تحليل الجزيرة بالإنجليزية: لماذا لن يغير جو بايدن حياة الفلسطينيين

20 أبريل 2021آخر تحديث :
تحليل الجزيرة بالإنجليزية: لماذا لن يغير جو بايدن حياة الفلسطينيين

صدى الاعلام – يقول محللون إنه من غير المرجح أن تتحقق تعهدات الإدارة الأمريكية الجديدة بتغيير مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وكانت إعادة مدفوعات المساعدات للفلسطينيين، التي تم تعليقها في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بمثابة البداية. لكن يقول المحللون إنه في حين يمكن تفسيرها على أنها إشارة إيجابية في اتجاه جديد، فقد يكون من السابق لأوانه توقع حدوث تغيير كبير.

خلال حملته الانتخابية، كرر بايدن ميله لحل الدولتين ووعد بإعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة والقنصلية الأمريكية في القدس للشؤون الفلسطينية. ومع ذلك، لا يرى الخبراء صورة أكبر في النهج الأمريكي. فقد قال نادر هاشمي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة دنفر، إن إدارة بايدن تفتقر إلى رؤية متماسكة للصراع من شأنها أن تغير بشكل كبير الوضع بالنسبة للفلسطينيين.

وقال للجزيرة:”البيت الأبيض لديه رؤية لإسرائيل. هذه هي نقطة انطلاق إدارة بايدن في التفكير في الفلسطينيين وتشكيل سياستهم تجاه الصراع، إن المسائل الأمنية الإسرائيلية هي أولاً وقبل كل شيء”. وقال الهاشمي إن سياسة بايدن هي مجرد استمرار للدعم الأمريكي غير المشروط المقدم في ظل كل إدارة أمريكية منذ تأسيس إسرائيل. وأضاف أنه لذلك، فإن الحقوق الوطنية الفلسطينية وحقوق الإنسان لن تتحقق لأنه لن يتم الضغط على إسرائيل لتقديم أي نوع من التنازلات.

وقال الهاشمي: “لن تستخدم الولايات المتحدة نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي الهائل لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات للفلسطينيين لدعم القانون الدولي”.

وقال يانيف فولر، المحاضر البارز في سياسات الشرق الأوسط بجامعة كنت، إن فريق بايدن هو فريق “تابع”، وليس فريق “إعادة ضبط”.

وأشار فولر: “الأعضاء الرئيسيون في فريق السياسة الخارجية لبايدن – على سبيل المثال، وزير الخارجية أنطوني بلينكين أو مدير وكالة المخابرات المركزية الدكتور ويليام بيرنز – هم أعضاء لهم باع طويل الأمد في مؤسسة السياسة الخارجية”.

وقال الهاشمي إن مطالبة بلينكين بتوفير “حقوق متساوية” للفلسطينيين لن تغير من واقع العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأن تصريحاته كانت “تجميلية وغير جوهرية” ولا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد.

استندت كلمات وزير الخارجية الأمريكية إلى الرمزية واستهدفت اتجاهين معينين. فجزء من هذا مدفوع بمحاولة إبعاد بايدن عن موقف ترامب المتطرف المناهض للفلسطينيين. وقال الهاشمي إن الهدف منه أيضًا إثبات أن بايدن لديه سياسة خارجية تتمحور حول حقوق الإنسان وأنه متوازن في مقاربته بين طرفي النزاع. إلى جانب هذه العوامل، يعتقد الهاشمي أيضًا، أنه كان من المفترض أن تتعامل كلمات بلينكن مع المخاوف محليًا.

وقال:”لقد كان أيضًا تنازلًا لقاعدة الحزب الديمقراطي، التي تسعى إلى سياسة أمريكية أكثر توازناً تجاه إسرائيل وفلسطين، على غرار ما أوضحه بيرني ساندرز”.

وأكد بايدن في وقت سابق أنه لن يعكس قرار إدارة ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ولا سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة. كما اتخذ الرئيس الأمريكي موقفًا ضد الصوت المؤيد لفلسطين من الحزب الديمقراطي ووصف فكرة استخدام النفوذ لصالح الفلسطينيين بأنها “غريبة” خلال حملته الانتخابية.

علاوة على ذلك، وصف بايدن اتفاقيات التطبيع التي تمت بوساطة ترامب مع الدول العربية وما يرتبط بها من تنازل عن القضية الفلسطينية بأنها “اختراق تاريخي” وتعهد بإقناع المزيد من دول المنطقة بالتوقيع على اتفاقيات مماثلة.

وتعهدت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة بايدن في الأمم المتحدة: “بالوقوف ضد الاستفراد غير العادل بإسرائيل من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) كما ذكر توماس جرينفيلد أن حركة المقاطعة معادية للسامية.

علاوة على ذلك، وعلى عكس الرئيس باراك أوباما، لم يقم بايدن بعد بتعيين مبعوث إسرائيلي فلسطيني لاستكشاف خيارات السلام، كما أكد الهاشمي.

ويمكن رؤية استمرار إسرائيل في التمتع بنفس المستوى من الدعم الذي كانت تتمتع به في ظل الإدارة من خلال الأنشطة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، والتي تجاهلتها واشنطن على نطاق واسع.

ففي اللحظة التي يتفاوض فيها بايدن مع إيران في فيينا لحل القضية النووية، تحاول إسرائيل تخريب هذه المحادثات بشن هجوم آخر على إيران. وقال الهاشمي إن إدارة بايدن تلتزم الصمت بشأن هذه القضية، حتى عندما تتعمد إسرائيل تقويض سياستها.

كلا الرجلين يعرف أحدهما الآخر منذ عقود وكان لهما نصيب عادل من الخلافات، بما في ذلك الخلافات حول المستوطنات، حتى أن هناك اقتباسًا شهيرًا لبايدن: “بيبي لا أتفق مع أي شيء تقوله، لكني أحبك”. وقال فولر إن الفكرة القائلة بأن علاقة بايدن ونتنياهو الممزقة يمكن أن تسبب آثارا عميقة مبالغ فيها.

وأضاف:”حقيقة أن الرئيس بايدن أخر مكالمته الهاتفية لنتنياهو بعد دخوله البيت الأبيض كان ينظر إليه من قبل الكثيرين على أنه إشارة لنتنياهو بأنه فقد “مكانته” في واشنطن. ومع ذلك، لا ينبغي المبالغة في تفسير هذه الخطوة. ففي نهاية المطاف، طالما أن المصالح والعوامل الأيديولوجية التي شكلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا تزال قائمة، فمن غير المرجح أن تغير واشنطن بقيادة جو بايدن موقفها تجاه إسرائيل بشكل كبير “.

وقال إنه إذا كان هناك أي شيء، فإن إدارة بايدن كانت تعيد ضبط سياسات ترامب في الوسط. علاوة على ذلك، كان بايدن تاريخيًا داعمًا قويًا لإسرائيل. وقال فولير أن بايدن كان له علاقات طويلة مع نتنياهو، بصفته نائب الرئيس أوباما وحتى قبل تعيينه، ولم يبتعد بايدن عن دعم واشنطن التقليدي لإسرائيل.

علاوة على ذلك، على الرغم من أن نتنياهو ربما يكون قد ترك “طعمًا سيئًا” في أفواه العديد من الديمقراطيين، إلا أن ذلك لن يكون كافياً لتحدي الوضع الراهن.

وأضاف:”حتى لو كان بعض الديمقراطيين يحملون ضغينة ضد نتنياهو، لا أعتقد أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على موقف الحزب تجاه إسرائيل. العديد من الديمقراطيين ملتزمون بإسرائيل ويرغبون أيضًا في جذب الناخبين المؤيدين لإسرائيل في البلاد.

ومع ذلك، أقر فولر أيضًا أن الديناميكية الحالية في إسرائيل يمكن أن تتغير بسرعة. وهناك احتمال ضئيل ألا يكون نتنياهو رئيس الوزراء المقبل. وإذا كان الأمر كذلك، على سبيل المثال، نفتالي بينيت، فقد يجعل الأمور مختلفة بالنظر إلى موقف الأخير الأكثر تشددًا”.

الاخبار العاجلة