تناولت صحف عالمية صادرة الثلاثاء العديد من الملفات، التي جاء أبرزها التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط خلال الأيام الأخيرة لولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، كما تناولت الصحف الوضع الصحي في بريطانيا مع ذروة فيروس كورونا، إضافة إلى قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بناء وحدات سكنية استيطانية جديدة قبل بدء ولاية بايدن.
توتر في الشرق الأوسط
رأت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية أن الأسبوع المقبل أبعد ما يكون عن الهدوء في الشرق الأوسط، إذ لا تزال هناك 8 أيام فقط متبقية في ولاية الرئيس الأمريكي ترامب، وقبل أن يتولى بايدن مهام منصبه رسميا في العشرين من يناير الجاري.
وحتى ذلك الحين، فإن إيران تشعر بالقلق من هجوم عسكري أمريكي ضدها، بأمر من ترامب، ورغم أن هذا الأمر لا يبدو محتملا بالنسبة لإسرائيل، فإن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية قلقة للغاية من احتمال الحسابات الخاطئة، التي يمكن أن تؤدي إلى اشتعال مواجهة عسكرية سيكون لها عواقب على إسرائيل.
وحسب الصحيفة، فإن ”حالة التوتر ملحوظة للغاية في إيران خلال الأيام الأخيرة ومع اقتراب رحيل ترامب، سيكون لذلك آثار على شركاء ووكلاء إيران مثل: حزب الله اللبناني، والميليشيات الشيعية التي تعمل في العراق وسوريا“.
وقالت إن ”فشل أنصار الرئيس الأمريكي في حملتهم المناهضة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والإدانات المتوالية التي لاحقت ترامب بعد اقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس يوم الأربعاء الماضي، يبدو أنه تسبب في رفع مستوى القلق لدى الإيرانيين“.
وتابعت أن ”حالة التأهب في إسرائيل تأتي ردا على الانتقام المحتمل من جانب إيران. إذ تتهم طهران إسرائيل بالضلوع في اغتيال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في يناير الماضي، قرب مطار بغداد، وكذلك اغتيال محسن فخري زادة، العالم النووي الإيراني البارز نهاية نوفمبر الماضي في طهران”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دفاعية إسرائيلية قولها إن ”مؤسسة الدفاع الإسرائيلية تحافظ على الاتصالات المستمرة مع وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، والقيادات البارزة في الجيش الأمريكي، ورغم تأكيدات مسؤولين أمريكيين بأن الهجوم العسكري على إيران غير وارد في الأيام القليلة المقبلة، فإن إسرائيل تخشى مفاجآت ترامب، ومن التصعيد الأمريكي الإيراني المستمر في الفترة الأخيرة“.
مواجهة مبكرة بين نتنياهو وبايدن
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق الاثنين على بناء 800 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية، وذلك في توسع استيطاني استفزازي في الأراضي التي تحتلها إسرائيل قبل أيام على تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
وأضافت: ”اتهم منتقدو نتنياهو سريعا بإثارة غضب خليفة ترامب دون داع، خاصة في ظل العلاقات الوطيدة التي جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأمريكي المنتهية ولايته“.
ونقلت عن يائير لبيد، الزعيم الإسرائيلي المعارض، الذي يريد أن يكون جزءا من التحالفات التي تستهدف الإطاحة بنتنياهو في الانتخابات العامة المقرر لها مارس المقبل، قوله: ”لم تتول إدارة بايدن مهام منصبها، وتضعنا الحكومة الإسرائيلية أمام مواجهة غير ضرورية على الإطلاق“، لافتة إلى أن ”المؤسسة السياسية الإسرائيلية تعلم جيدا الحساسية المحيطة بإعلان نتنياهو حول التوسع الاستيطاني الجديد الآن، وقبل 9 أيام فقط على تنصيب بايدن“.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه السلطة الفلسطينية إسرائيل بسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية في محاولة لإغلاق أي باب أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية.
ووفقا للصحيفة، ”أشار مراقبون سياسيون إلى وجود عدة عوامل ربما كانت وراء توقيت هذا الإعلان، ويطالب تحالف نتنياهو بإقامة المزيد من المساكن في المستوطنات، حيث يقترب تعداد الإسرائيليين من 500 ألف“.
وقال مراقبون إن رئيس الوزراء قد يعتقد أن الموافقة على بناء تلك الوحدات السكنية يسبب غضبا أقل في واشنطن، مقارنة بالانتظار حتى يتولى بايدن مهام منصبه، ويمكنه وقتها الاعتراض رسميا.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن دبلوماسي أمريكي، رفض الكشف عن هويته، القول: ”هذا الإعلان بمثابة الحصول على جرعة كبيرة من الأكسجين قبل القيام بغوص طويل تحت الماء، عندما لا يكون من السهل اتخاذ مثل هذه القرارات“.
أسابيع حرجة في بريطانيا بسبب كورونا
أفادت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، بأن مستشفيات بريطانيا تستعد لأسوأ أسابيع فيروس كورونا المستجد، حيث تهدد طفرة الإصابات بالوباء خلال يناير الجاري بمعاناة واسعة النطاق للخدمة الصحية البريطانية، في الوقت الذي تنتشر فيه السلالة الجديدة لكوفيد- 19 سريعا“.
وقالت الصحيفة: ”أدى المزيج بين السلالة الأكثر قدرة على العدوى من الفيروس، وتراجع الامتثال لقيود التباعد الاجتماعي وتغيير إجراءات العلاج في المستشفيات، إلى تعرض الخدمات الصحية التي تديرها الدولة إلى عاصفة، في الوقت الذي تحاول فيه تجاوز موجة الإصابات بالفيروس“.
ونقلت عن الدكتور دانييل برايدن، نائب عميد كلية طب الرعاية المركزة، قوله: ”أعتقد أن الموقف خطير للغاية، نعلم جيدا أن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون صعبة جدا، وأعداد المرضى الموجودين في المستشفيات الآن تفوق أي مرحلة سابقة للوباء منذ أبريل الماضي، إذ يبلغ عدد المرضى الآن 32 ألفا و200 شخص، في حين كان الرقم في السابق خلال الربيع 21 ألفا و700 مريض، وأن الوضع مريع بشكل خاص في العاصمة لندن، إذ تشير التقديرات إلى إصابة واحد من كل 30 شخصا بالفيروس هذا الشهر“.
إلى ذلك، أظهرت مذكرة مسربة من قبل مسؤول كبير في خدمة الصحة الوطنية الأسبوع الماضي، أن مستشفيات العاصمة ستشهد عجزا يبلغ نحو ألفي سرير في وحدات العناية المركزة، وذلك بحلول الـ 19 من يناير الجاري، حتى في حالة ارتفاع عدد المصابين بالفيروس بأدنى معدل محتمل.
