وصفت صحف عالمية صادرة، اليوم الثلاثاء، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنها ناجحة في تحقيق السلام الإقليمي، أكثر من الإدارات السابقة، بعد أن توصلت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، إلى تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل.
وتناولت الصحف، القرض الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى بيلاروسيا، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس المحاصر، ألكسندر لوكاشينكو، للحصول على دعم موسكو في حملته لقمع المعارضة.
وفيما تعلق بجائحة كورونا، ركزت الصحف على الانتكاسة، التي أحدثها انتشار الفيروس ببرامج التطعيم العالمية، وتأثيره على الفقر بانضمام نحو 37 مليون شخص، إلى مستوى الفقر المدقع.
تحالف محتمل
قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ إنه على مدار سنوات، كانت جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، عرضة لسخرية لا تنتهي في الدوائر النخبوية للسياسة الخارجية.
وأضافت في مقال كتبه بريت ستيفنز: ”الآن وبعد الإعلان يوم الجمعة الماضي، عن انضمام مملكة البحرين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون ثاني دولة عربية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال 30 يومًا، فإن إدارة ترامب تكون قد نجحت بالفعل، في تحقيق السلام الإقليمي أكثر من الإدارات السابقة، ومن بينها إدارة أوباما التي حاولت بشدة وفشلت بصورة ذريعة“.
وتابع المقال الذي جاء تحت عنوان ”انتصار نادر في الشرق الأوسط، وانتصار لترامب أيضًا“ أن ”الدروس المستفادة من تلك الاتفاقيات، لمن لديه الاستعداد لإدراك الأمور، تتمثل في النصف قرن الضائع في الحديث عن حكمة تقليدية، تتمثل فيما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في فبراير الماضي، بأن حل الصراع العربي الإسرائيلي لا يزال العنصر الأساسي، للوصول إلى سلام دائم في الشرق الأوسط“.
ووصف بريت ستيفنز هذا الفكر، بأنه مثير للشكوك في ظل التطورات التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، والتي كان آخرها انتفاضات الربيع العربي.
وقال: ”على سبيل المثال، قُتل ما لا يقل عن مليون شخص في الحرب العراقية الإيرانية، التي لم يكن لها أدنى علاقة بالفلسطينيين أو الإسرائيليين“.
وأضاف: ”صعود وهبوط تنظيم داعش، الحرب الأهلية في سوريا وليبيا، العدوان التركي ضد الأكراد، الحروب بالوكالة والجوع في اليمن، الاضطرابات السياسية والقمع في إيران، إفلاس الدولة اللبنانية، ومحنة لاجئي الشرق الأوسط، إذا كان هناك شيء مشترك بين كل هذه الكوارث، فإن المؤكد أن إسرائيل أو سياساتها بعيدة تمامًا عنها. ربما لا يزال هناك أمل لإقامة الدولة الفلسطينية، ولكنها لن تنقذ المنطقة مما يحدث فيها“.
ورأى الكاتب، أن أفضل خيار يمكن أن تشهده المنطقة، هو تحالف المعتدلين والمحدثين، فأي شخص في السلطة أو يسعى إلى السلطة، والذي يريد أن يمضي بدولته قدمًا نحو المزيد من التسامح الديني والاجتماعي، والتنمية الاقتصادية، و يجب أن يكون أقل اهتمامًا بالنزاعات القديمة، وأكثر تطلعًا للفرص المستقبلية.
وأكد بريت ستيفنز، أن هذا التحالف هو الأمل الوحيد، لمنطقة تم جرّها إلى هوس التعصب الديني والركود الاقتصادي والتدهور البيئي وسوء الحكم الدائم.
لماذا تغير موقف لوكاشينكو من بوتين؟
أفادت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال، إن بلاده ستمنح بيلاروسيا قرضًا بقيمة 1.5 مليار دولار، وسوف تفي بوعودها فيما يتعلق بالمساعدات الأمنية إلى بيلاروسيا، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس المحاصر ألكسندر لوكاشينكو، للحصول على دعم موسكو في حملته لقمع المعارضة.
وأضافت: ”أشار بوتين إلى أن روسيا ستقوم بتنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا شهريًا، خلال العام المقبل، بالإضافة إلى تنفيذ وعده بنشر قوات شرطة روسية في بيلاروسيا، في أحدث إشارة على أن موسكو مستعدة لاستخدام القوة لمنع الثورة في أقرب الدول التابعة لها“.
وأضافت: ”مناشدات لوكاشينكو إلى روسيا تتناقض بشكل صارخ، مع رفضه العام الماضي لمطالبات بوتين بعلاقات أوثق، لصالح التقارب مع الغرب. وسحبت روسيا دعمها لصادرات النفط، ما سيكلف بيلاروسيا 10 مليارات دولار من عائداتها حتى عام 2024، في الوقت الذي أكد فيه لوكاشينكو مرارًا، خلال حملته الانتخابية، أن هناك قوى في موسكو تريد الإطاحة به“.
وتابعت: ”ولكن بعد التقارير التي أشارت إلى تزوير واسع النطاق في نتائج الانتخابات الرئاسية البيلاروسية، فإن لوكاشينكو، سارع إلى تعديل مساره، وحذّر روسيا من أن السماح بسقوطه يمكن أن يؤدي إلى تشجيع حركة مشابهة ضد بوتين. وقال، إن هذا درس لكل الجمهوريات السوفيتية السابقة، وليس فقط، لبيلاروسيا وروسيا“.
وأردفت: ”تخشى المعارضة أن تكون مبادرات لوكاشينكو مع بوتين على حساب استقلالية بيلاروسيا، في ظل اتفاقية دولة الاتحاد، التي يمكن أن تعزز اعتمادها الاقتصادي على روسيا“.
أزمات صحية موازية لكورونا
قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ إن جائحة كورونا تسببت في حدوث انتكاسة كبيرة لبرامج التطعيم العالمية، حسبما ذكرت مؤسسة ”بيل وميليندا جيتس“ في تقرير لها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن وباء كورونا أضاف 37 مليون شخص إلى مستوى الفقر المدقع، بعد ارتفاع معدلات الفقر بنسبة 7.1% هذا العام، وأدى إلى تراجع شديد في مستويات التطعيم المقدم للأطفال، ضد الأمراض الشهيرة، مثل الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي إلى مستويات عام 2000، كما انخفض -أيضًا- مستوى التطعيم ضد أمراض أخرى، بحسب تقرير آخر لمعهد القياسات الصحية والتقييم، والذي قدّم بياناته إلى مؤسسة ”بيل ميليندا وجيتس“.
ونقلت عن ميليندا جيتس، وهي زوجة بيل جيتس، وهما رئيسا المؤسسة، قولها: ”عندما تسقط في الفقر المدقع، فإنه يكون من الصعب للغاية، أن تجد وسيلة للخروج منه“.
وأضافت الصحيفة: ”عمق النكسات والوقت اللازم لاستعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل كورونا، سيعتمدان على المدة التي يستغرقها التعافي من الوباء، الذي أغرق العالم في أسوأ ركود عالمي، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بحسب تقرير مؤسسة ميليندا وجيتس، والتي طالبت قادة العالم والعلماء إلى العمل سويًا في مجال اللقاحات والعلاج، وتقديمها بشكل عادل في جميع أنحاء العالم“.
وبحسب التقرير، فإن جائحة كورونا أثرت بالسلب على إمدادات وسائل تنظيم الأسرة على الصعيد العالمي، وهو ما تعاني منه السيدات في سن الحمل حاليًا، ما يمكن أن يؤدي إلى وجود ما يقرب من 15 مليون حالة حمل غير مخطط لها على الصعيد العالمي خلال العام الجاري.
