسرائيل، والا يعارض أي حل يتم التوصل اليه.
  3. عدم الاعتراض على اقامة علاقات بين دول عربية واسرائيل، وعدم شن أي حملة على الدول العربية المطبعة مع اسرائيل.
  4. عدم اجراء أي مصالحة مع “حماس”، وتشديد الاجراءات الفلسطينية ضد هذه الحركة لأنها حسب الزعم الاميركي منظمة “ارهابية”.

خلاصة القول: ان الادارة الاميركية تريد من الرئيس عباس القبول بأي طرح أو حل أو اقتراح تقدمه للسلطة الفلسطينية سواء اكان معارضا للثوابت الفلسطينية أم لا.. بالطبع، فان الرئيس عباس لن يستطيع القبول بهذه الضغوطات وسيواجهها لانه إنْ قبلها، فان ادارة ترامب ستقدم المزيد من الشروط الصعبة مستقبلاً.

وما دام الرئيس عباس متمسكاً بالثوابت الفلسطينية، فان الضغوطات الاميركية الاسرائيلية ستتواصل وستتزايد.. كما ان السلطة الفلسطينية قد تضطر لاتخاذ خطوات لمواجهة هذه الضغوطات وهذه الخطوات تبعد المسافة بين القيادة والشعب.. وهذا ما تريده اسرائيل.. ولكن القيادة الفلسطينية واعية لذلك، ولن تسمح بتمرير هذه المؤامرة والغايات الاسرائيلية الخطيرة.

الاخبار العاجلة