كومون دريمز الأمريكية: الولايات المتحدة لا تعتبر الفلسطينيين “بشرا” مثل الإسرائيليين

16 مارس 2021آخر تحديث :
كومون دريمز الأمريكية: الولايات المتحدة لا تعتبر الفلسطينيين “بشرا” مثل الإسرائيليين

صدىة الاعلام – “الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاهلت حقوق الإنسان الفلسطيني وغضت البصر عنها، بل وأسكتت المطالب الفلسطينية واعتبرتها مدمرة وغير بناءة، وفي ذات الوقت، سمحت لإسرائيل بمواصلة الإفلات من العقاب إزاء كل ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني”، هذا ما ذكرته مجلة “كومون دريمز” الأمريكية في مستهل مقالتها صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت فلسطين، منتقدة “الصمت” الأمريكي تجاه “معاناة” الشعب الواقع تحت الاحتلال. ووفقا لها، فإن “هذا التحيز الأمريكي هو ما سمح لإسرائيل بمواصلة العمل في إطار سياسة الإفلات من العقاب”.

وقالت المجلة الأمريكية “على مدار سنوات، ارتكز نهج غالبية صناع القرار في الولايات المتحدة على الانحياز لإسرائيل، مع تجاهل كامل لمعاناة الشعب الفلسطيني. لقد ناقشت الإدارات الأمريكية المتعاقبة هذا النزاع وكأن مصير طرف واحد هو الأهم: إسرائيل. تعاملت أميركا مع الإسرائيليين باعتبارهم بشر كاملون يحملون الأمل والخوف، لكنها قللت من شأن الفلسطينيين باعتباره قضيتهم “مشكلة بحاجة إل حل”، وبالتالي يمكن للإسرائيليين أن يعيشوا بسلام وأمن”. وأضافت الصحيفة قائلة إن “الأمر السيئ هو أن التحيز لم يقتصر على النظر إلى الإسرائيليين والفلسطينيين بعين عدم المساواة، بل كان أسوأ من ذلك بكثير. يبدو أنهم نظروا إلى الفلسطينيين كبشر أقل من الإسرائيليين، وبالتالي لم يُسمح لهم بالمطالبة بالاعتراف بحقوقهم أو حماية هذه الحقوق”

ووفقا لها، “انطلاقا من هذه العقلية، منحت الولايات المتحدة إسرائيل تفويضا مطلقا لفعل ما تريد، بينما مارست الضغوط والعقاب ضد الفلسطينيين. لم ترفع واشنطن صوتها ضد الممارسات الإسرائيلية سوى في قليل من الأحيان، لكنها لم تتخذ أي إجراءات فعالة لتغيير السلوك الإسرائيلي، وبالتالي لم يضطر الإسرائيليون إلى تغيير نهجهم. ونتيجة لذلك، تعمل إسرائيل بموجب سياسة الإفلات من العقاب، بينما شددت من رقابتها ضد الأعمال الفلسطينية، بل ونبذت وتجاهلت وكبحت أي مطالب فلسطينية باعتبارها مطالب مدمرة وغير بناءة”.

“وللأسف، فإن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة جو بايدن، تتناغم مع هذا النمط للأسف. في الأسابيع القليلة الماضية فقط، أدانت الإدارة الأمريكية قرار المحكمة الجنائية الدولية ببدء محاكمة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة منذ عام 2014 وتوسعها الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية؛ وانتقدت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإدانته الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطيني. كما ورفضت ربط المساعدات الأمريكية بسلوك إسرائيل في مجال حقوق الإنسان. كما وأعلنت معارضتها للدعوات الفلسطينية لمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل لانتهاكها حقوق الفلسطينيين، بل واعتمدت التعريف الموسع لمعاداة السامية الذي يتضمن بعض الانتقادات المشروعة لإسرائيل. ومن أجل تبرير موقفها المعارض للتوجه الفلسطيني للمحافل الدولية، زعمت الولايات المتحدة أن مثل هذه الإجراءات ضد إسرائيل تزيد من التوترات وتقوض الجهود المبذولة لدفع حل الدولتين المتفاوض عليه. وهذا بالطبع يعني أن مصادرة إسرائيل العدوانية للأراضي، وبناء المستوطنات، وهدم منازل الفلسطينيين، واعتقال مئات الفلسطينيين دون توجيه تهم أو محاكمة، والعقاب الجماعي لجميع سكان غزة، والقتل الجماعي للفلسطينيين في عامي 2014 و 2018، لم يؤدي إلى زيادة التوترات أو تقويض الجهود الرامية إلى صنع السلام. وباختصار، يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تشاء بدعم من الولايات المتحدة. لكن عندما يحتج الفلسطينيون – على وجه التحديد لأن الولايات المتحدة لن تفعل شيئًا للدفاع عنهم – فإنهم مخطئون”.

وأردفت الصحيفة قائلة إن “أفضل ما قدمته الإدارة الأمريكية الحالية للفلسطينيين حتى اللحظة هو إعادة التأكيد على الالتزام الغامض بـ “حل الدولتين المتفاوض عليه والذي تعيش فيه إسرائيل بسلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة”. لكن هذا الموقف يظل عديم الجدوى بسبب فشله في إنهاء السيطرة الإسرائيلية الكاملة والمسيئة على الفلسطينيين وأرضهم. وبكلمات أخرى، ترفض الولايات المتحدة ممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء هذه الانتهاكات”. وللتدليل أكثر على موقف إدارة بايدن المنحاز لإسرائيل، لفتت المجلة إلى “الخطاب السياسي الأمريكي حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في اجتماع مجلس الأمن الأخير، حيث تركزت كلمة السفير الأمريكي حول إسرائيل لدرجة أن أي اعتراف بالمخاوف الفلسطينية كان إما مصحوبًا بتحذيرات أو مربوطا  بمصالح إسرائيل”. وعلى سبيل المثال، “أعرب السفير الأمريكي عن أمله في أن يحصل الإسرائيليون والفلسطينيون على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، لكنه تجنب أي ذكر لرفض إسرائيل تحمل مسؤولياتها في هذا الشأن”. واختتمت المجلة بمقولة “جيمز زوغبي” حيث قال “بدأنا حملة فلسطين لحقوق الإنسان قبل 45 عاما، وكان شعارنا هو التأكيد: “للفلسطينيين حقوق إنسان أيضًا!”.

للاطلاع على المقال الاصلي اتبع الرابط :

https://www.commondreams.org/views/2021/03/15/us-policy-ignores-palestinian-human-rights

الاخبار العاجلة