جماعة الإخوان تهتف “يسقط حكم المرشد”

8 ديسمبر 2016آخر تحديث :
جماعة الإخوان تهتف “يسقط حكم المرشد”

خرجت هتافات “يسقط حكم المرشد”  هذه المرة من جماعة الإخوان نفسها، لتفاجئ بمعانيها وعلو صوتها المرشد على يد أتباعه .

بالفعل فقد ردد أتباع المرشد حقيقة دعت إليها الشعوب العربية من قبل، وانتبهت لها الأنظمة منذ زمن، ولم يعد هناك مجال لأي شك بوجوب إسقاط تنظيم الإخوان وضرورة إزالة شروره من المنطقة وإنهاء فكره الذي كان ومازال منبع فكر الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وقد ألحق بالمنطقة أضرارا سياسية واقتصادية واجتماعية، وكان سببا في انتشار الإرهاب وخلق عداوة بين الشعوب والأنظمة لنشر الفوضى واستغلال غياب الأمن في تمرير مشاريعه الوصولية المدمرة.

وفي حقيقة الأمر، فإن هتافات المتهمين الإخوان وانقلابهم على مرشدهم داخل السجن يرسل رسالة إلى خارج السجن بأن الجماعة قد انتهت، ورسالة إلى المتهمين داخل السجن بأن هذا التنظيم ليس سوى تنظيم وصولي ، وقيادات هذا التنظيم لا يعملون إلا لمصالحهم الشخصية، والمتهمون يدفعون الآن ثمن جرائم غيرهم من قادة التنيظم ، وإنهم وإن أدركوا ذلك بشكل بطيء، وتوصلوا للحقيقة متأخرين، إلا أنهم فهموا وتيقنوا أنهم كانوا ضحية لقيادات الجماعة الإرهابية.

وعلى الرغم من رأي بعض المحللين والخبراء أن شعارات متهمي الإخوان ضد المرشد بديع في السجن وأمام القاضي ليست سوى أسلوب من الخداع ، وأن المتهمين يهدفون من ذلك التأثير على القاضي للإفراج عنهم، إلا أن انعكاسات هذه الهتافات وما تحمله من معان تشير بمجملها إلى تفكك وسقوط جماعة الإخوان تنظيميا وهيكليا، وموتها سريريا،وتبعث برسالة واضحة إلى كل من لايزال يؤيد الإخوان وخاصة المغرر بهم، بضرورة التخلي عن هذه الجماعة ومواجهة أفكارها الهدامة، لأن ما ينادون به قاداتها ويدعون إليه على خلاف سلوكهم وحقيقتهم، وأنهم اتخذوا الإسلام غطاء وأداة لتمرير مشروعهم المدمر للشعوب العربية والإسلامية.

وزادت هذه الهتافات الانقلابية من غليان قادة جماعة الإخوان الذين فقدوا سيطرتهم على التنيظم من كثرة الانشقاقات والخلافات ، ولم يعد لهم سوى السعي للاستسلام عن طريق المصالحة مع الحكومة بأي ثمن كان، إلا أن هذا الانقلاب سيفقدهم حتى القدرة على العثور على وساطة تمنحهم الجلوس على طاولة للتفاوض من أجل المصالحة، لأن ذلك سيصطدم برفض شعبي وحكومي، فمن غير الممكن التفاوض والمصالحة مع جماعة أقر الواقع وعناصرها وأفرادها بإرهابية سلوكها وتطرف فكرها.

وجماعة الإخوان تستخدم مصطلح المصالحة بغية التنصل من الاتهامات الملصقة بها، بشأن مسؤوليتها عن جانب كبير من الأنشطة الإرهابية التي مارستها في العديد من الدول العربية وخاصة في مصر، فهي تريد من هذه الدعوات أن توحي بأنها مازالت على قيد الحياة وأنها تتبنى نهجا معتدلا يدعو للسلم والمصالحة، وتروج لفكرة المصالحة لتقحم النظام في فكرة رفض السلم الذي سيقود للاستقرار، وهو ما يمكن أن يكون ولكن بطريقة تضمن إنهاء الفكر الإخواني والسيطرة الكاملة على أنشطتهم ووقف تنفيذهم لأجندات خارجية، وتدريجيا جعل هذه الجماعة لا تذكر سوى في كتب تاريخ الجماعات الإرهابية، وغير ذلك من أنواع المصالحة سيواجه برفض شعبي وحكومي.

مركز المزماة للدراسات والبحوث

المصدر مركز المزماة للدراسات والبحوث
الاخبار العاجلة