الاحتلال يحرم الفلسطينيين من عين الساكوت

23 ديسمبر 2020آخر تحديث :
الاحتلال يحرم الفلسطينيين من عين الساكوت

صدى الاعلام – اريحا

خلال فصلي الشتاء والربيع من كل عام تزدحم منطقة عين الساكوت، الواقعة في الأغوار الشمالية، بالمواطنين القادمين من مختلف مناطق الضفة الغربية عبر المسارات البيئية.

هذا التواجد الفلسطيني في المنطقة لم يرُق للاحتلال، حيث عمل قبل يومين على تسييج المنطقة ونصب بوابات حديدية في محيط النبع لمنع وصول الموطنين إليه، وهو ما يقود لتخوفات كبيرة من نيته عزل المنطقة بالكامل ومنع الفلسطينيين من دخولها.

يوضح الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن الفلسطينيين كانوا ممنوعين من دخول منطقة نبع الساكوت لسنوات طويلة، ولكنهم تمكنوا من دخولها مجددا بعدما استرد الأهالي 3500 دونم من أراضيها قبل أربعة أعوام بقرار من “المحكمة الإسرائيلية العليا” بعد معركة قضائية، وبعد ذلك شهدت المنطقة إقبالا كثيفا من العائلات الفلسطينية ورواد مسارات المشي وطلاب الجامعات لزيارتها والاستجمام فيها.

وأضاف أن الاحتلال يهدف من خلال الخطوة المفاجئة التي قام بها وتسييج منطقة النبع إلى حرمان الفلسطينيين من حقهم في الاستجمام، إلى جانب حرمانهم من مياه النبع، علما أن مربي الماشية والرعاة كانوا يقصدونها لسقاية مواشيهم.

ويتخوف مراقبون وحقوقيون من أن يكون إغلاق منطقة النبع مقدمة لإعادة إغلاق منطقة الساكوت بالكامل وإعادة الاستيلاء على الأراضي التي استردها أصحابها، علما أن الاحتلال يسيطر على أراضيها منذ احتلالها عام 1967 تحت عدة ذرائع ومسميات، منها المناطق العسكرية، وحقول الألغام، ومناطق إطلاق النار.

والساكوت قرية فلسطينية تعرضت للتدمير الكامل وتهجير سكانها من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وكانت تبلغ مساحتها مع الأراضي التابعة لها 13 ألف دونم، يستولي الاحتلال على حوالي 90% منها حاليا، وبلغ عدد سكانها قبل عام 1967 وفقا لتقديرات محلية 1500 نسمة، كما قال دراغمة.

بدوره، يشير مدير عام التوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة أيمن أبو ظاهر إلى أن منطقة نبع الساكوت ذات أهمية بيئية كبيرة جدا، وتعتبر من أكثر مناطق فلسطين تنوعا من حيث الغطاء النباتي، فهي الضفة الأخرى لنهر الأردن، والفائض من النهر عبر الحوض الجوفي موجود فيها.

كما أنها منطقة ذات مناخ مميز ورطب صيفا وشتاءً، وذات بيئة غورية مميزة، وتعتبر ممرا للطيور المهاجرة، حيث تشاهد في فصل الربيع أنواع نادرة من الطيور فيها.

وفضلا عن الأهمية البيئية والمناخية، تعتبر منطقة الساكوت ذات أهمية استراتيجية كونها رئة الشعب الفلسطيني وحدوده مع الأردن والوطن العربي بشكل عام.

واعتبر أبو ظاهر أن الاحتلال يسعى لمنع وصول المواطنين للنبع من خلال تسييجه وإغلاقه. “فتواجد الفلسطينيين في المنطقة من مختلف مناطق الضفة الغربية وتعرفهم عليها لا يروق للاحتلال، علما أنه في السابق كان يحاول منع الفلسطينيين من الوصول، من خلال مضايقة المستجمين، وفي كثير من الأحيان احتجازهم لساعات”، حسب أبو الظاهر.

ويتخوف أبو ظاهر من أن يكون وضع هذه البوابات في المنطقة مقدمة للاستيلاء عليها تحت مسمى “المحميات الطبيعية”، وهي ذريعة استخدمها الاحتلال بكثرة في مناطق الأغوار لتسهيل الاستيلاء على المزيد من الأراضي وحرمان أصحابها من وصولها، وهذا بمثابة نهب ما تبقى من خاصرة الغور الشمالي ونهب موارده.

وأكد أن سلطة جودة البيئة تهتم بهذه المنطقة بشكل كبير بسبب خصوصيتها البيئية، وتنظم سنويا العديد من المسارات والرحلات إليها من طلاب الجامعات والمدارس وفئة الشباب من مختلف محافظات الضفة، فخلال العامين الماضيين زار المنطقة حوالي ثلاثة آلاف شخص من خلال مسارات سلطة جودة البيئة، بالإضافة إلى آلاف المواطنين الذين زاروا المنطقة من خلال المسارات التي تنظمها المؤسسات الأهلية.

من جهته، يؤكد الناشط في مجال المسارات البيئية أنور حمام أن مناطق الأغوار بشكل عام ومنطقة عين الساكوت بشكل خاص من أكثر الأماكن التي يزورها رواد المسارات، لأنها مناطق ذات طبيعة خلابة وموقع مهم، كما أنها مناطق مهددة بالاستيطان وبالتالي التواجد الفلسطيني فيها مهم جدا.

وأضاف أن ما قام به الاحتلال من إغلاق لمنطقة عين الساكوت يعني محاولة فرض مخطط الضم على أرض الواقع، فهذه الإجراءات التي تحد من وصول الفلسطيني لأرضه تساهم في تنفيذ الضم بشكل تدريجي.

وعن أهمية الرحلات والمسارات إلى هذه المناطق، قال حمام إنها تخلق حالة من الترابط بين المواطن الفلسطيني وأرضه وتعرّفه بها، وهذا ما يفسر إجراءات الاحتلال بإغلاق المنطقة، لأنه استشعر خطر المسارات والرحلات، والدور الذي تقوم به من تعريف للمواطنين بوطنهم.

ودعا “أصحاب الأراضي ومواطني الأغوار بالتعاون مع مجموعات المسارات إلى عدم الإذعان لهذه الإجراءات التعسفية، وتكريس برامجهم للتواجد في المنطقة بشكل أكبر لتحدي قرار الاحتلال والحفاظ على حقهم في الوصول لأراضيهم، فالفلسطيني أحق من المستوطن بالوصول لأرضه والاستجمام فيها”.

الاخبار العاجلة