تحقيق أسوشييتد برس: الاستيطان الإسرائيلي المتعمق بدأ يتكشف للتو في قلب الضفة الغربية

14 أبريل 2021آخر تحديث :
استيطان

صدى الاعلام – “إن لم تقف إدارة جو بايدن في وجه الاستيطان الإسرائيلي المتعمق، فستتلاشى آمال الوصول إلى حل الدولتين المدعوم دوليا”، هذا ما ذكرته وكالة أسوشييتد برس في تحقيقها الحصري الصادر ظهر اليوم الأربعاء بخصوص الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

استهلت الوكالة تقريرها بالقول إن تحقيقاتها أظهرت بأن المخططات الإسرائيلية الاستيطانية التي صممت في عهد دونالد ترامب بدأت تتكشف للتو عميقا في أراضي الضفة الغربية، وهي الأراضي التي يأمل الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقلة عليها. ووفقا للوكالة، فإن أكثر من 9000 وحدة سكنية استيطانية قد بنيت بالفعل، وأن آلاف أخرى من المنازل الاستيطانية قيد انتظار البناء.

وأوضحت الوكالة في مستهل تقريرها أن الإدارة الأمريكية سوف تواجه مصاعب بخصوص جهود التوصل إلى حل الدولتين إن لم تتحدى النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية اليوم. وأردفت الوكالة أنها حصلت على صور أقمار صناعية تظهر تأثير سياسات ترامب على الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية الممارسة اليوم في قلب الضفة الغربية. وأكدت الوكالة قائلة “برغم أن صفقة القرن ممزقة، إلا أن إرث البناء الدائم سيجعل إقامة الدولة الفلسطينية أمرا صعبا”.

وبحسب تقرير “يورو نيوز” المستند إلى تحقيق “أسوشييتد برس”، “اتسعت خطة إسرائيل لتعزيز الاستيطان بشكل ملحوظ خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ونجحت إسرائيل في بناء أكثر من 9000 وحدة استيطانية جديدة وإلى التوغل في أعماق الضفة الغربية المحتلة”. ووفقا لـ أسوشييتد برس، فإن “هذا الاتجاه يضع إدارة الرئيس الحالي جو بايدن أمام مأزق شديد الصعوبة بحال قررت الإيفاء بتعهداتها بإحياء جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.

ووثقت صور الأقمار الصناعية والبيانات التي حصلت عليها وكالة “أسوشيتد برس” وللمرة الأولى التأثير الكامل لسياسات ترامب، الذي تخلى في وقت سابق عن معارضة الولايات المتحدة المستمرة ومنذ عقود لبناء المستوطنات، وقدم خطة للشرق الأوسط كانت ستسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بهذه المستوطنات وبما يتواجد في أعماق الضفة الغربية المحتلة. وعلى الرغم من إلغاء خطة ترامب، ومعارضة الرئيس الحالي والحزب الديمقراطي لفكرة الاستيطان، فإن إرث البناء الدائم سيجعل من الصعب إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل. وتدعم إدارة الرئيس جو بايدن حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، “حيث تعيش إسرائيل في سلام وأمان إلى جانب دولة فلسطينية تنعم بمقومات البقاء”، الحل الذي لا يزال يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه المخرج الوحيد للصراع المستمر منذ عقود. إلا أن هذه الإدارة لم تقدم حتى هذا اليوم أي طريقة حول الوسيلة التي تنوي اعتمادها للترويج لهذا الحل.

إن العدد الهائل من المشاريع الاستيطانية التي وضعت قيد التنفيذ إلى جانب التطوير الكبير في البنية التحتية للمستوطنات يتطلب من الرئيس الديمقراطي التدخل السريع في محاولة لإحياء الأمل في إمكانية تحقيق حل الدولتين. وفي وقت أدان فيه بايدن النشاط الاستيطاني، لم يُظهر المسؤولون الأمريكيون أي رغبة في التطرق إلى هذا الملف في ظل المشاكل الأكثر إلحاحًا التي يواجهونها، والتي تشمل جائحة كورونا والتوترات في العلاقات مع الصين ومحاولة إحياء الاتفاق النووي الدولي مع إيران، وهي نقطة شائكة أخرى مع إسرائيل.

ومن المرجح أن تستمر إسرائيل في الاستيطان، في وقت يستعد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو أحد منافسيه اليمينيين لتولي رئاسة الحكومة عقب الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل أسابيع ولم تكن نتائجها حاسمة، ما يجعل فكرة تبطيء عملية البناء غير موجودة. وقالت الناشطة الفلسطينية والمتحدثة السابقة باسم الرئاسة الفلسطينية حنان عشراوي، إن إدارة ترامب هي “شريك في الجرائم الإسرائيلية” إلى جانب نتنياهو. وأكدت أنه يتوجب على بايدن تجاوز الإدانات الفارغة التقليدية واتخاذ “خطوات جادة، كي يحدث الفرق”.

ووفقًا لحركة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، قامت إسرائيل ببناء أكثر من 9.200 منزل جديد في الضفة الغربية خلال سنوات حكم ترامب. مما يشير إلى ارتفاع المتوسط السنوي بنسبة 28٪ تقريبًا عن مشاريع الاستيطان التي نفذت خلال عهد الرئيس باراك أوباما، وإدارته التي ضغطت على إسرائيل لكبح عمليات التوسع هذه.

وبحسب منظمة “السلام الآن” غير الحكومية، 63٪ من المنازل التي تم بناؤها خلال العام الماضي كانت في مستوطنات نائية، من المحتمل أن يتم إخلاؤها بحال توقيع أي اتفاقية سلام، وأكثر من 10٪ من أعمال البناء التي حصلت في السنوات الأخيرة كانت في بؤر استيطانية معزولة وغير مرخصة رسميًا، ولكنها حازت على تشجيع الحكومة الإسرائيلية. ووصفت المنظمة قبل أشهر، قرار موافقة لجنة التخطيط العليا للإدارة المدنية الإسرائيلية على بناء 2166 وحدة في الضفة الغربية المحتلة بأنه “يوجه ضربة إلى آمال تحقيق سلام إسرائيلي عربي أوسع”. وقالت هاجيت عفران، باحثة في المنظمة إن “إسرائيل تبذل قصارى جهدها لضم الضفة الغربية والتعامل معها وكأنها جزء من إسرائيل دون ترك مجال لدولة فلسطينية”.

الاخبار العاجلة