لماذا تراجعت نتفلكس عن صورة إعلان فيلم “cuties”؟

31 أغسطس 2020آخر تحديث :
لماذا تراجعت نتفلكس عن صورة إعلان فيلم “cuties”؟

قدمت المخرجة مأمونة دوكوري الفيلم الدرامي الكوميدي ”cuties“ في يناير 2020، من كتابتها وإنتاج ”sundance“، وقد فاز وقتها بجائزة الإخراج في مهرجان السينما العالمية الدرامية، إلا أن شركة ”BAC films“ أعادت إصدار الفيلم بالفرنسية، وتم عرضه في سينمات فرنسا مؤخرا.

وقبل أيام، عرضت شركة نتفلكس، المتخصصة في الإنتاج والعرض السينمائي، إعلانا ترويجيا للفيلم، محملا بصورة أثارت الجدل وسط المتابعين، وهو ما دفع الشركة إلى التراجع عنها.

الصورة التي أرفقتها شركة نتفلكس مع الإعلان عن عرض الفيلم على منصتها في سبتمبر، أثارت استياء لدى الجمهور.

وقد سارع النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في الإعلان عن رفضهم للصورة التي اعتبروها مسيئة، حيث تكشف عن الطابع الجنسي للحياة عند الأطفال، وليس ذلك فحسب، بل وقع أكثر من 170 ألفا من النشطاء على عريضة ترفض هذا الإعلان، وتعتبره تخطيا صارخا للتقاليد المتعارف عليها، لظهور الأطفال في السينما.

وقد جاء في العريضة أن “ الفيلم يحمل فكرا مخزيا، ويخلق تأثيرا سلبيا على عقول الشباب، و ”يضفي الطابع الجنسي على الفتيات الصغيرات لمشاهدة متعة المتحرشين بالأطفال“.

إلا أن شركة ”نتفلكس“ سارعت إلى تدارك هذا الأمر، فأصدرت بيان اعتذار، قالت فيه: ”نأسف بشدة للعمل الفني غير اللائق الذي استخدمناه في Cuties، لم يكن الأمر جيدا ، ولم يكن ممثلا لهذا الفيلم الفرنسي الذي فاز بجائزة في Sundance عام 2020، لقد قمنا الآن بتحديث الصور والوصف“.

مخرجة الفيلم دوكوري، بدورها، عقبت بعد هذه الحملة المناهضة للفيلم بأنها قصدت إيضاح أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال في سن المراهقة، حيث قالت: ”هذه صورة لفتاة تبلغ من العمر 11 عاما، غارقة في عالم يفرض عليها سلسلة من الإملاءات، كان من المهم جدا عدم الحكم على الفتيات، ولكن الأهم من ذلك كله هو فهمهن، والاستماع إليهن، وإعطاؤهن صوتا، ومراعاة مدى تعقيد ما يعشنه في المجتمع“.

الفيلم الذي تذهب أحداثه إلي منطقة شديدة الخصوصية في حياة الطفلة السنغالية آمي“فتحية يوسف“ التي تبلغ من العمر 11 عاما، حيث تمتلك من صغرها أفكارا تحررية متهورة، وتطمح إلى حياة دون قيود، ولم يكن هذا ما يشغل بال أمها في البداية، لكن قلقها جاء بعد انضمامها لفريق الأطفال الراقص في المدرسة وهو عبارة عن أربع فتيات يتدربن على الرقص تحت لقب ”cuties“.

التطور في شخصية إيمي الذي صاحب مرحلة تعرّفها على الأشياء، جعلها تتفقد تكوينها الجسدي، وتتأمل أعضاءها التناسلية، وتفكر كذلك في حياتها الجنسية، هذا ما أغضب الأم من شخصية ابنتها، الشاذة عن عادات وصفات المجتمع المحافظ من حولها.

تعرض المخرجة بهذا، لقطات عن الخيال الجنسي لدى المراهقات قبل وأثناء مرحلة البلوغ، كما تدمج في الأحداث مشاهد لتحرشات جنسية مع الأطفال، وتكشف عن جانب مبطن لطريقة تعاطي الطفل مع الهاجس الجنسي لديه.

لئن كان تراجع نتفلكس عن إعلان الفيلم جاء استجابة للضغط الجماهيري، لكنه يفتح الباب أمام ثقافة جديدة يحاول الفن العالمي إضافتها، وإثارة الجدل حولها، ألا وهي الحياة الجديدة للأطفال في عصر التطور الرقمي، فلا يخلو بيت من طفل على الأقل يحمل هاتفا نقالا، في الغالب لا رقابة على المحتوى الذي يستطيع الوصول  إليه عبر نافذة الإنترنت.

الاخبار العاجلة