تحييد الأسرى.. الاعدام البطيء!

13 ديسمبر 2016آخر تحديث :
القدس

بقلم: موفق مطر – الحياة

ما لم ندعم الأسرى المضربين عن الطعام في معتقلات دولة الاحتلال بحراك شعبي ميداني، يعرقل الحياة العادية للمستوطنين، وما لم تتحرك الجاليات الفلسطينية على رأسها قيادة تدرك جيدا معنى العمل الجماهيري المنظم في شوارع العواصم الكبرى، وما لم تتحرك طواقم سفاراتنا في كل الاتجاهات، فإن لعبة القضاء الاسرائيلي المحبوكة سلفا مع المؤسسة الأمنية الاحتلالية ستلف خيوطها على اعناق الأسرى الأحرار الذين دخلوا معركة المصير للفوز بالحرية حتى لو كان الثمن الاستشهاد بأمعاء خاوية.

رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية التماس المحامية احلام حداد لإطلاق حرية الأسيرين انس شديد واحمد ابو فارة، فيما قررت النيابة الاسرائيلية تمديد اعتقالهما لأربعة شهور جديدة، ما يعني تحولا لدى سلطات الاحتلال سيؤدي -لا سمح الله ان صحت توقعاتنا وتقديراتنا – الى استشهاد اي اسير يقدم على اضراب مفتوح عن الطعام، فسياسة التحييد التي ادت الى اعدام مباشر لمئات الشبان الفلسطينيين على الحواجز بحجج طعن جنود او مستوطنين، قد توازيها سلطات الاحتلال بسياسة تحييد الأسرى المضربين وعزلهم – ولو في المستشفيات – حتى آخر نبض في عروق الأسير، اي اعدام الأسرى ولكن ببطء.

ثمانون يوما والأسيران احمد وانس يكشفان لكل باحث عن الحقيقة كيفية تمرد (دولة اسرائيل) بكل مؤسساتها على القانون الدولي، ويكشفان الفساد المتنامي في دماغ مؤسساتها (القضاء) ومدى سقوطه في وحل المؤسسة الأمنية التي لا يعنيها إصابة اسير بخلل في أعضائه الحيوية، أو أطراف، أو بدماغ أو فقدان بصر او أي آلام، فناكر حق الفلسطيني في الحرية، ليس مستغربا فقدانه الاحساس بالانسانية.

يجدر بنا كجماهير معنية بالانتصار لقضايا الأسرى النظر ببصيرة وطنية متحررة من الحزبية، والتعامل معها كقضية متعلقة بمصير الشعب كله، فانتصار ارادة الأسير وتحقيق مطالبه، مقدمة لانتصار الشعب في معركة الفوز بالحرية، وقد يكون تنظيم الفعاليات الجماهيرية دون رايات حزبية، وانما تحت العلم الوطني واسماء الأسرى وتحديدا الذين يدخلون معركة الأمعاء الخاوية، ستترك آثارا ايجابية معنوية على روح الأسرى، وسلبية على الاحتلال عبر توسيع دائرة المقاطعة، والفعاليات الشعبية التي تحمل اسماء الأسرى الأبطال، حتى يدرك الاحتلال مدى الالتفاف الشعبي حولهم، ويفكر الف الف مرة قبل ايذاء اسير او التنكر لحقوقه ومطالبه، فمثل هذه الرسائل الشعبية بالتوازي مع العمل القانوني الدؤوب، لا بد وان تأتي بنتيجة ايجابية لصالح قضايا حرية الأسرى او تحقيق مطالبهم كحد ادنى.

الاخبار العاجلة