3 آلاف شجرة .. مجزرة الاحتلال على الأرض

6 يناير 2021آخر تحديث :
3 آلاف شجرة .. مجزرة الاحتلال على الأرض

صدى الاعلام ـ سلفيت

تقرير لوكالة وفا

صباح اليوم، تفاجأ أهالي بلدة دير بلوط غرب سلفيت بأعداد ضخمة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، تتجه نحو المنطقة الغربية من البلدة، وتغلق المكان وتشرع باقتلاع أشجار الزيتون في المنطقة.

استمر التجريف لأكثر من خمس ساعات، ودموع النساء تنساب وكأنه يسقط شهيد في كل اقتلاع لشجرة زيتون، وفي مشهد صامت أشبه بالمآتم، يُنهي الاحتلال مجزرته بحق 3 آلاف شجرة زيتون، ويقضي على كل الآمال المتعلقة في الأرض.

 لم يكتف الاحتلال باقتلاع الأشجار، بل اعتدى على أصحاب الأراضي بالضرب أثناء انسحابه من المكان.

المواطن متعب عزت موسى (44 عاما) قال لـ”وفا: تفاجئنا صباح اليوم بوجود 7 جرافات وقوة كبيرة من جيش الاحتلال يرافقهم المستوطنون، توجهوا إلى المنطقة وقاموا بإغلاقها، ثم شرعوا باقتلاع زيتوننا، ونحن نحاول أن نصل إلى عرق زيتون واحد لحمايته، لكنهم منعونا بقوة السلاح وبآلياتهم العسكرية.

وأضاف: قاموا باقتلاع أشجار الزيتون وسرقتها من الأرض، وقص بعض الأشجار الأخرى، ورش الأشتال الصغيرة من الزيتون العنب واللوزيات بمبيدات قاتلة، مزروعة على مساحة تقارب   300دونم.

وأكمل موسى، أن هذه الأرض تعود ملكيتها لخمسة أشخاص من عائلة موسى، كل شخص يمتلك نحو 500 شجرة، عملنا على استصلاحها وزراعتها قبل 10 سنوات وفي كل عام نعمل على حراثتها وتسيجها بالسلاسل الحجرية، بطريقة حتى باتت كأنها لوحة خضراء مرسومة، خالية من الشوائب والأعشاب الشوكية.

وبيّن أن كل الاعتماد عليها وعلى ثمرها لتأمين الحاجة من زيت الزيتون، متابعا “زرعناها لتكون الركيزة الأساسية لسد حاجتنا من زيت الزيتون، واعتبرناها ادخارا لأبنائنا لتكون مصدر رزق لهم ولعائلاتهم في المستقبل، لكن هذا هو الاحتلال يقوم دائماً بهدم آمالنا وأحلامنا.

من جهته، قال مدير مديرية الزراعة في سلفيت ماجد الخراز لـ”وفا”: أن هناك ارتفاعا كبيرا في وتيرة الهجمة الاستيطانية في المحافظة، تتمثل باقتلاع الأشجار خاصة الزيتون، والاعتداء على المزارعين، وتجريف الأراضي دون سابق إنذار، فلم يتبق هناك مزارعا واحدا يؤمن أن أرضه ستبقى بعيدة عن ممارسات الاحتلال الغاشمة.

وأشار الخراز إلى أن مديرية الزراعة قامت في الأيام الأخيرة بتوزيع نحو ألف شجرة زيتون على أصحاب الأراضي الذين تعرضت اراضيهم لاعتداءات الاحتلال في مناطق مختلفة من المحافظة خاصة المناطق القريبة من المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة، أو التي ينوي الاحتلال إقامة بؤر استيطانية جديدة عليها، وستعمل على تزويد بقية المزارعين بالأشجار، حسب الإمكانيات المتاحة لدى الوزارة.

مدير عام العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبدالله أبو رحمه أكد لـ”وفا”، أن هناك هجمة من قبل الاحتلال بصورة عامة في كافة مناطق الضفة، لكن محافظة سلفيت على وجه الخصوص تعرضت في الأشهر الأخيرة إلى هجمة ممنهجة تمثلت في مضايقات للمزارعين، وتوسعات استيطانية خاصة في منطقة “الرأس” غرب سلفيت، و”خلة حسان” في بديا، و”خلة أبو العلا” في حارس، واليوم كانت الهجمة الأقوى على أشجار الزيتون في بلدة دير بلوط غرب سلفيت.

وأشار إلى أن الاحتلال كان قد سلم المواطنين في آب/ أغسطس المنصرم إخطارات لإخلاء هذه المنطقة، رغم تقديم اعتراضات من قبل الأهالي ووجود متابعة قانونية وتقديم الأوراق اللازمة لحماية الأرض، إلا أن الأهالي صدموا اليوم بتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار قبل الوصول إلى جلسة المحكمة والاستماع إلى أقوالهم.

وأكمل: بالرغم من أن أراضي محافظة سلفيت محمية بأشجار الزيتون والمزارعون لا يفارقون أراضيهم، إلا أن الاحتلال يحاول بعدة طرق سرقة الأرض وما عليها من أشجار.

وقال يوجد مخطط قديم حديث أعلن عنه قبل عدة أسابيع، يبين أنه سيتم شق طريق من منطقة الساوية جنوب نابلس، وحتى أراضي اللبن الغربية ورنتيس غرب مدينة رام الله، وهذا بالتأكيد سيجرف مساحات واسعة من أراضي المواطنين بمحافظة سلفيت.

وأضاف أبو رحمه: هناك استهداف للجسد والأرض الفلسطينية، فالاعتداءات على المواطنين في ارتفاع، واقتلاع آلاف أشجار الزيتون أو إحراقها أو تكسيرها، هي دليل واضح على أن شجرة الزيتون مستهدفة من قبل الاحتلال كما الإنسان، على اعتبار أنها تحمي الأرض.

ونوّه، إلى أن الهيئة تقوم سنويا بزراعة أشجار الزيتون ضمن الحملات الوطنية خاصة للمناطق المستهدفة، مضيفا: “سنزرع 100 شجرة زيتون مقابل كل شتلة واحدة يقوم الاحتلال باقتلاعها”.

تزامن اقتلاع الأشجار مع فعاليات يوم الشهيد الفلسطيني التي ينظمها مجلس الشباب والرياضة بالشراكة مع المؤسسات الرسمية والأهلية ذات العلاقة، لزراعة شجرة لكل شهيد تحت شعار “أحياء يرزقون”، التي نفذت في منطقة المراحات غرب مدينة سلفيت.

 

الاخبار العاجلة