الجنائية الدولية لمحاسبة اسرائيل بين تهديد اسرائيلي وحشد فلسطيني

23 مارس 2021آخر تحديث :
الجنائية الدولية لمحاسبة اسرائيل بين تهديد اسرائيلي وحشد فلسطيني

صدى الاعلام – الجنائية الدولية بدأت تقليب اوراقها لمحاسبة اسرائيل على جرائمها وبالمقابل اسرائيل تهدد وتتوعد المسؤولين الفلسطينين بالعقوبات وقال وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة ان إسرائيل وجهت رسائل تهديد إلى السلطة الفلسطينية بفرض عقوبات شاملة بسبب توجهها للمحكمة الجنائية الدولية ، وشملت التهديدات الإسرائيلية الصعيدين السياسي والاقتصادي، وهذه مرفوضة فلسطينيا ولن يتم الخضوع لها وفق الشلالدة.

واضاف أن التهديدات الإسرائيلية “تعد انتهاكا صارخا لقواعد ومبادئ القانون الدولي وجريمة دولية يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني، ما يتطلب موقفا دوليا حازما ضد إسرائيل”.

واوضح أن من حق فلسطين إحالة ملفات جرائم الحرب الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية بصفتها طرفا فيها وبوصف المحكمة الملاذ لتحقيق العدالة الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية هي جهاز قضائي مستقل لا يجب تأثره بالضغوط والتهديدات سواء من إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية.

واكد محمود العالول نائب رئيس فتح ان إسرائيل أرسلت رسائل تهديد واضحة للقيادة، وللرئيس محمود عباس، على خلفية المتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب إجراءات الاحتلال بحق الوفد الفلسطيني، الذي توجه إلى لاهاي لهذا الغرض.

واكد العالول انه لا يمكن التخلي على الإطلاق عن المحكمة الدولية في مقاضاة إسرائيل، بعد أن خاضت القيادة نضالاً طويلاً للوصول إليها، مبيناً أن من يريد تجنب المحكمة عليه التوقف عن ارتكاب الجرائم.

اما علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان قال إن قرار الغرفة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية بتأكيد اختصاصها بالنظر في الجرائم المرتكبة على أراضي دولة فلسطين المحتلة يمثل انتصاراً مهماً وتاريخياً للضحايا.

واوضح ان أسهم القرار ارتفعت في إحياء الآمال في الرهان على إمكانية تحقيق العدالة دولياً بعد تراكم إرث كبير من التحديات التي ولدت شعوراً عارماً باليأس في مراحل سابقة.

ولابد في هذا الإطار أن نوجه التحية للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على قراره الشجاع بالتصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو الأمر الذي لطالما نادينا به خلال السنوات السابقة للانضمام.

وفي هذا الإطار نؤكد أن هذا النهج لابد وأن يشكل السبيل الأساسي للانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني واستكمال مسيرة نضاله الطويل، وأن أي حديث عن عودة للمفاوضات العبثية لا يؤتي ثماره من دون تشبث بالحقوق والقانون.

ونتشارك الرأي مع الزملاء والخبراء في أن طموحنا في الوصول للعدالة لا يتأسس على أوهام طالما كنا ندرك التحديات الجسام التي قد تكبل مسارنا نحو العدالة، وطالما كنا جاهزين ومستعدين لتخطيها والاستمرار في التحرك صوب الهدف ، من هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر لوضعنا على أهبة الاستعداد لمقابلة هذه التحديات وتخطي العراقيل عبر عمل دؤوب وتنسيق وتناغم، مع توسيع قاعدة الاشتباك لضم المزيد من الفاعلين الذين يشاركوننا نفس الأهداف.

ان التحديات التي تواجه المحكمة ذاتها في النهوض بمسئولياتها بصفة عامة، وخاصة في ظل عزوف القوى العالمية الرئيسية عن الانضمام إليها ومحاربتها عبر اتفاقيات شائنة لمنع تسليم المطلوبين، وهو ما حدا بالعشرات من الدول للعزوف عن الانضمام.

إن ممارسة المحكمة لولايتها على مناطق جغرافية متناقصة أدى إلى ضيق بعض الدول الأطراف في نظام روما بالاستمرار في محكمة دولية لا تقاضي سوى البعض من الجناة دون غيرهم ممن ارتكبوا جرائم ربما تكون أكثر فداحة ، والجميع يدرك التحديات الأخرى التي تضغط على المحكمة في النهوض بمهامها تجاه أهلنا في فلسطين الحبيبة بالصورة اللائقة وفي السياق الزمني المناسب، سواء في ظل اختلالات النظام الدولي أو في سياق محاولات العبث التي نراها ولعل في تقرير اللجنة التي اشتهرت باسم “لجنة جولدستون” في العام 2009 ما كفى لتحريك الملف أمام القضاء الجنائي الدولي لولا الضغوط السياسية على السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.

واضاف ان اللجان التعاهدية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أكدت على ارتكاب طائفة واسعة من الانتهاكات الجسيمة وغير القابلة للتقادم، ومن بينها تأكيد لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري 2020، ما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تمييز عنصري مؤسسي بحق الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر، بما في ذلك قانون “يهودية الدولة”، وتشاركت مع اللجنة المعنية بحقوق الإنسان 2014 في رصد العقوبات الجماعية بحق الفلسطينيين، وجريمة الحصار والإغلاق على قطاع غزة بصفة خاصة، بالإضافة إلى مشاركتهما مع لجنة الأمم المتحدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 2019 تأكيد الاستيلاء على أهم الموارد الفلسطينية وحرمان الفلسطينين من استغلال مواردهم الفردية البسيطة وتقويض مقومات الحياة

واوضح ما سبق من انتهاكات يقع جملة وتفصيلاً في الأفعال المؤثمة وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، واوضح أن العدوان الإسرائيلي على آليات التحقيق الأممية وخاصة لجنة التحقيق الأممية التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة المختصة بالنظر في عدوان صيف 2014، والملاحقة الأمنية الجارية بحق حركة حقوق الإنسان الفلسطينية والتي تشكل خطراً داهماً على سلامتهم، تأتي دليلاً على شعور سلطات الاحتلال اليقيني بالخطر.

الاخبار العاجلة