سلطت الصحف العالمية الصادرة الأربعاء، الضوء على المناظرة الأولى التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، كما تناولت الصراع المشتعل حاليًا بين أرمينيا وأذربيجان، ودور روسيا وتركيا في الصراع واستخدام ورقة المرتزقة.
رأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشح الرئاسي جو بايدن تحولت إلى ”مشاجرة وقحة“، حيث لجأ ترامب إلى أسلوب التهديد والمقاطعة في كل مرة كان بايدن يتحدث فيها تقريباً، في الوقت الذي استهجن فيه نائب الرئيس الأمريكي السابق أسلوب ترامب، ووصفه بأنه مهرّج، وقال له ”اخرس“.
وجاء في تقرير للصحيفة، إن ”ترامب، الذي يتأخر في استطلاعات الرأي، ويأمل في إحياء حملته الانتخابية، كان يحاول بوضوح أن يكون الطرف الهجومي في المناظرة، لكنه قاطع بايدن بإصرار مراراً، وجعل الأخير لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه، ما أجبر مدير المناظرة كريس والاس من (فوكس نيوز) على مطالبة الرئيس الأمريكي أكثر من مرة أن يترك الفرصة لبايدن كي يتحدث بحرية“.
وأبرزت هجوم بايدن على ترامب بقوله ”أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق“، في حين ردّ ترامب على منافسه الديمقراطي بقوله ”لقد فعلت في 47 شهراً ما لم تفعله أنت في 47 عاماً“.
واعتبرت أن ”أسلوب البلدوزر الذي اتبعه ترامب يمثل مخاطرة من جانب المرشح الجمهوري الذي يلاحق بايدن المتفوق في استطلاعات الرأي، خاصة في صفوف الناخبين الذين صوّتوا لصالح ترامب في انتخابات 2016، في الوقت الذي لجأ فيه بايدن إلى تغيير أسلوبه بين تجاهل ترامب والحديث مباشرة عبر الكاميرا إلى الناخبين، لكنه استسلم للاستفزاز بتوجيه الشتائم إلى الرئيس، وقال له أنت عنصري وكاذب“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”الأداء البركاني لترامب بدا بمثابة مقامرة لتشويه منافسه بكل الطرق الممكنة، دون أن يبالي بمعايير الدقة واللياقة، ولا يهتم بكيفية التأثير على جمهور الناخبين أو الحدّ من تحفظاتهم على أدائه في فترته الرئاسية الأولى“، منوهة إلى أن ”ترامب لم يفعل أي شيء لعلاج أوجه القصور السياسية لديه، من سوء إدارته لأزمة وباء كورونا، إلى رفضه لإدانة اليمين المتطرف، ولم يكن من الواضح أنه فعل شيئاً في مناظرة المساء كي يجتذب الناخبين غير المقتنعين به، ومن بينهم هؤلاء الذين صوّتوا لصالحه على مضض في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2016“.
مشهد فوضوي
وفي السياق نفسه، وصفت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية المناظرة الرئاسية الأولى بـ“المشهد المحبط“، وأنه ”كان من الممكن أن يكون المصارعون المحترفون أكثر التزاماً بالمشهد الرئاسي مما كان عليه الزعيمان“.
وقالت في مقال افتتاحي إنه ”لم يكن أحد يتوقع مناظرة على طريقة (أبراهام) لينكولن ـ (ستيف) دوغلاس، لكن هل كان يتعين أن تكون مباراة في مصارعة المحترفين، هذا يمكن أن يكون ظلماً بالنسبة للمصارعين، لأنهم كانوا سيظهرون بصورة أفضل مما كان عليه ترامب وبايدن في مناظرتهما الرئاسية الأولى“.
وأضافت ”كان المشهد مليئاً بالإهانات والمقاطعات والأكاذيب، وتضخيم الأمور، تقديرنا أن ملايين الأمريكيين هجروا الشاشات بعد أول نصف ساعة من المناظرة، وكان يتعين علينا أيضاً أن نفعل ذلك، لولا أننا مضطرون للمتابعة كونها جزءًا من عملنا لكسب الرزق“.
وتابعت ”لم ينتصر أحد في هذه الفوضى، لكن بايدن نجح في عبور هذا الاختبار، بعد أن بدا متماسكاً على مدار 90 دقيقة، وأسدى ترامب له معروفاً عندما شكك في قدراته العقلية خلال الأشهر الماضية، لكن بايدن عبر هذا الحاجز، وإن كان ذلك قد تم بطريقة مخططة سلفاً“.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول ”نأمل أن يكون الأداء أفضل عندما يلتقي المرشحان الرئاسيان مرة أخرى في المناظرة الثانية الأسبوع المقبل، ربما يتصرف أحدهما كرئيس“.
حروب المرتزقة
رأت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الصراع المشتعل حاليًا بين أرمينيا وأذربيجان، الذي تطور إلى معارك عسكرية دموية في النزاع القائم بينهما على إقليم ناغورني قرة باغ، تفاقم نتيجة التدخل الروسي والتركي في الصراع عبر المرتزقة.
وقالت الصحيفة في تحليل إخباري، إن ”الموقف أصبح أكثر تعقيداً، نتيجة التدخل التركي، الذي جاء على العكس من المرات السابقة، حيث كانت تطالب بتهدئة التوترات، فإنها حالياً تدخلت بقوة لدعم أذربيجان، وهناك مزاعم حول تورطها مباشرة في القتال، وقال مسؤولون في أرمينيا إن طائرة حربية تركية من طراز إف 16 أسقطت طائرة حربية أرمينية، وهو الاتهام الذي رفضه مسؤولون أذريون وأتراك“.
ونوهت إلى أن ”ما يحدث على الجبهة في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان يشير إلى الظاهرة المتنامية خلال الفترة الأخيرة، وهي استخدام المرتزقة في الصفوف الأولى للحروب خلال القرن الحادي والعشرين. قامت تركيا بذلك عندما أرسلت مئات المرتزقة السوريين إلى ليبيا في حربها التي تخوضها بالوكالة لدعم حكومة فائز السراج في طرابلس“.
وتابعت أن ”تورط تركيا الواضح في أذربيجان يبرز المواجهات الجيوسياسية التي بدأها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بما في ذلك الدخول في الحرب الأهلية الليبية، وتعزيز موقف المعارضين في شمال غرب سوريا، والانخراط في نزاع بحري متوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط، تدخلت فيه فرنسا وحكومات أوروبية أخرى، إضافة إلى معاركها الطويلة مع الانفصاليين الأكراد على طول حدود سوريا والعراق“.
وأردفت ”لكن أنقرة ليست وحدها على هذه الجبهة، فهناك مجموعة فاغنر، شركة الأمن الروسية الخاصة التي نشرت مرتزقة على نطاق واسع في أرض المعركة من شرق أوكرانيا إلى سوريا إلى ليبيا، فمنذ انهيار الدول والمصاعب الاقتصادية التي كانت بمثابة دوافع للإسلاميين كي يتدفقوا على الحرب الأهلية السورية، فإنه في الوقت الحالي يتم نقل الكثير منهم إلى صراعات جديدة تشعلها دول أخرى متصارعة“.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن ”هذا المشهد يمكن أن يجد فرصة جديدة في الصراع المحتدم حول ناغورني قره باغ، لكن خبراء يخشون تفاقم الأمور في ظل انتهاك تركيا لتوازن القوى الحساس في المنطقة“.