التمييز العنصري المتواصل يُفاقم الأوضاع والخدمات الصحية المتردية بين العرب في إسرائيل!

27 نوفمبر 2016آخر تحديث :
التمييز العنصري المتواصل يُفاقم الأوضاع والخدمات الصحية المتردية بين العرب في إسرائيل!

صدى الاعلام- 27-11-2016

تثبت أربعة تقارير مختلفة نشرت في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة واقع التردي الخطير، القائم والمتفاقم، في كل ما يتعلق بالأوضاع والخدمات الصحية بين المواطنين الفلسطينيين في الداخل.

وإذا كانت المعطيات الرسمية قد أشارت إلى أن وزارة الصحة الإسرائيلية قد خصصت أقل من 6.0% فقط من مجمل ميزانيتها في العام 2002 لتطوير المرافق الصحية في المدن والقرى العربية داخل إسرائيل، فإن التقارير الأخيرة تأتي لتؤكد أن هذه النسبة، أو ما يقاربها.

التقرير الأول هو نتائج “المسح الصحي البيئي الأول للمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد” الذي أجرته “جمعية الجليل للبحوث والخدمات الصحية” (مقرها في مدينة شفاعمرو)، والتي ستُطرح تفصيليا وبالكامل خلال مؤتمر خاص تعقده هذه الجمعية في الثلاثين من شهر تشرين الثاني الجاري بعنوان “أزمة الصحة في المجتمع الفلسطيني في البلاد“.

ثُلث العرب في سن 21 عاما وفوق يعانون أمراضاً مزمنة!

وتؤكد نتائج هذا المسح، مما نشر منها حتى الآن، خطورة الأوضاع الصحية والبيئية التي يعاني منها المجتمع العربي في إسرائيل، إذ تبين أن عدد المصابين بأمراض مزمنة من بين المواطنين العرب في إسرائيل قد تضاعف مرتين خلال العقد الأخير وأن نحو الثُلث من بين المواطنين العرب أبناء 21 عاما وما فوق يعانون من أمراض مزمنة! ويحتل مرض السكري المرتبة الأولى بين هذه الأمراض المزمنة، إذ يعاني منه نحو 7ر12% من المواطنين العرب في إسرائيل، يليه مرض ضغط الدم المرتفع بنسبة 11% من المواطنين العرب، ثم مرض ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم بنسبة 10% من المواطنين العرب.

وتبين نتائج المسح، أيضا، أن نسبة المواطنين العرب المصابين بمرض السرطان، على اختلاف أنواعه، قد سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ بلغت نسبتهم الآن نحو 7ر0% من مجمل المواطنين العرب في إسرائيل، مقابل 2ر0% في العام 2004.

وأشار معدّو “المسح الصحي” إلى واقع “عدم توفر أية عيادات خاصة لمعالجة الأمراض المزمنة في الوسط العربي”، وخاصة في شمال البلاد، وحقيقة أن الأغلبية الساحقة من المواطنين يُعالَجون لدى أطباء في عيادات خاصة “وأحياناً، تجد لدى الطبيب الواحد أكثر من 2000 مُعالَج، وهو أمر غير معقول، على الإطلاق“! وهو ما يؤدي، في النتيجة الحتمية، إلى أن “المرضى لا يتلقون العلاج الطبي الملائم، مما يعيق أيضا عملية التشخيص المناسب“!

وأشارت معطيات المسح إلى أن برامج الوقاية والعلاج في إسرائيل تُنظَّم وتنفَّذ للجمهور اليهودي بصورة رئيسية، أي باللغة العبرية، ثم تجري ترجمتها لاحقاً للغة العربية، بمعنى أن هذه البرامج لا توضع من قبل أخصائيين عرب ولا تكون موجّهة للجمهور العربي بشكل مباشر“.

ويعرض المسح، إجمالا، صورة قاتمة عن الأوضاع الصحية بين المواطنين العرب في إسرائيل، إذ هي من بين الأسوأ على الإطلاق في إسرائيل.

وشمل المسح، أيضا، معطيات مقلقة حول المشكلات البيئية الخطيرة في المجتمع العربي، والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين. وأشار أكثر من نصف المواطنين العرب إلى وجود مزابل غير منظمة تشكل آفات بيئية خطيرة، علاوة على انتشار العدوى من جراء الحيوانات الضالة المنتشرة في القرى والمدن العربية عامة.

الوزن والسمنة الزائدة والحوادث

في تقرير آخر صدر عن المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل ، تبين أن 40% من طلاب الصف السادس الابتدائي (11 ـ 12 عاما) بين المواطنين العرب في إسرائيل يعانون من زيادة في الوزن أو من السمنة الزائدة، وهي نسبة أعلى بكثير منها بين الطلاب في السن نفسه في الوسط اليهودي.

ويتطرق تقرير مكتب الإحصاء الرسمي للمرة الأولى إلى إصابات الأولاد من جراء حوادث الطرق في إسرائيل، فتبين أن نسبة الأولاد العرب الذين أصيبوا جراء حوادث طرق خلال العام 2015 تفوق نسبتهم من بين الأولاد في إسرائيل عامة: فهم يشكلون 25% من الأولاد في إسرائيل، بينما شكلوا نسبة 32% من الأولاد الذين أصيبوا في حوادث الطرق في البلاد ونسبة 58% من الأولاد الذين قُتلوا جراء حوادث الطرق في إسرائيل خلال 2015.

الانتحار والخدمات النفسية في المجتمع العربي

نسبة محاولات الانتحار في المجتمع العربي هي الأعلى في إسرائيل بالمقارنة مع نسبتها في الوسط اليهودي: 4ر24 محاولة انتحار لكل 100 ألف مواطن بين المواطنين العرب، مقابل 11 محاولة في الوسط اليهودي ـ هذا ما بينته معطيات رسمية نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية مؤخرا

المصدر مدار

 

الاخبار العاجلة