ستُقرع الأجراس ويعلو الأذان

24 نوفمبر 2016آخر تحديث :
ستُقرع الأجراس ويعلو الأذان

بقلم: كمال بالهادي عن الخليج الإماراتية

ارفعوا الأذان من منازلكم، أو من شوارع بلدتكم القديمة، ارفعوا الأذان من الهواتف النقالة، وحتى على صفحات التواصل الاجتماعي. لا يمكن للمحتل أن يسكت صوت الأذان مهما فعل، لأن «الله أكبر» على الغاصبين، ولأن إرادة تهويد القدس والمدن العربية القديمة، لا يمكن أن تتحقق، حتى وإن تخلى كل المسلمين عن نصرة شعب الجبارين..

مشروع القانون الذي يدرسه الكنيست الصهيوني، هو أمر طبيعي ضمن مسار كامل للاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وهو متوقع من حكومة يمينية ما آمنت أبداً بالسلام.

قانون «المؤذن» هو تتمة لسلسلة من القرارات المعادية للشعب الفلسطيني التي ما فتئت حكومة نتيناهو تتخذها. فتعزيز الاستيطان والترحيل القسري للمواطنين من أحياء القدس، وعمليات هدم المنازل بحجة البناء دون ترخيص مسبق، ودعم الاستيطان، الذي بات يخنق المدينة المقدسة، إجراءات تهدف كلها إلى إفراغ المدينة من ساكنيها الأصليين، ودفع من تبقى منهم إلى مغادرتها قسراً، حتى يتم الاستحواذ على الجزء الذي مازال صامداً في المدينة.

إن قرار منع رفع الأذان، هو محاولة لإسكات صوت ظل يرتفع منذ ما يزيد على 1400 سنة. وهي في واقع الأمر، محاولة يائسة، لأن وحدة الفلسطينيين، تبدو أكبر من أن تشقها عصا الكهنة من معبد آل صهيون. وقبل أن يتم التصويت على القانون في الكنيست، سارعت الكنائس إلى رفع الأذن من أعلى أبراجها في تحدٍ صارخ من الوطنيين المسيحيين الفلسطينيين، لسياسات العدو التي لا تستهدف اجتثاث العرب المسلمين فقط، بل تستهدف كل صوت وطني حر مقاوم للمشروع الصهيوني برمته.

ستسعى حكومة الاحتلال إلى اتخاذ خطوات استفزازية مستقبلاً، ولن تتردد في شن هجوم واسع على الفلسطينيين تحت أي ذريعة كانت، لأنها تعتقد أنها في وضع، يسمح لها باستغلال فرصة «الانهيار العربي»، لتهويد القدس. وستسعى خلال مرحلة الرئيس الأمريكي الجديد، الذي يعتبر في الأوساط «الإسرائيلية»، صديقاً مقرباً من نتنياهو، أن تخطو الخطوات التي عجزت عنها خلال فترة أوباما. فهناك تقارير تتحدث عن أن الرئيس الأمريكي الجديد، سيتولى تعيين اليميني المتطرف مايك هوكابي، في منصب سفير للولايات المتحدة في دولة الكيان. وبحسب ذات التقارير، فإن مهمة السفير الجديد، الذي ينكر وجود الشعب الفلسطيني، ولا يعترف بأدنى حقوقه، ستكون إنجاز الوعد الانتخابي للرئيس الجديد، والمتمثل في نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس، في اعتراف صريح بأن القدس هي مدينة «إسرائيلية» بالكامل.

وسائل الإعلام العبرية المؤيدة لنتنياهو، تشير إلى أن ترامب صديق شخصي، لرئيس حكومة الاحتلال، وهذه الصداقة ستجعل نتنياهو أكثر حرية في التصرف وفي تنفيذ البرامج الاستيطانية، لتغيير وجه المدينة ولفرض سياسة الأمر الواقع، وهي السياسة التي مكنت الاحتلال من بسط سيطرته على أجزاء كبيرة من أرض فلسطين، وذلك على مدى أكثر من ستة عقود

وبعد هذا القرار لم يبق للاحتلال إلا أن يحتل المدينة المقدسة، وأن يفرض سياسة الأمر الواقع وبالقوة.

إن عودة المحافظين الجدد إلى إدارة البيت الأبيض، والمرتبطون أشد الارتباط بالفكرة الصهيونية العنصرية، ستكون مرتبطة بأزمة أو بزلزال لا يقل خطورة، عن تلك الأحداث السابقة. وهنا قد تكون القدس هي عنوان تلك الأزمة أو الزلزال الجديد، في منطقة الشرق الأوسط.

الرد الفلسطيني يجب أن يكون قوياً، ويجب أن يكون في حجم أي خطوة يتخذها العدو. وحتى إن بلغ الأمر انتفاضة جديدة يطلق عليها «انتفاضة المآذن»، فعندما يصدح فيها صوت التكبير، فلا أحد يستطيع أن يسكت تلك الأصوات. ولا أحد سيستطيع أن يوقف النداء الأكبر، الذي رفع راية المسلمين منذ قرون.

الرد الفلسطيني الموحد، هو القادر على إسكات صوت العدو، وهو القادر على ضمان استمرار ارتفاع أصوات المآذن وأجراس الكنائس في دعواتها للتوحيد.

ستقرع الأجراس، وسيعلو «الله أكبر» من كل مكان في القدس وفي كل فلسطين التاريخية.

الاخبار العاجلة