جنوب أفريقيا وفلسطين

4 ديسمبر 2016آخر تحديث :
جنوب أفريقيا وفلسطين

بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أحيا البرلمان في دولة جنوب افريقيا المناسبة بطريقته الخاصة، إذ تداول عدد من النواب وهم يتلفعون بالكوفية والعلم الفلسطيني على منبر البرلمان، كلمات التضامن مع اصدقائهم الفلسطينيين. وتم توزيع الكوفية والعلم على النواب، حتى بدا وكأن البرلمان يتبع لدولة فلسطين.

هذه الروح الأممية العالية بين أعضاء البرلمان الجنوب افريقي، لهي انعكاس لتأصل الروح الكفاحية في اوساطهم مع الشعوب المضطهدة والمستعمرة خاصة الشعب الفلسطيني، وهو الشعب الأخير، الذي مازال يقبع تحت نير آخر احتلال في العالم. ونتاج هذا التعاظم للروح الأممية العالية بينهم أبى النواب إلا ان يحيوا مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني على طريقتهم الخاصة، التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك عمق الروابط الكفاحية، التي تربط بين الشعبين الصديقين. وايضا حرصهم على الوقوف بقوة ودون تردد مع كفاح وحرية واستقلال الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين لديارهم وفق القرار الدولي 194. 

ولعل ابرز ما ذكره وأكد عليه النواب الجنوب افريقيين، أن استقلال جنوب افريقيا سيبقى استقلالاً ناقصاً دون تحرر واستقلال فلسطين. هذه الروحية الأممية العالية من أولئك الأصدقاء، الذين عانوا مرارة الاحتلال والعنصرية البيضاء البغيضة، هي انعكاس لإدراكهم حجم وهول الممارسات والانتهاكات الخطيرة، التي ترتكبها الدول الاستعمارية عموما والعنصرية خصوصا. ومن خلال زيارات عدد من وفود دولة جنوب افريقيا لأراضي دولة فلسطين المحتلة في الرابع من حزيران عام 1967، تلمسوا أكثر فأكثر هول وفظاعة الانتهاكات الإسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني، التي فاقت في بشاعتها تلك الممارسات العنصرية، التي ارتكبها نظام الفصل العنصري في دولتهم ضد المواطنين الجنوب افريقيين. وأكدوا دون مواربة أن سياسة التمييز العنصرية وعمليات التطهير العرقي، التي تنفذها دولة إسرائيل الاستعمارية في اراضي دولة فلسطين المحتلة تعتبر وصمة عار في جبين البشرية، التي لم تتخذ المواقف المناسبة ضد جرائم دولة التطهير العرقي الاٍسرائيلية.

النموذج الجنوب افريقي في التضامن مع الشعب الفلسطيني، هو النموذج، الذي يفترض ان يعمم في اوساط الشعوب الشقيقة والصديقة لتعميق عملية التضامن مع الأهداف والمصالح الوطنية العليا، التي نصت عليها مواثيق وقرارات الشرعية الدولية.

وفي السياق تعزيز عمليات المقاطعة لدولة الاستعمار الإسرائيلية على كل الصعد والمستويات: الاقتصادية، والاجتماعية؛ والسياسية؛ والدبلوماسية؛ والأمنية؛ والتعليمية الاكاديمية؛ والثقافية؛ والرياضية؛ والتجارية؛ والبرلمانية .. إلخ.  بهذه الروحية من التضامن الأممي مع القضية الفلسطينية يمكن إعادة الاعتبار للقضية الوطنية. وهذا ما نادت به السيدة مريم المنصوري، نائبة رئيس حزب الامة السوداني في كلمتها، التي القتها في مؤتمر حركة فتح الحالي (السابع) يوم الثلاثاء الماضي. وبالتالي تستدعي الضرورة وضع رؤية برنامجية للتواصل مع الأصدقاء في العالم ككل: دول وبرلمانات واحزاب وقوى سياسية من مختلف الاتجاهات والمشارب وجامعات وفرق فنية ومصانع وشركات ومزارع .. إلخ، لتحشيد أكبر دعم عربي وعالمي مع قضية العرب المركزية، قضية فلسطين، التي تعتبر بوابة السلام والحرب في المنطقة. وبالتالي تشكيل لوبي عالمي ضاغط على دولة التطهير العرقي الإسرائيلية والولايات المتحدة ومن لف لفها للإذعان لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

شكرا لجنوب افريقيا بشكل عام وبرلمانها بشكل خاص. وشكرا لكل إنسان وحزب ودولة وجامعة وبرلمان ومؤسسة تضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني في يوم التضامن العالمي معه في 29 تشرين الثاني من كل عام.

الاخبار العاجلة