مختصون: تصاعد خطير في اعتداءات المستوطنين بدعم من حكومة الاحتلال لفرض وقائع على الأرض

30 ديسمبر 2020آخر تحديث :
خربة "ودادي"

قال مسؤولون ومختصون في شؤون الاستيطان، إن العام 2020، شهد تصاعدا كبيرا في اعتداءات وهجمات المستوطنين التي نفذت بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مختلف محافظات الوطن.

وأشاروا في حديث لإذاعة صوت فلسطين، صباح اليوم الأربعاء، إلى أن حكومة الاحتلال تقوم بدفع المستوطنين لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المواطنين، لفرض وقائع على الأرض، بهدف الاستيلاء على أكبر عدد من الأراضي، وتقطيع الأوصال بين المحافظات لتوسيع المستوطنات، وربطها مع بعضها البعض.

وقال رئيس الإدارة العامة للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية والمغتربين عمر عوض الله، ان العنصرية هي العنوان الأبرز للاحتلال، الذي يتجه نحو تعزيز الاستيطان والإمعان في بناء المستوطنات، التي تشكل جريمة حرب وقف القانون الدولي، وتعتبر المعيق الأكبر لأي عملية سياسية في الأرض الفلسطينية.

وأضاف عوض الله إن هذه الجريمة المتواصلة، أدت الى تقطيع النسيج الاجتماعي والجغرافي الفلسطيني، وقسمت المناطق الفلسطينية الى 227 منطقة.

بدوره، قال مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، إن اعتداءات المستوطنين ارتفعت بصورة ملحوظة، سيما في عهد إدارة ترمب الذي يواصل دعم نتنياهو في الأيام الأخيرة لإدارته، ما يؤشر لاحتمالية تصاعد الاستيطان واعتداءات المستوطنين، قبل مغادرته البيت الأبيض.

وأوضح أن الاستيطان تضاعف خلال السنوات الماضية أربع مرات، حيث أصبحت مساحة الأراضي المستولى عليها لصالحه تشكل ما نسبته 61% من مساحة الضفة.

وتحدث مواطنون عن الاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل المستوطنين، والتي تنوعت ما بين الاعتداء الجسدي او التعرض لمركباتهم وحرقها، او سرق ثمار الزيتون من أراضيهم، أو قطع الشجار المثمرة.

وقال مواطن من بلدة حوارة إن المستوطنين اعتدوا عليه أثناء توجهه لأرضه، ومنعوه من دخولها خلال موسم قطف ثمار الزيتون، فيما قال آخر من قرى جنوب نابلس، بأن المستوطنين قاموا بسرقة مشتله على طريق نابلس- رام الله أكثر من 5 مرات.

وفي السياق، قال مدير البحث الميداني في منظمة “بتسيلم” الحقوقية كريم جبران، إن عام 2020 شهد انتشاراً كبيرا في البؤر الاستيطانية الرعوية، والتي كانت تهدف الى الحد من وصول المزارع الفلسطيني الى ارضه وحمايتها خاصة بالأغوار وجنوب الخليل، في محاولة لإنهاء الوجود الفلسطيني على الأرض وتقليصه، وإنشاء جو من الإرهاب على المواطنين، أثناء تنقلهم بين المحافظات.

وأضاف جبران، أن هذه الاعتداءات والانتهاكات بحق المواطنين اشبه بكرة الثلج، يزداد جحمها يوميا، مشيرا الى ان أكثر المناطق التي تتعرض لتلك الاعتداءات هي القريبة من المستوطنات، والشوارع الرئيسية القريبة منها.

وفي القدس المحتلة، قال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، إن الاحتلال يسعى لفرض الامر الواقع باتجاهين، الجانب الجغرافي، حيث استطاع ان يستولي على 87% من مساحة القدس، فيما يسعى لإقامة بؤر استيطانية على ما تبقى من مساحتها.

وأضاف التفكجي، أن الجانب الأخر هو الأمني وفيه قام الاحتلال بتقطيع اوصال الاحياء الفلسطينية، وعزل كل حيّ عن الآخر، من خلال احاطتها بالشوارع والمستوطنات لتسهيل الاستيلاء عليها، حيث اعتمد سياسية التطويق ثم الاختراق ثم التشتيت لهذه الاحياء داخل المدينة.

وأوضح أن عدد المستوطنين في المدينة المقدسة حاليا يصل الى 220 ألف مستوطن بعدما كان صفر قبل عام 1967، مبينا أن عدد الوحدات الاستيطانية في القدس بلغ حوالي 158 ألف وحدة، فيما وصلت نسبة عدد المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض من إجمالي سكان المدينة 41%.

وتابع التفكجي، أن سلطات الاحتلال تسعى لخفض عدد المقدسيين إلى 12%، من خلال التضييق عليهم بإقامة المستوطنات، وتنفيذ مخططها المسمى “القدس الكبرى”، بما يشمل 10% من مساحة الضفة.

الاخبار العاجلة